المعركة الأمنية مع العدوان بين شراسة المواجهة وجدارة رجال الأمن
صادق البهكلي
لم تكن قوى العدوان لتطلق بيانها ببداية العدوان على اليمن من واشطن وتستدعي المفردات العربية الحماسية لوصف عدوانهم الإجرامي دون معرفتهم لكل التفاصيل فيما يخص القدرات اليمنية سوى العسكرية أو الأمنية او الاقتصادية أو غيرها فهم كانوا قد فعلوا كل شيء يمهد لعدوان فضلت أمريكا أن يكون الإعلان عنه من واشنطن ليكون لتنسب لنفسها صفة المنتصر كونها ليست سوى أيام معدودة وهم يرقصون في وسط صنعاء تلك كانت أحلامهم وتقديراتهم وبناء على ما عملوه وعرفوه فالتحدي الأمني الذي كان قائماً كان أكبر من إمكانية أي ثورة أو دولة بمستوى اليمن أن تواجهه فعناصر القاعدة كانت في كل مفاصل الأجهزة الأمنية والتفجيرات والعمليات الانتحارية وصلت إلى قلب العاصمة صنعاء إضافة إلى ضعف تفشي الجريمة والانفلات الأمني في مختلف المحافظات اليمنية.. ومع هذا فشلت قوى العدوان فشلاً ذريعاً في ميدان المعركة الأمنية وخسرت رهاناتها وواجهت فتية آمنوا بربهم فزادهم الله بصيرة ووعي ويقظة عالية فكان الله معهم وكان النصر حليفهم وما زالت الأجهزة الأمنية برجالها الأوفياء المخلصين يقدمون أروع صور الصمود والجدارة في مواجهة تكتيكات قوى العدوان ومؤامراتهم لاستهداف الأجهزة الأمنية والاستقرار الأمني في المحافظات التي تسيطر عليها ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر.
التحديات التي واجهت المؤسسة الأمنية
تركزت جهود القوى الخارجية المناهضة لثورة الشعب اليمني على الاختراق الأمني لإجهاض الثورة الشعبية فانتشرت عصابات الاغتيالات وتمكنت تلك القوى عن طريق ادواتهم في الداخل من اغتيال كوادر مهمة كالشهيد الدكتور احمد شرف الدين والدكتور عبد الكريم جدبان وعبد الكريم الخيواني والمتوكل وغيرهم من الكوادر اليمنية الفاعلة كما أن تلك القوى مهدت لعدوانها الإجرامي من خلال استهداف كوادر الجيش اليمني الذين يمكن أن يشكلوا إضافة نوعية لثورة الشعب اليمني كالطيارين والكثير من الضباط.. ولذلك أصبحت التحديات الأمنية بعد نجاح ثورة الشعب كبيرة على المؤسسة الأمنية وبالذات اللجان الأمنية ومن تبقى من شرفاء المؤسسات الأمنية كبيرة جدا وكان عليهم بأي ثمن تجاوزها والتغلب عليها وتحقيق الاستقرار الأمني كأبرز أهداف ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر..
العناصر التكفيرية
كما كان من أبرز ما واجهته المؤسسة الأمنية من تحديات تتمثل في انتشار عناصر القاعدة الإجرامية التي وصل تغلغلها في كل مفاصل الدولة وتحول أقطاب النظام السابق إلى متبنين لهذه الجماعة وداعمين لها بالمال والسلاح خدمة لأجندات أمريكية هدفها إحكام قبضتها على اليمن، ولذلك كان أو عمل قامت به الأجهزة الأمنية بعد نجاح ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر هو مواجهة هذه العناصر وتخليص الشعب اليمني من جرائمها التي التي تسببت بإزهاق أرواح الكثير من المواطنين والجيش اليمني وكوادر المؤسسة الأمنية فقد ذبحت العشرات من كوادر الجيش في أبين وفجرت المساجد واستهداف قوات الأمن وكانت يد أمريكا الإجرامية وعندما وجدت قوى العدوان أن الأجهزة الأمنية شارفت على تخليص اليمن من براثن من هذه الجماعات التكفيرية شنت عدوانها ودمرت أغلب المؤسسات الأمنية، وكانت الأجهزة الأمنية على قائمة الاستهداف المتواصل لقوى العدوان ولكنها أثبتت برجالها المخلصين وكوادرها الأوفياء أنها أكبر من مؤامرات العدوان وأنها عند حسن ظن الشعب بها رغم الثمن الباهض الذي دفعته والذي كان ثمنه استقرار أمني غير مسبوق في اليمن رغم العدوان والاستهداف المتكرر.
