11 سبتمبر.. الإرهاب الأمريكي تحت مبرر “مكافحة الإرهاب”
مرت 22 عامًا على أحداث 11 سبتمبر التي استغلتها الولايات المتحدة لتبرير انتهاكاتها وجرائمها ضد الدول والشعوب، تحت مبرر “مكافحة الإرهاب”.
ففي أعقاب أحداث 11 سبتمبر، شنت الولايات المتحدة حربًا على أفغانستان أسفرت عن سقوط نظام طالبان، واحتلال البلاد لمدة 20 عامًا. وقد أدى ذلك الاحتلال إلى وقوع عشرات الآلاف من الضحايا، وتدمير البنية التحتية للبلاد، وانتشار الفقر والبطالة.
كما شنت الولايات المتحدة أيضًا حربًا على العراق في عام 2003، بذريعة أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل. وقد أثبتت التحقيقات الدولية لاحقاً عدم وجود أي أسلحة دمار شامل في العراق. وقد أسفرت هذه الحرب عن مقتل مئات الآلاف من العراقيين، وتدمير البنية التحتية للبلاد، وانتشار العنف والاضطرابات.
وإلى جانب الحروب، قامت الولايات المتحدة أيضًا بشن غارات جوية وبحرية على دول أخرى، بما في ذلك اليمن وسوريا وباكستان وليبيا. وقد أسفرت هذه الغارات عن مقتل آلاف الأبرياء، وتدمير البنية التحتية، وخلق أزمات إنسانية.
كما قامت الولايات المتحدة بفرض عقوبات اقتصادية على دول أخرى، بما في ذلك إيران وسوريا وروسيا. وقد أسفرت هذه العقوبات عن تفاقم الأزمة الاقتصادية في هذه الدول، وتسببت في معاناة ملايين البشر.
ارتكبت الولايات المتحدة أبشع الجرائم ضد الشعب الأفغاني والشعب العراقي، بالإضافة إلى استهدافها بقية الشعوب العربية والإسلامية بوسائل وطرق مختلفة. فقد تجاوز التدخل الأمريكي في هذه البلدان أعراف الدبلوماسية والعلاقات بين الدول، وأصبحت الأنظمة والسلطات في معظم البلدان مجرد أدوات يتحكم بها السفير الأمريكي وجنرالات البحرية الأمريكية.
فإذا كانت العراق وقبلها أفغانستان قد تعرضتا لاحتلال أمريكي مباشر، فإن دولاً أخرى تعرضت لموجات مختلفة من الاعتداءات الأمريكية تحت مبرر “محاربة الإرهاب”. فاليمن تعرض لغارات طائرات بدون طيار، وأصبحت السلطة اليمنية تنفذ الأجندة الأمريكية من خلال شن الحروب وفرض المزيد من الإجراءات تحقيقاً للمصلحة الأمريكية. والأمر ذاته بالنسبة لأنظمة عربية وإسلامية أخرى.
التدخلات الأمريكية والاحتلال الأمريكي تسبب في وقوع عشرات الآلاف من الضحايا، لاسيما في العراق وأفغانستان. ناهيك عن ضحايا آخرون قتلوا بشكل مباشر أو غير مباشر، بالإضافة إلى المتضررين من التحرك الأمريكي والخسائر المادية في أكثر من بلد.
ولم يحاسب أحد الولايات المتحدة على ما فعلته، ويبدو أن عملية توثيق تلك الجرائم لم تحدث بالشكل المطلوب نتيجة الخشية من عواقب ردة الفعل الأمريكية.
كان الشهيد القائد السيد حسين الحوثي من أوائل من قرأوا أحداث 11 سبتمبر قراءة صحيحة، حيث اعتبرها ذريعة أمريكية للانتقال إلى مرحلة جديدة من فرض الهيمنة على الدول والشعوب. وقد أوضح الشهيد القائد أن هذه الأحداث كانت مدبرة من قبل الولايات المتحدة نفسها، وأنها تهدف إلى تحقيق أهداف خبيثة، منها، إضعاف الدول الإسلامية، وفرض الهيمنة الأمريكية عليها، وتشجيع التطرف الإسلامي، وخلق مبررات للتدخل العسكري الأمريكي في العالم الإسلامي وإخضاع الشعوب الإسلامية للسيطرة الأمريكية.
تقرير/ محمد الأسدي