2020 .. الحرب تدخل مرحلة الوجع الكبير فهل يجنح التحالف للسلم؟
يبدو أن العام الجديد 2020 سيشهد مسارًا جديدًا في مشهد الحرب على اليمن، فاستمرار التحالف السعودي الإماراتي في شن الهجمات وقصف الأبرياء يناقض خطوات التهدئة التي تم الاتفاق عليها عقب الهجمات الاستراتيجية على منشآتي نفط تابعتين لشركة أرامكو ( حقلي بقيق والخريص) والتي أوقفت 50% من إنتاج النفط المحلي السعودي و 5% من الإنتاج العالمي..
التقارير التي نشرتها وسائل إعلام أجنبية والتي أفادت بأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بدأ النزول من على الشجرة، في إشارة إلى أن الأمير بدأ فعلًا التفاوض مع خصومه ومن ضمنهم الحوثيين في اليمن، إلا أن مؤشرات السنة المشارفة على الانتهاء 2019 تُنذر بأن السنة الجديدة ستشهد تصاعدًا غير مسبوق في تغيير معادلة الحرب وسياسة الردع اليمني، في حال مضت السعودية في تعنتها لبدء سنة سادسة من العدوان.
يوم الأحد وفي مؤتمر صحفي كبير أعلن الناطق الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع أن الجيش اليمني بدأ فعليًا الانتقال من مرحلة الدفاع إلى مراحل الهجوم، مشيرًا إلى أن السيادة الكاملة على الأراضي اليمنية هي الهدف الذي بات ضمن أولويات الجيش مهما كان الثمن.
وأضاف سريع “نحن اليوم أقوى مما كنا عليه وسنكون أكثر قوة مما نحن عليه، وإيماننا بالله وثقتنا بنصره تجعلنا أكثر قدرة على مواجهة مختلف الظروف”
جاءت تصريحات العميد سريع لتضع حدًا فاصلًا بين إيقاف الحرب أو استمرارها.. السعودية تلعب على حبال السلام لكنها لم تقدم ما يوحي بترجمة تصريحاتها على أرض الواقع.. القصف الأخير الأسبوع الماضي لسوق الرقو في صعدة والذي راح ضحيته أكثر من 38 شخصًا، كان إحدى شرارات البدء بإطلاق التصريحات النارية من قبل الحوثيين في العاصمة صنعاء.
تأكيدات العميد سريع بأن الجيش اليمني والقوة الصاروخية جاهزون لتنفيذ مرحلة الوجع الكبير مع مطلع العام 2020 ينتظرها فقط قرار القيادة السياسية لتنفيذ هذه المرحلة، خاصة وأن بلادنا تمتلك كل الخيارات المتاحة في ظل وجود مخزون صاروخي كبير واسلحة ردع قادرة على قلب موازين الحرب متى بدأ التنفيذ.
تحذير لا تخدير
تصريحات سريع تأتي كرسائل واضحة لقوى العدوان وهي تصريحات علنية لا تتبع سياسة الغدر أو عنصر المفاجأة وإطلاقها يأتي من باب الحرص على عدم جر المنطقة إلى تصعيد غير مسبوق، لمنح خيارات هامة على طاولة التحالف السعودي والإماراتي وتحديد ما إذا كانت هناك فرصًا أفضل وأصدق لتحقيق سلام شامل.
وخلال المؤتمر الصحفي أوضح الناطق باسم القوات المسلحة إن هناك تسعة أهداف استراتيجية في مرمى قوات الردع اليمني ستة منها في السعودية وثلاثة في الإمارات وهي رسالة واضحة تعني أن ما يظنه تحالف العدوان بعيد المنال بات أقرب بكثير إلى المقاتل اليمني.
ليست ثرثرة
يدرك التحالف السعودي أن تصريحات الحوثيين السابقة لم تكن مجرد “ثرثرة” الغرض منها التهديد المعنوي فقط، بل وقد لمس التحالف تلك التهديدات وجعًا مبديًا على طريق ترجمة الأقوال إلى أفعال، اليوم تسعة أهداف حيوية جاهزة باتت بصريح العبارة محل استهداف سلاح الجو اليمني يعقبها فعلا ” الوجع الكبير” وهو الأمر الذي يجب على السعودية والإمارات ومن ورائهما تفحص تلك التهديدات وأخذها على محمل الجد ومن ثم تقرير ما إذا كان بإمكانهم تحمل تبعات قرارتهم بحق اليمن واليمنيين أو البحث عن حلول لإنهاء الحرب ورفع الحصار..