العملاء والخونة والقوى المتسلطة
كما واجهت الأجهزة الأمنية بعد نجاح الثورة الشعبية تحديا آخر تمثل في العملاء والخونة وأذيال النظام السعودي في اليمن وكذلك القوى المتسلطة التي أزاحتها الثورة الشعبية عن المشهد حيث شكلت عين العدو على المؤسسة الأمنية وتحركت في الكثير من المنعطفات الهامة خدمة لقوى العدوان ومحاولة واثارات الكثير من الفتن وشكلت الكثير من العصابات وسعت إلى إرباك الوضع الأمني لينعكس سلبيا على الميدان العسكري الذي وجد العدو نفسه عاجزاً عن إحراز أي تقدم ميداني رغم قدراته العسكرية الهائلة فشهدت الساحة الأمنية العشرات المحاولات الفتنوية أبرزها فتنة عفاش في 2 ديسمبر وكذلك فتنة حجور وقبل ذلك ما يحدث في يريم من أحداث فتنوية قادها المدعو …….. وأخيراً ما حدث في البيضاء من فتنة قادها المدعو ياسر العواضي…إلخ وكانت الأجهزة الأمنية ومعها أحرار الشعب اليمني وبمؤازرة الجيش واللجان الشعبية قادرة على وأد هذه الفتن الذي حاول العدو من خلالها ضرب الاستقرار وإحداث اختراق أمني وعسكري..
مواجهة الاستخبارات الأجنبية
مواجهة خلايا العدوان (عملية فأحبط أعمالهم):
كما كان من أبرز النجاحات التي حققتها الأجهزة الأمنية في مواجهة خلايا العدوان عملية (فأحبط أعمالهم) ورغم أن العملية سبقها تفكيك العشرات من الخلايا إلا أننا سنكتفي بذكر بعض تفاصيل العملية كدليل على حجم التضحيات والإنجازات التي يجترحها أبطال المؤسسة الأمنية كما أن تناول جميع العمليات والإنجازات الأمنية يحتاج لمجلدات
وتفاصيل عملية (فأحبط أعماله) تتكون من خليتين الخلية الأولى تديرها الاستخبارات السعودية ، تحت إشراف مجموعة من ضباطها منهم اللواء فهد بن زيد المطيري والعميد فلاح بن محمد الشهراني وآخرون، وتصدر مشهد الخيانة فيها الخائن الفار من وجه العدالة محمد عبدالله القوسي وزير الداخلية الأسبق، إبتداءً بالاستقطاب والتدريب للخلية المكلفة بتنفيذ الأنشطة التخريبية ومباشرة تنفيذها، والتي جرى التخطيط لها من قبل المخابرات السعودية وعناصر الخلية الرئيسية في مدينة شرورة. ويتزعم هذه الخلية كلا من :
- الخائن نبيل علي أحمد القرس الكميم ضابط في وزارة الدفاع عمل في الدائرة المالية مقبوض عليه
- الخائن اسكندر ثابت صالح غراب ضابط بحث بوزارة الداخلية مقبوض عليه
- الخائن محمود صالح يحيى الشطبي نائب مدير عام القيادة والسيطرة بوزارة الداخلية سابقا مقبوض عليه
- الخائن صادق حمود منصور الكامل وكيل مصلحة الهجرة والجوازات بوزارة الداخلية سابقا فار من وجه العدالة
- الخائن عبد الملك محمد حسين دحقة ضابط في وزارة الدفاع فار وجه العدالة
- الخائن حميد بجاش سلطان بشر مدير أمن محافظة ريمة سابقا فار من وجه العدالة
- الخائن صدام حسين علي المصقري ضابط في وزارة الدفاع مقبوض عليه
- الخائن عبدالله محمد حسين المصقري ضابط في وزارة الدفاع مقبوض عليه
- الخائن ذياب صالح محمد مرة ضابط في وزارة الداخلية مقبوض عليه
- الخائن سعيد ناصر علي ع وشان فار من وجه العدالة.
