يوم القدس العالمي.. العد التنازلي لصبر المقاومة بدأ

يطل يوم القدس العالمي هذا العام والاحتلال الاسرائيلي يعيش مأزقا اثر فشل خطته في تطويع الفلسطينيين وارغامهم على الاستكانة والخنوع للامر الواقع للاحتلال وتفعيل سيف القوة والغطرسة.

يطل يوم القدس العالمي وقد خذل بعض الحكام العرب القضية الفلسطينية وباعوها بثمن بخس منتصرين للاحتلال الاسرائيلي خاذلين لانفسهم الذليلة قبل غيرهم، فيما يواصل الفلسطينيون في داخل فلسطين مقاومة الاحتلال وبقوة الامر الذي يوجب على بقية المسلمين أن يكونوا جزءا من محور المقاومة وان يتوحدوا لاخراج وازاحة هذه الغدة السرطانية التي جاء بها المحتل البريطاني والاستكبار العالمي وزرعوها عنوة في هذه المنطقة لاستنزاف خيراتها ومقدراتها ما استطاعوا الى ذلك سبيلا.

الجديد في هذا العام تحرك ولملمة الشعب الفلسطيني ونزوله الى المواجهة المباشرة مع المحتل الاسرائيلي، الى ساحة الصراع، حيث تئن فلسطين واهلها ومنذ اكثر من 7 عقود من الاحتلال من اختناق متواصل اثر جثو المحتلين الصهاينة على صدر هذه الارض الطاهرة واهلها، فيما الاخبار الواردة تشير الى انتفاضة يخوضها الشعب الفلسطيني المحتلة ارضه ومقدساته.

يقول الشيخ نعيم قاسم من لبنان، أن الفلسطيني معني بأن تستمر شعلة المقاومة داخل فلسطين، والباقون في لبنان وسوريا والعراق والمنطقة بأسرها معنيون بأن يكونوا بجانب المقاومة بالأساليب المناسبة التي يستطيعونها والقدرات التي يمتلكونها وأن يكونوا جزءا من محور المقاومة الذي يساند القضية الفلسطينية، وعلى رأس هذا المحور إيران الإسلام.

يوما بعد يوم يثبت الشعب الفلسطيني ورغم الحصار والشدائد والصعوبات والتهديدات ورغم انصياع بعض الحكام العرب للهيمنة الاسرائيلية والتطبيع مع هذا الكيان المتهرئ، يثبت أنه متمسك بقضيته ولن يتخلى عن حقوقه المغتصبة ما يحمل المسلمين وعموم الأمة الإسلامية مسؤولية أكبر لنصرته.

يطل يوم القدس العالمي هذا العام وجنود الاحتلال أمعنوا في غيهم وظلمهم لهذا الشعب العربي المسلم الاصيل باخراج المواطنين الفلسطينيين من ديارهم وبيوتهم ومنازلهم لاحتلالها واغتصابها عنوة وجعلها ملاذا للمستوطنين المحتلين بدلهم، كما يجري حاليا في في حي الشيخ جراح.

عشية يوم القدس العالمي استشهد بالرصاص الحي فتى فلسطيني يبلغ من العمر 16عاما (سعيد يوسف محمد عودة) على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي الذين اصابوه في منطقة الصدر مباشرة، وقد أعلن رسميا عن استشهاده بعد وقت قصير من وصولة إلى مستشفى رفيديا الحكومي خلال اشتباكات وقعت في الضفة الغربية المحتلة وتحديدا في منطقة أودلا جنوب نابلس، فيما اندلعت مواجهات بعد إفطار أمس الاربعاء عندما واصل مستوطنون محتلون تحرسهم الشرطة الإسرائيلية، تجاوزاتهم على السكان الفلسطينيين اصحاب الارض في شوارع القدس المحتلة.

عشية يوم القدس العالمي اصيب شابان آخران بجروح أحدها خطيرة برصاص قوات الاحتلال خلال مواجهات اندلعت على مفرق اودلا.

