يوم القدس العالمي.. الرؤية الصحيحة وأبعادها المستقبلية!

بقلم :- عبدالجبار الغراب

كانت للرؤية الصحيحة والموقف السديد والنظرة المستقبلية شأنها العظيم في فكر وقلب السيد الخميني قدس سره لإختيار يومآ عالميآ للقدس ، فكان لصوابية إختياره وتحديده ليوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان في كل عام يقينه الإيماني لما يمثله شهر رمضان عند المسلمين من تعظيم لشعائر الله وقدسية وأهمية لكل المسلمين ، لتصبح المكانة والاهمية لها إرتباطها الكبير بالمقدسات الإسلامية ، وضرورية إسترجاعها وإعادتها كأصل ثابت لا يمكن التنازل عليه او تركه اوالتخلي عنه ، وهنا كان للإرتباط الأساسي تعزيزه الديني لجعله تذكار للتوحد والإصطفاف الشعبي الإسلامي لمواجهة كافة الأخطار التي تحاك ضد الإسلام والمسلمين.

وعلى معتركات ومسارات الأحداث وما تواجهه الأمة الإسلامية من أخطار في ظل إنصياع وإنبطاح كامل وتام لبعض الحكومات والزعماء والحكام العرب والمسلمين للغرب والأمريكان واغفالهم وتنصالهم عن قضيته المسلمين الأولى القضية الفلسطينية كان للاتجاه السليم بفكر السيد الخميني طريقة الصحيح ورؤيته الثاقبة لجعل القضية الفلسطينية ذات شأن كبير واهتمام بالغ التأثير يتعزز تذكاره كل حين لجميع المسلمين بدون إستثناء ، فكان ليوم العشرين من شهر رمضان للعام 1399 هجرية الموافق 15/8/1979 ميلادية إقتراحه الهام ليكون يومآ للقدس العالمي كإنطلاقة نحو تعزيز التذكير بمقدسات المسلمين المنهوبة والمغتصبة من قبل الكيان الصهيوني ، هذا اليوم التأريخي العظيم والذي أسس معالم تثبيته الإمام الخميني رضوان الله علية وهو الذي كان يراود تفكيرة قبل إنطلاق الثورة الإسلامية الإيرانية كمبدأ ثابت يقوده نحو تعزيز الإصطفاف والتلاحم بين جميع الامة الإسلامية كواجهة واحدة موحدة متحدة لها الحق لإستعادة مقدساتها المحتلة القدس الشريف فلسطين بأكملها القابعة تحت السيطرة والاحتلال منذ اكثر من ثمانية عقود أجتمعت فيها كل قوى الشر والإستكبار العالمي لتثبيت الكيان الإسرائيلي في أراضي المسلمين وجعله غدة سرطانية تنهش قي جسد الامة الإسلامية منذ ذلك الحين.

لتنجح الثورة الإسلامية الإيرانية وتخطوا خطواتها المتصاعدة نحو تحقيق كامل اهدافها ، وتقود قيادتها الثورية تحولات تاريخية عظيمة لتكوين الجمهورية الإسلامية الإيرانية لجعلها قوة اقليمية متصاعدة ذات نفوذ عالمي في عديد المجالات العسكرية والاقتصادية و أهميتها التي تسير بها نحو تطلعات شعبها فيما يحقق لهم التقدم والتطور والنهوض ، ليواجه هذا النجاح بالعوائق والعراقيل والأشواك وبالمخططات والاحقاد التي وضعوها قوى الشر والهيمنة والإستكبار ، فكانت للأهداف والمساعي الخبيثة لقوى الشر والإستكبار فشلها السريع لتذهبت كل مخططاتهم القذرة ادراج الرياح ، فلا كانت لقوتهم العسكرية وأشعالهم للحروب وبالخصوص على دول محور المقاومة الإسلامية نجاحها ، بل كانت لهم خزي وعار لما ارتكبوا من جرائم بحق الإنسانية ، وقتلوا مئات الألاف من البشر وتدميرهم لملايين المنازل وهدمهم لكل مقدرات الدول في اليمن وسوريا وحقدهم البغيض على إيران ودسهم للمشاكل والنعرات في العراق ولبنان ومجازرهم المستمرة في فلسطين ، ليخسروا كل حروبهم وتتلاشى كل اوراقهم وتتراجع أهدافهم ، ليصبحوا في حيرة وتفكير من أمرهم في كيفية الخروج من مأزق تورطهم في حروبهم ، ففي اليمن هاهم لنتائج جرائمهم بحق الشعب اليمني تائهون في وضعهم للمخارج والحلول التي قد تساعدهم للخروج من مستنقع اليمن العميق ، ومن الحوار والمفاوضات يتشعبون في اختيارهم للأدوار فمن المعتدي القاتل الغدار لمحاولة الدخول كوسيط للهروب من اعادة الاعمار والتعويضات لكل شعب اليمن والإيمان وتحمله لكل ما لحق باليمن من خراب ودمار لعله يخرج بماء الوجه ، فهذا هو الفشل الذريع والمتوالي للانكسار والتيهان السياسي ، وسقوط متتالي للهاوية التي ربما سيكون للقادم اخراجه لليمنيين لأخذ الحقوق بقوة اليد شكله القريب ، وهذا ما سوف يكون له تاثيره الكبير على قوى العدوان. وهي ما تخاف من قوعه والتي تعلم كامل عواقبه اذا حدث.

فالرؤية الصحيحة التي أحتوات في وجدان وفكر وإيمان ويقين الإمام الخميني رضوان الله علية في جعله لهذا اليوم عالمي إسلامي للقدس وفلسطين بعده المستقبلي والذي ظهر بشكل ذات اهتمام شعبي كبير وفي شهر رمضان وأخر جمعة فيه من كل عام : الا كرافد له ابعاده المستقبلية لتغذية المواجهة ضد الهيمنة والغطرسة الأمريكية الصهيونية في ظل الخنوع والولاء والتبعية لمعظم الدول العربية الإسلامية عبر حكامها المرتهنيين لأمريكا وإسرائيل ، وما حدث موخرآ من علاقات وتطبيع مع الكيان المحتل من معظم الدول العربية كالإمارات والمغرب والسودان بالعلن وما خفي كان أعظم ، ليتعزز الدور الرفيع في الإصطفاف والإلتحام الشعبي الإسلامي ومن كل الدول بالخروج بالمظاهرات المليونية في أغلب عواصم ومدن الدول الإسلامية وبتلكم العظمة والظهور الواسع ومن عام الى عام يكون للبعد المستقبلي تأثيره الفعال في وجدان وقلوب أمة الاكثر من مليار مسلم نحو إستعادة القدس الشريف ومسجدها الأقصى المحتل من قبل الصهاينة ، وما شكلته دول محور المقاومة الإسلامية من قوة ومواجهة وانتصار خلقت متغيرات ومعادلات جديدة بنت عليها اتحاد كامل لردع إسرائيل ، وجعلت من القدس معادلة واحدة لكل دول محور المقاومة لمواجهة الكيان المغتصب للقدس الشريف وفلسطين.
وان غدآ لناظرة لقريب.

قد يعجبك ايضا