وتتكون مهام الخلية من عدة مسارات
أولا المسار الأمني كلف به الخائن محمد عبدالله القوسي
ثانيا المسار التربوي:
كلف به الخائن خالد حسين علي حسن الأشبط
ثالثا المسار الإعلامي:
كلف به الخائن نجيب عبدالله محمد غلاب
الخلية الثانية
كما أسقطت الأجهزة الأمنية خلية تخريبية تدار من قبل المخابرات ا لإماراتية عبر الخائن الفار من وجه العدالة عمار محمد عبد الله صالح مستغلا علاقاته حين كان وكيلا لجهاز الأمن القومي سابقا.
وهدفها إدارة حرب داخلية موازية للمعارك الدائرة في جبهات الكرامة التي فشل العدوان في تحقيق أي نصر يذكر فيها ولتنفيذ الأنشطة التخريبية السابقة، فقد تمت عملية التجنيد المدروس للخونة الذين استلموا مبالغ مالية وهواتف ووسائل تواصل وتوزعوا على عدد من مؤسسات الدولة تمثل أهمية إستراتيجية وهم:
- الخائن عبدالله عبدالله علي مقريش أحد منتسبي وزارة الداخلية مقبوض عليه
- الخائن عبدالله علي محمد الخباط أحد منتسبي وزارة التربية مقبوض عليه
- الخائن سمير مسعد صالح العماري مدير مدرسة بوزارة التربية والتعليم مقبوض عليه
- الخائن علي أحمد محمد الشاحذي ضابط بجهاز الأمن السياسي سابقا مقبوض عليه
- الخائن عصام محمد علي الفقيه موظف بالمؤسسة العامة للاتصالات مقبوض عليه
- الخائن عبدالله محمد محمد علي سوار أحد منتسبي وزارة المالية عضو المجلس المحلي عن مديرية الوحدة بأمانة العاصمة مقبوض عليه
- الخائن نجيب شرف علي محمد البعداني موظف بهيئة المساحة الجيولوجية مقبوض عليه
- الخائن نبيل هادي هزاع الانسي مسئول الإذاعة المدرسية بوزارة التربية والتعليم مقبوض عليه.
كلفت خلية الخائن محمد المالكي بالقيام بالأنشطة التخريبية التالية:
– تجنيد خونة لصالح دول العدوان في المؤسسات والوزارات والمصالح الحكومية والرفع بالمعلومات الخاصة بها ونشاط هذه المؤسسات وتواجد قياداتها ورصد تحركاتهم ورفع إحداثيات للأماكن الهامة فيها وإبلاغ غرفة عمليات العدوان بها.
– تجنيد ضباط في المؤسسات الأمنية والعسكرية لغرض التخابر والرفع لدول العدوان.
– رصد المواقع العسكرية والأمنية وإرسال إحداثياتها إلى غرفة عمليات العدوان.
– رصد الشخصيات القيادية في الدولة تحركاتهم منازلهم مكاتبهم وسائل النقل المستخدمة ورفع إحداثيات بذلك.
– تجنيد عناصر خاصة لتنفيذ الاغتيالات وزرع العبوات الناسفة بغرض زعزعة الأمن والاستقرار وإقلاق السكينة العامة.
مواجهة العصابات الإجرامية
أما في مواجهة العصابات الإجرامية فقد حققت الأجهزة الأمنية إنجازات عظيمة ولك اخي القارئ أن تتخيل حجم الإنجاز فقط في أمانة العاصمة وللنصف الأول من عام 2020 م فقد ذكر المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية العميد عبد الخالق العجري ن أجهزة الشرطة في وزارة الداخلية حققت انجازات أمنية كبيرة خلال النصف الأول من العام الجاري 2020م.
أوضح أن نسبة ضبط الجريمة بلغت 91% من اجمالي الجرائم المبلغ عنها .
وأكد العميد العجري انخفاض معدل ارتكاب الجريمة بمختلف انواعها خلال النصف الاول من العام الجاري بنسبة 43 % مقارنة بالنصف الأخير من العام المنصرم 2019م .
وفي مجال مكافحة وضبط جرائم السرقة فقد تمكنت وزارة الداخلية من تحقيق نسبة ضبط مرتفعة بلغت 92 % من الجرائم المبلغ عنها.