في هذا الصدد، يقول الأمين العام لحزب الله السيدحسن نصرالله خلال خطابه في مؤتمر المنبر الموحد لإحياء يوم القدس العالمي الافتراضي، أن وجود الشعب الفلسطيني في ساحة الصراع هو الحجة على كل عربي ومسلم وحر في العالم من أجل أن يكون إلى جانب قضية القدس.

السيد نصر الله أكد ان الإسرائيليين يعلمون أكثر من غيرهم بأن كيانهم زائل لامحالة وعليهم أن يتركوا أرض فلسطين التي احتلوها عاجلا أم اجلا، وان الشعب الفلسطيني يؤكد يوما بعد اخر أنه متمسك بحقوقه وقضيته، وهذا يحمل الأمة الإسلامية مسؤولية أكبر لنصرته، مضيفا “ان سقوط مرحلة ترامب وأعمدة ترامب في المنطقة وفي الإقليم ومعها صفققة القرن من جملة العوامل التي تحتم زيادة المسؤولية وثبات محور المقاومة وتجاوزه لأخطر مرحلة استهدفت وجوده وكيانه في المنطقة وعلى مستوى الإقليم”.

ان بيت المقدس وعموم الاراضي الفلسطينية المحتلة قضية عقائدية إنسانية إسلامية يتوجب على جميع مسلمي العالم نصرتها ولو بالكلمة.

انطلاقا من هذا المفهوم نجد في المقابل تعنتا اميركيا في تعمد ابقاء قوات الاحتلال الاميركي في المنطقة وتحديدا في العراق وسوريا حماية لهذا الكيان المحتل من اي تحرك امني قد يستهدفه نصرة للقضية الفلسطينية.

الى هذا المعنى، يؤكد المقاومون العراقيون “أن إخراج الاحتلال الأميركي من العراق هو خطوة متقدمة لدحر المحتلين من فلسطين، وإننا على يقين كامل ونحن في هذه الذكرى (يوم القدس العالمي) أن تحرير العراق من الاحتلال الأميركي سيجعل القدس أقرب وسيجعل تحريرها نتيجة حتمية، وهذا هو وعدنا لكل الأحرار في العالم، وهذا هو وعدنا للشعب الفلسطيني”.

الفلسطينيون بدورهم حذروا الاحتلال خلال اليومين الاخيرين وكما جاء على لسان قائد أركان كتائب القسام محمد الضيف في مساندة المقاومة لأهالي الشيخ جراح، فيما أكدت المقاومة على أن تصريحات الضيف تمثل كافة فصائلها وأنها على استعداد لتحويل التحذير إلى وعد مفعول في الميدان لنصرة أهل القدس.

أكد القيادي في حركة حماس مشير المصري أن رسالة رئيس أركان القسام القائد أبوخالد ضيف كانت واضحة لقادة الاحتلال بأننا لن نترك أهلنا في حي الشيخ جراح من خلال عمليات التهجير الممنهجة ولم نسمح لقطعان المستوطنين بالتوعد بالاقتحام الأكبر لباحات المسجد الأقصى دون أن يدفع العدو الصهيوني ثمن حماقاته كبيرا.. فالقدس هي خط أحمر ولعب بالنار وتجاوز لكل الخطوط الحمر، والمقاومة ستقول كلمتها وسيدفع قادة الاحتلال ثمن حماقاتهم.

وفي الداخل الاسرائيلي، أثارت تغريدة قائد أركان كتائب القسام محمد الضيف ردود فعل فلسطينية داعمة لما ذهب إليه الضيف في مساندة أهالي الشيخ جراح، حيث عصف تحذيره الأخير بكيان الاحتلال كالنار في الهشيم.. فأن يغرد محمد الضيف قائد هيئة الأركان في كتائب القسام بنفسه هذا يعني أن العد التنازلي لصبر المقاومة قد بدأ.

نتذكر في هذا المقام قول الامام الخميني (قدس الله سره الشريف): “يوم القدس” اليوم الذي يجب أن ننذر فيه القوى العظمى بأن الإسلام لم يعد تحت سيطرتكم ولا تحت سيطرة عملائكم.

السيد ابو ايمان