13يونيو و 21 سبتمبر والقواسم المشتركة (2)
عين الحقيقة /حمير العزكي
بالقليل من التأمل واليسير من الانصاف مع السلامة من التعصب والأهواء والقناعات الفكرية المسبقة والنزعة المناطقية المقيتة.. تبرز أوجه التشابة واضحة للعين بين الظروف المصاحبة للثورتين وملامح المشهد السياسي للفترة السابقة لهما ومنها حسب وجهة نظري – التي لا أراها ملزمة مهما بلغت درجة اعتقادي بصوابها – ومن ذلك *ثورتين بعد ثورتين بعد أن طال أمد الصراع إبان ثورة 26سبتمبر بين الملكيين والجمهوريين وعجز اي من الطرفين على حسم المواجهة لصالحه وكذلك تراجع الدور المصري بعد نكسة67 وتعاظم الدور السعودي – الذي سنتحدث عنه لاحقا – كان لابد من انهاء ذلك الصراع لتبدء الفترة التي سبقت 13 يونيو ب(المصالحة الوطنية) وعلى نفس المنوال عندما طال امد ثورة 11 فبرير ولم تستطع اسقاط النظام ولم يتمكن النظام من احتوائها واخمادها واصبح البحث عن مخرج هدف الجميع وانهاء الصراع والبدء في الفترة التي سبقت 21 سبتمبر ب(المبادرة الخليجية) ومن لم يلاحظ هذا التشابه الكبير في تلك الفترتين سيلاحظه في ماتلاهما من احداث ومنها على سبيل المثال بعد المصالحة الوطنية تم تشكيل حكومة شراكة وطنية بين الجمهوريين والملكيين وبعد المبادرة الخليجية تم تشكيل حكومة وفاق وطني بين المشترك وشركاؤه والمؤتمر وحلفاؤه
في المرحلتين تم اختيار(رئيس توافقي) لاينتمي لمراكز النفوذ .. يقبل به الجميع .. لضعفه كي يسهل الضغط عليه من الجميع في المرحلتين ازدادت قوة مراكز النفوذ ليزداد الصراع فيما بينها وتنعكس اثاره على الرئيس التوفقي – في المرحلتين – وبالتالي اصبح (مسلوب الارادة ) لايملك القرار ولا اجد فرقا في ذلك بين القاضي الارياني والدنبوع هادي سوى حرص الارياني على عدم اراقة الدم اليمني وعدم اكتفاء الدنبوع بإراقة اليمنيين دماء بعضهم بل استدعى عدوانا خارجيا لذلك من اجل بقائه في الرئاسة وبالتالي فكلاهما خضعا لمراكز النفوذ القبلي المتكئ على النفوذ العسكري والنفوذ الخارجي في اقوى صوره عندما قدما استقالتهما واحدثا حالة فراغ دستوري فالاول استقال رئيس مجلس الشعب بعد تقديمه استقالته وذلك منعا لنشوب حرب اهليه – حسب قوله – والثاني كان رئيس الوزراء قدسبقه بالاستقالة وذلك من اجل نشوب حرب اهليه – حسب فعله – بالاضافة ان كلاهما حرصا على وضع دستور للبلاد في فترتهما وان لم يدرك هادي الوقت لذلك
كما شهدت الفترتين وبرغم توقف الصراعات وتدفق المعونات والمساعدات تدهور الحالة المعيشية والاقتصادية في عموم البلاد ليقف الشعب وحيدا وقد تخلى الجميع عنه حين آثر الرؤساء سلامتهم وآثرت مراكز النفوذ مصالحها ولم يزل واقفا يرقب ما سيهديه القدر وتمنحه كف المشيئة من سبل الخلاص…