100عام على مذبحة الحجاج الكبرى أرواح الشهداء تلاحق ال سعود
في صبيحة مثل هذه الصباحات من عام 1341 هـ لم يكن يعرف 3 آلاف و500 من الحجاج اليمنيين الذين أحرموا للحج آمين البيت الحرام ، أنهم سيكونون ضحايا الإيذان بالعهد السعودي الدموي الطارئ على مناطق الحجاز ونجد ، الذي يهدف الى إبادة اليمنيين من قبل المؤسس الهالك عبدالعزيز آل سعود.
لم تكن مذبحة واحدة بل مذبحتين تبعتهما إجهاز وتصفية للجرحى والناجين من النيران المباشرة ، وقد راح ضحية المذبحتين أكثر من (3000) ثلاثة آلاف حاج على يد عصابات عبدالعزيز آل سعود ، الذين ما زال أحفاده يمضون على ذات النهج الإجرامي والوحشي والدموي، وقد كانت هاتان المذبحتان تدشينا لعهد سعودي جديد ضد اليمن ، وقد سجلت المذبحتان كواحدة من أسوأ الجرائم السعودية ضد الإنسانية.
في مثل هذا اليوم الـ 17 من ذي القعدة ، وصل الحجاج اليمنيون إلى تنومة وسدوان ليكونوا ضحايا للوجود السعودي الطارئ على المنطقة ، ونحن اليوم بعد مرور مائة عام نستذكر أجدادنا الذين قتلوا في تلك المذبحتين المروعتين اللتين ارتكبتهما عصابات عبدالعزيز أل سعود في تنومة وسدوان ، تمر اليوم مائة عام ونستذكر تلك الجريمة التي بينت الوجه الوحشي لبن سعود الذي أمر بإبادة الحجاج وسلبهم والإجهاز على الجرحى منهم ، اليمنيون يستذكرون اليوم تلك الجريمة وهم لا يزالون يعيشون تفاصيلها من خلال المجازر المروعة التي يرتكبها آل سعود بعدوانهم الغاشم على شعب الايمان والحكمة.
تعود القصة إلى عام 1341/ هـ” ، 1923/م ، عقب سيطرة عبدالعزيز بن سعود على مناطق نجد والحجاز وعسير ، وإخضاعه لحكمه المستبد بالقوة ،وقد كان عبدالعزيز يخضع المناطق والقبائل العربية لحكمه بالدماء والقتل والاستباحة ، وخلال السنوات الأولى لحكمه المستبد الذي بدأ في العام 1919/م ، ارتكب مجازر وفظائع مروعة هادفا من ذلك إلى تكريس الحكم بالقوة والدماء، وقد ارتكب المذبحتين في تنومة وسدوان بحق الحجاج اليمنيين خلال سفرهم إلى الحج لابسين ثياب الاحرام ، قاتلا ما يزيد عن ثلاثة آلاف حاج منهم والذي يبلغ عددهم ثلاثة آلاف وخمسمائة حاج في ذلك العام.
قبل مائة عام.. في ظهيرة مثل هذا اليوم الموافق 17 من ذي القعدة 1341هـ / 1 يوليو 1923م، حطَّت الفرق الثلاث من الحجاج اليمنيين لصناعةِ طعامِ الغداء ظهرا، وهم آمنون لا يدرون عما قد دُبِّرَ لهم بليلِ الشياطين، وما قد حيك لهم من مؤامرةِ إبادةٍ شاملةِ، وهم بلا سلاح، ولا تأهُّب، ولا شعورٍ لهم بشيء، ولما شدَّ بعضُهم أثقالَه بعد الغداء، وبعضهم كان لا يزال في حال الغداء، وبعضهم في حال الشد، إذا بجيشِ عبدالعزيز ابنِ سعود الكامن لهم قد أحاط بهم من كل الجهات، وإذا به يصليهم نارا، ويباشر بإطلاق النار في جباههم ورؤوسهم وصدورهم بشكل كثيف.
منذ ذلك التاريخ حتى اليوم مرت مائة عام ، جرت في النهر دماء كثيرة ، لم يتوقف آل سعود عن الإرهاب والقتل والفتك باليمنيين يوما ، مائة عام حارب السعوديون اليمن ملكية وجمهورية وحدوية وشطرية ، وقتلوا اليمنيين جماعات وأفرادا وبالجملة والمفرق ، على اختلاف مناطقهم وانسابهم ومراكزهم الاجتماعية والعلمية والسياسية ، وفيم نستذكر اليوم مجزرة الحجاج الكبرى قبل مائة عام تتواصل فصول الإجرام السعودي بعدوان مستمر من ستة أعوام استخدمت مملكة العدوان فيه كل الأسلحة الفتاكة والذكية حاصدة آلاف الشهداء والجرحى ومدمرة للبنى والمنشآت.
اليمنيون لم ينسوا شهداءهم طال الزمن أو قصر ، وهو الأمر الذي أكده ناطق القوات المسلحة يوم أمس ، والدم لابد وأن ينتصر على القتلة فمن قتلتموهم سابقا هم حجاج يمانيون يلبسون ثياب الإحرام في طريقهم إلى بيت الله الحرام الذي جعله الله آمنا ، ومن تقتلونهم اليوم شعب يمني كامل ، تقتلون فيه النساء والأطفال والشيوخ والشباب في جرائم مشهودة وموثقة يشاهدها العالم أجمع ، وهذه وتلك جرائم لا تسقط بالتقادم وإن بدت الأيام مانحة لكم بعض الذي يعدكم الشيطان والأولى لكم أن تتعظوا مما مضى فما هو آت هو الحساب لا غيره.
“”صحافة “” الثورة