يقالُ: إن “الكتابَ يُعرَفُ من عنوانه”، وهذا ينطبق على العام الدراسي الجديد، وعن استعداد وزارة التربية والتعليم لهذا العام.
فمن إعلان وزارة التربية والتعليم بداية العام الدراسي الجديد، وإطلاقها حملة “العودة إلى المدرسة”، دون الإعلان عن حلول لبعض مشاكل العملية التعليمية ومنها مرتبات المدرسين وتوفير الكتاب المدرسي، يجعلنا لا نستبشر خيراً ولا ننتظر جديدًا خلال هذا العام الدراسي.
التعليم هو الأَسَاس، والاهتمام به بداية الطريق الصحيح لبناء مجتمع قوي متسلح بالعلم والمعرفة، والشعوب والدول لم ترتق ولم تنهض وتزدهر إلا بالتعليم.
والعملية التعليمية ترتكز على أركان أَسَاسية، بدونها لا تنهض، ومنها المعلم والكتاب، وهما الركنان اللذان نفتقدهما في العملية التعليمية -حَـاليًّا- في اليمن.
يقال إن المعلمين هم قادة الشعوب وهم ضمير الأُمَّــة، هؤلاء القادة محرومون من أبسط حقوقهم وهو الراتب، كيف نريدهم يقودون الأُمَّــة ويبنون جيلاً متعلماً، وكيف ننتظر منهم أن يعطوا وهم لا يجدون لقمة العيش؟!
مع بداية العام الدراسي تبدأ الهموم والتساؤلات لدى الآباء والأبناء:
كيف سيكون هذا العام؟!
هل يختلف عن بقية الأعوام؟! وهل سنجد الكتاب المدرسي؟!
والمعلم هل سينتظم في مدرسته ويستلم راتبه أَو سيظل ينتظر المشاركة المجتمعية التي يدفعها الطلاب والتي لا تسمن ولا تغني من جوع؟!
ليس المهم انتهاء العام الدراسي، بل الأهم ما هي مخرجاته، وما الذي استفاده الطالب خلاله، وماذا كسب من علوم ومهارات ومعارفَ.
علينا أن نواجه الحقيقة التي تقول: إن التعليم في اليمن في تدنٍ مُستمرّ وواقعه مأساوي ومئات الآلاف من الطلاب ممن هم في سن التعليم خارج المدارس، ومعظم المدرسين في حراج العمال يبحثون عن عمل ليقتاتوا منها هم وأسرهم، والبعض منهم غادر خارج البلاد للبحث عن عمل في دول الجوارِ.
فالتعليم يجب أن يكون له الأولوية لدى الحكومة وأن يتم إيجاد موارد لدفع مرتبات المدرسين وتوفير الكتاب المدرسي، وعلى الحكومة تحمل كامل مسؤولياتها، وأن تقوم بواجبها لنجاح العملية التعليميةِ.
يجب تضافر الجهود وتكامل الأدوار بين الجميع -دولةً ومجتمعًا وقطاعًا خاصًّا- ويتطلب أن يتم دعم صندوق المعلم وإيجاد موارد دائمة له، وتصرف لما أنشئ مِن أجلِه.
لا ننتظر مستقبلًا، ولا نحلم بدولة قوية، مزدهرة مكتفية، ما لم نهتم بالتعليم.