يَمَنُ الوَلاية..للشاعر/معاذ الجنيد
من يومِ أرسلَهُ النبيُّ الأكرمُ
هامَ اليمانيُّون فيهِ وتُيِّمُوا
والَوا (عليَّ) تشيَّعوا في حُبِّهِ
من قبل أن يتدَيَّنوا أو يُسلِموا
من قبل معرفةِ الصلاة وقبل أن
يؤتوا الزكاةَ لحُبِّ (حيدرةَ) انتموا
كان اعتِناقُ (عليِّ) أولَ خُطوةٍ
قبل اعتِناقِ الدين منهم تُرسَمُ
عرفوا (عليَّاً) قبل كلِّ فروضهم
و(عليُّ) قرآنٌ ونهجٌ قَيِّمُ
وجدوا بهِ الإسلامَ جاءَ مُطابِقاً
لصفاتهم فتناغموا وتفهّموا
دخلوا بيومٍ واحدٍ في دينهِ
وتعلّموا الأحكامَ منهُ وعلّموا
وتذوّقوا الإسلامَ فيه وحينها
صلّوا على طه الحبيبِ وسلَّموا
فأحبّهُم وتعلّقوا في حبّهِ
وكذا المكارِمُ بالمكارِمِ تُغرَمُ
لم يختصِر إعجابَهُ بمقولةٍ
في مدحِهِم.. والحرفُ منهُ مُعظّمُ
لكنَّهُ اعتصَرَ الشُعورَ قصيدةً
في وصفِ (همدان الذين هُمُ هُمُ)
في وصفِ من هُم دِرعُهُ ورماحُهُ
ومُناصِروهُ وسيفُهُ والمِعصمُ
مُذ زارَهُم حَلّتْ بأرضهمُ السما
واخضَّرت الدنيا وشعّت أنجُمُ
وتفجَّرت وديانُهُم وجبالُهُم
وجرَت ينابيعاً عليه تُسَلِّمُ
لم تبقَ في اليمنِ الحبيبةِ قريةٌ
إلا و(عينُ عليِّ) فيها مَعْلَمُ
عُرِفَت بِهِ آبارُهُم وعيونُهم
وكأنما اسمُ (عليّ) فيهم زمزمُ
يحكي خريرُ الماء عنهُ.. فأنصتوا
فالماءُ عن أوصافهِ يتكلَّمُ
وصخورُنا احتفظت بآثارِ الخُطى
لـ(عليِّ) حيثُ غدَت بها تتوسَّمُ
وقلوبُنا مُلِئت بحُبٍّ خالصٍ
ينمو.. وفي أطفالنا يتبرعمُ
الناسُ والأنهارُ والأشجارُ والـ
أحجارُ فيهِ شغوفةً تترنَّمُ
الخيرُ في الأنصارِ مُرتبِطٌ بهِ
والهدي والنهجُ الصحيحُ الأقومُ
عشقوا رسولَ الله منهُ وأصبحوا
أنصارهُ حبَّاً يُعمِّدُهُ الدَمُ
لو شاءَ (طه) أن تُرصّ قلوبُهُم
بدلاً عن الأقتابِ لم يتلعثموا
لتقافَزَتْ نحو النبيِّ قلوبُهُم
وتكَوَّمَتْ لصُعودِهِ وتكَوَّموا
يدرون قبل نزولِ آيةِ (إنَّمَا)
أنَّ الولايةَ للوصيِّ ستُحسَمُ
أنَّ الولايةَ للوصيِّ وآلهِ
من بعدهِ.. حِصنٌ منيعٌ مُحكَمُ
حِصنٌ عصيُّ الاختراق وصخرةٌ
في وجهها كلُّ الطغاةِ تحطّموا
واليوم (عمارُ بن ياسر) قد غدا
شعباً.. و(مالِكُ) أُمّةً لا تُهزَمُ
وجميعُ من رفضوا ولاية (حيدرٍ)
بولايةِ الطاغوت قسراً أُرغِموا
كفروا وقد سمعوا رسالةَ ربِّهم
لرسولِهِ: بلِّغْ وربُّكَ يعصِمُ
من بخبخوا لـ(عليِّ) مكراً: صرت مو
لانا ومولى كل من هو مُسلِمُ
هُم خالفوا أمرَ الإلهِ كأنَّهم
أدرى من الله الحكيمِ وأعلمُ
أو أنّهم بالمؤمنين ودينهم
من رحمة الله العظيمة أرحمُ
عصوا الرسولَ أمامهُ لم يخجلوا
من ذلك الوجهِ الشريفِ ويندموا
رفضوا كما رفَضَ السجودَ لآدمٍ
إبليسُ.. واتبعوا خُطاهُ وأجرموا
فشقوا وأشقوا كلّ جيلٍ بعدهم
ولكلِّ أربابِ الضلالِ تزَعّموا
يا ليتهُم لم يُعلنوا إسلامَهُم
طمَعَاً وإرجافاً ولم يتأسلَموا
لكنَّما القهّارُ مُخرجُ كلَّ ما
كتموا ومُبطِلُ كلّ أمرٍ أبرموا
جعلَ الإمامَ عليّ نهجَ هدايةٍ
النصرُ للماضين فيه مُحتَّمُ
ربطَ الصلاةَ بذكر (آل محمدٍ)
فكسا وجوهَ المُبغضين تجَهُّمُ
يتعذّبونَ أمام كلِّ تشَهُّدٍ
حقداً.. وعاقِبةُ الصلاةِ جهنّمُ
إني أرى أعداءَ (آلِ محمدٍ)
بين المهانةِ والضلالِ تشرذموا
ورأيتُ شيعةَ (حيدرٍ) ملأوا الدُّنا
بـ(عليِّ) في كلِّ المواقفِ دمدموا
إنَّا تولّينا (عليَّ) إمامنا
بخُطاهُ نمضي، نقتدي، نستلهِمُ
هو مبدأُ الأنصار.. بل هو فطرةٌ
فُطِروا على حُبِّ الوصيِّ فكُرِّموا
رضعوا محبَّةَ (حيدرٍ) منذُ الصبا
ومن الرضاعةِ هذهِ لن يُفطَموا
عيدُ الولاية عيدُهُم يُحييونهُ
حمداً لمن هو بالولايةِ مُنعِمُ
وشهادةً أنّ الرسولَ مُبلِّغٌ
عن ربِّهِ.. ومُكمِّلٌ ومُتَمِّمُ
فرِحُون يبتهجون شكراً خالصاً
نصلاتُهم بأكُفِّهم تتبسّمُ
نصروا الإمام عليِّ فانتصروا به
إذ أيقنوا أن الولايةَ سُلَّمُ
فولايةُ الله امتِدادٌ بِدءُها
الرحمنُ.. والعَلَمُ المجاهدُ مختَمُ
يا كل من والَى النبيَّ وآلَهُ
صلّوا على طه الحبيب وسلِّموا