كُلَّ يوم منذُ أن بدأ العدوانُ نكتشفُ صنعاءَ جديدةً لم نعهدْها من قبلُ، لقد اختلف كُـلُّ شيء فيها، فصارت مدينةَ كُـلّ اليمنيين ولا تفرّق بينهم، وصارت أجهزتُها الأمنيةُ مختلفةً وغير ما ألفناه، وتحوَّلت إلى أجهزة دولة لها ضوابطُها الأخلاقية.
(٢)
هذه الأجهزةُ التي كانت في يومٍ من الأيّام هي من تثيرُ المشاكلَ وتأتمرُ بأمرِ رأس الفساد وشريكة في الجريمة المنظمة، ومن يتذكر قضيةَ صحيفة الأيّام وتفاصيلها يدرك ويعي ما أقول، لقد كانت أجهزةً وظيفتُها تنفيذُ أوامر رأس الفساد وتلفيق الجرائم والمشاركة في الجريمة.
(٣)
وكلنا يعرفُ قضيةَ حارس الصحيفة أحمد المرقشي الذي ظل في سجون النظام ما يقارب ١٣ عاماً ولم يُفرَجْ عنه إلا العام الماضي.
اليومَ الأجهزةُ الأمنية تقومُ بوظيفتِها الحقيقيةِ وهي ضبطُ إيقاعِ المجتمع الأمني ومكافحة الجريمة بكافة أشكالها.
(٤)
صنعاءُ صارت مدينةً مفتوحةً ورحبةً للسلم والوئام الاجتماعي والتعايش، وحركة التضامن والدعوة إلى محاسَبة القَتَلَة والمجرمين في قضية المغدور عبدالله الأغبري جاءت من أبناءِ هذه المدينة قبلَ غيرهم ومن أبناء القبائل المحيطة بها..
(٥)
وهَذَا يؤكِّـدُ أنها مدينةٌ بكل ما تعنيه الكلمةُ والناسُ فيها ينشُدون دولةَ نظام وقانون ويرفُضُون كُـلَّ ما من شأنه أن يكدِّرَ أمنَ الناسِ وينغصَ حياتهم.