كما تمكن رجال الأمن من استعادة 65 سيارة مسروقة و89 دراجة نارية مسروقة، وضبط 40 عصابة سرقة منظمة، وكان في ضبطها سببا لانخفاض جرائم السرقة خلال شهر يونيو بنسبة 63 %
أما في إطار احباط المخططات والمؤامرات الاجرامية للعدوان ومرتزقة التي تستهدف حياة وأمن المواطن اليمني
فقد أشار الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية أن رجال الأمن بتوفيق من الله تمكنوا من اكتشاف وإبطال مفعول 33 عبوة ناسفة كانت العناصر الإجرامية التابعة للعدوان قد زرعتها في اماكن وطرق عامة لاستهداف حياة المواطنين واقلاق الامن والاستقرار.
بالإضافة إلى رصد وإفشال 235 عملية تحرك للعدوان تنوعت ما بين تحشيد المغرور بهم وتجنيدهم في صف العدوان لقتال الشعب اليمني، والرصد لصالح العدوان ،ومحاولة اقلاق للأمن بطرق مختلفة.
كما تمكنت وزارة الداخلية والاجهزة الأمنية من إحباط كل العمليات الإجرامية الإرهابية التي كان يخطط العدوان ومرتزقته لتنفيذها خلال النصف الأول من العام الجاري ، والقبض على 52 عنصرا تابعا لما يسمى بتنظيم القاعدة ، كان جميعهم بصدد ارتكاب جرائم بحق الشعب اليمني، بتكليف وتمويل من العدوان الامريكي السعودي.
أما في مجال مكافحة المخدرات فقد ذكر العميد العجري أن وزارة الداخلية تمكنت في الفترة من ١ يناير وحتى 30 يونيو من ضبط 29 طن و 538 كيلو جرام من الحشيش المخدر، و 57 كجم و 917 جرام من الهيروين، و 5 كجم من مادة ( الميثا امفيتامينات المخدرة)، و 13ألف و 871 أمبولة مخدرات، و واحد كيلو جرام و 942 جرام من الكافيين الخام المخدر ، و قد أحيلت جميع المضبوطات مع المتهمين للنيابة والقضاء، لافتاً إلى أن رجال الأمن ضبطوا خلال نفس الفترة 1870 متهما بالإتجار بالمخدرات و تهريبها وترويجها، منهم 533 من جنسيات أجنبية.
وأكد العميد العجري أن وزارة الداخلية ماضية في القيام بواجبها الديني والوطني في حفظ امن واستقرار الشعب اليمني المجاهد الصابر، وحفظ النظام العام.
هذا إلى جانب ما حققته الأجهزة الأمنية خلال الأيام الماضية من ضبط أكبر عاصبة سرقة مكونة من 50 فرد ومرتبطة بقوى العدوان الإجرامي وكان بحوزة هذه العصابة من المسروقات أكثر من 600 هاتف و30 مسدس و8 جنابي غالية الثمن. كما سرقت العصابة أكثر من 40 سيارة، وأكثر من 50 مواطنا تعرضوا للسرقة منها، واعترفت العصابة بكل السرقات والخيوط كلها تشير إلى ارتباطها بقوى العدوان.
توفير الاستقرار الأمني
كما لا يمر يوم واحد لا تعلن فيه الإجهزة الأمنية من تحقيق إنجاز أمني جديد بل أصبح المواطن يشعر بارتياح وهو يلمس الإخلاص والتفاني الذي يصدرة رجال الأمن فلا تكاد تمر 24 ساعة من وقوع إلا ومرتكبيها خلف القضبان كما تميزت الأجهزة الأمنية بأنها استطاعت إعادة هيبة رجل الأمن فلم يعد رجل الأمن كما كان في عهد النظام البائد يمارس الابتزاز ويضيع القضايا والحقوق مقابل حفنة من الريالات فقد شهد الواقع للأجهزة الأمنية ولرجال الأمن في عهد الثورة الخالدة ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر بأنهم عند حسن ظن القيادة والشعب بهم كما سجلوا أنصع صور التضحية والفداء في مواجهة العدوان الإجرامي وخلاياه وأدواته بكل بسالة واقتدار.
فلبواسل رجال أمننا كل التحية والتقدير.. ونشد على أيديهم مواصلة قطع دابر أيادي العدوان الإجرامي والضرب بيد من حديد كل من تسول له يده إقلاق السكينة العامة أو تقديم أي خدمة لقوى العدوان الإجرامي.