قرينُ القرآن

رضوان القشار

إن وراء القرآن من نزَّل القرآن، لقد تحَرّك الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله تعالى عليه- بالقرآن الكريم وهو يحمل هذه الثقة بالله سبحانه وتعالى.

تحَرّك يحمل معه إرث أجداده الأطهار من أعلام الهدى بـدءاً برسول الله محمد صلوات الله عليه وآله؛ فكان بحق قرين القرآن.

إن من يدرك ويتأمل تلك المرحلة الحساسة والاستثنائية التي تحَرّك فيها الشهيد القائد “رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ” يدرك أنه رجلٌ استثنائيٌّ عظيمٌ بمستوى تلك المرحلة.

وفي أقل من ثلاث سنوات منذ بدء المشروع القرآني وإلى استشهاده ترك للأُمَّـة مشروعًا قرآنيًّا مقدسًا متكاملًا.

ونحن نحيي ذكرى الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله تعالى عليه، هدفنا ألَّا تكون هذه الذكرى روتينية وعادية، هذه الذكرى تتعلق بسيدنا وقائدنا ومؤسّس مسيرتنا، ومن أنعم الله به علينا ومنّ الله به علينا في مرحلة خطيرة جِـدًّا.

إن استشهاده خسارة رهيبة وعظيمة ونكبة عظيمة للأُمَّـة بكل ما تعنيه الكلمة، ورغم ذلك نرى ثمرةَ جهوده وتضحياته ونلمسها رغمَ أنوف الأمريكيين وكلّ من يدور في فلكهم.

وكلّ ما وصلنا إليه اليوم من مواقف عظيمة وَتأثير على المستوى العالمي هو من ثماره “رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ”.

ما علينا هو كيف يجب أن تكون علاقتنا بهذا الرمز العظيم والشهيد المقدس وأن نستحضر قدسية المشروع القرآني وقدسية الانتماء إليه، نحن ننتمي إلى هذا المشروع المقدس إلى هدى الله الذي أنعم الله علينا به؛ إذ جعلنا نتحَرّك فيه وهو أعظم مشروع في الساحة العالمية (ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).

يجب علينا أن نستشعرَ أَيْـضاً قدسية التضحيات وعلى رأس تلك التضحيات الشهيد القائد -رضوان الله تعالى عليه- والآلاف من الشهداء العظماء؛ مِن أجل أن يستمر المشروع القرآني بنقائه وصفائه وأننا إذَا ما سرنا خلافَ ذلك سنتعرض للعقوبة الإلهية؛ لأَنَّ الله هو من يرعى وينمّي تلك التضحيات.

إن إحياءنا لهذه الذكرى تشدنا إلى الاهتمام بالقرآن الكريم نتعلمه ونتأمله ونتقن قراءته، وتشدنا إلى الملازم والدروس لتعود إليها ونتفهمها ونستوعب المشروع القرآني الذي قدم فيها.

ليست ذكرى الشهيد القائد مُجَـرّد ذكرى عابرة بل نسعى من خلالها لإحياء الشعور بالمسؤولية والاهتمام العملي والتجسيد للقيم العظيمة المذكورة في سورة المائدة في مواصفات القوم الموعود بهم، وأن نحافظ على الروحية الجهادية والاستعداد العالي للتضحية في سبيل الله سبحانه، وحمل روحية الإحسان والاهتمام بالآخرين وأن يكون لدينا حذر عال من التفريط والإهمال.

إن هذه الذكرى فرصة عظيمة وسانحة لتجديد العهد والولاء للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله وَرعاه- أن نسير على خطى الشهيد القائد تحت رايته نحمل أرواحنا على أكفنا ونكمل الطريق؛ حتى يعم هدى الله كُـلّ أرجاء المعمورة.

قد يعجبك ايضا