يوم الميثاق المأخوذ والجمع المشهود
بقلم: فاطمة اسحاق
شخصية الإمام علي بن أبي طالب ، التي قُدمت إلينا باصطفاء الله له ؛بإن يكون قائدًا للأمة الإسلامية بعد ختام الله للنبوة والرسالة بالنبي الأعظم محمد صلوات الله عليه وآله وسلم ، لم تكن شخصية باختيار البشر كي يعترض البعض عليها ويوافق الآخر ؛ هو اصطفاء إلهي لمن هو حريص على وحدة الأمة الإسلامية ، من كان يقتدي بالرسول في كل قول وفعل ولمن كان طائعا لأوامر الله ورسوله ظاهراً وباطنا ، لمن خاض المعارك فكان من أول الأبطال الباذلين أرواحهم رخيصة في سبيل الله ؛ من أجل استقامة الدين ودحر الظلم ونصرة المستضعفين في الأرض ، في يوم الميثاق المأخوذ أمام حجاج بيت الله الحرام في ذلك الجمع المشهود ، رفُعتْ يد الإمام علي من فوق تبة اعتلاها الرسول الأكرم في ذلك الغدير المُسمى بخم قرب الجحفة ولم يُكلف رسول الله من بعده أحداً ليتولى المؤمنين غير الوصي فذلك أمر الله ، وما نطق عن الهوى ، فقد كان هذا الأمر إتماما للحجة على المسلمين .
وجدنا منذ طفولتنا محاولات كثيرة لطمس شخصية الإمام علي ، وتغييبها ولم يكن لآل بيت رسول الله حضوراً في مناهج اليمن الدراسية ، ولم يذكر لهم أي مواقف تنهض بالأمة وتستقيم بها ، تشويه كل من يتحدث عن آل بيت رسول الله أسياد الجنة وأهلها بوصفه شيعي وكأن محبتهم جُرم ، لم يتعمق ذكرهم وذكر تربيتهم الإيمانية لكل الأجيال خارج إطار بيوت الزيدية وكل شيعة آل البيت ، ومع كل تلك المحاولات في طمس شخص علي بن أبي طالب إلا أن كل المذاهب تعترف بيوم غدير خم فلا تكذيب فيه ولا تزييف فقد ولاه الرسول أمام مئات الآلاف من المسلمين فقد قال حينها عمر بن الخطاب بخ بخ لك يا علي صرت مولى لي ومولى لكل المؤمنين .
نجد أن وراء تفكيك الأمة الإسلامية الامتداد اليهودي المعادي لخاتم الأنبياء والمرسلين وآل بيته وإنكار يوم ولاية علي بن أبي طالب في صناعة مذهب وهابي يمحي وجود آل البيت واستبدالهم بشخصيات كانت معادية ليوم الولاية، تطمح لإفساد الدين بغلاف التدين واختلاق الأحاديث ، و من ثم نسبها لرسول الله ليتوه الناس عن إتباع الحق الذي كان مع علي ومع ولايته على كل المسلمين ، لم يكن هناك شخصية جُمعت فيها كل معالم الإسلام العظيم ، مقتبسة من قيادة رسول الله صلوات الله عليه وآله سوى الإمام علي ، كان فعالاً في الأمور المصيرية ،ولم يحرص أحد على وحدة المسلمين وصيانة الأمة والمحافظة على الكيان الإسلامي والاهتمام بالتدوين كالإمام علي ، كان يسعى للإصلاح الديني والثقافي والإداري والاقتصادي ، واسترجاع الأموال المنهوبة ونصرة كل مظلوم ، وإعانة الناس على كل أمور الدنيا والدين ، بيّن الإسلام الصحيح من خلال الجماعات الصالحة ؛ التي بناها بعد بناء العلماء الصالحين ، لم يرفع سيفه من أجل الخلافة ، مع أن الحق كان واضحًا أمام الجمع المشهود في يوم الغدير .
نبشر كل من حاول في إبعاد الأمة الإسلامية وخصوصاً أهل اليمن عن منهج آل البيت ؛ أنهم عادوا وبقوة ليعّرفوا العالم بأكمله ، من هو الإمام علي وما هو منهجه ، لتنظروا إلى أتباعه يأتون أفواجاً لمحاربة كل متربص بالدين الإسلامي ؛ فذلك هو المنهج القويم كتاب الله ورسوله وعترته آل البيت.