يوم اتخذ السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي قراراً فاجأ العدو والصديق معاً : 3 آلاف يوم من الصمود والانتصار .. حصاد القيادة الربانية وقرار المواجهة المفصلية في تاريخ اليمن

النعيمي :
– وفقاً للمعادلة بداية العدوان لا يتخذ قرار الصمود إلا زعامات استثنائية وقيادة تمتلك البصيرة والإيمان والعزم والقدرة على المواجهة
– النموذج القرآني والرباني تجسَّد في شخصية السيد القائد صدقا وثباتا وصبرا وإيثارا على الذات واطمئنانا من الصديق وعدلا حتى مع العدو

أنعم :
– فاجأنا العالم بما لدينا من عقول صافية طورت الممكن واستفادت من العلوم المتاحة في المعركة
– الأنظمة السابقة كانت تبيع القضايا الوطنية ويسيل لعابها أمام المال السعودي واليوم مطمئون بقيادة ثابتة لا تبيع
– فاجأنا العالم بما لدينا من عقول صافية طورت الممكن واستفادت من العلوم المتاحة في المعركة

حازب :
– المنصف لمرحلة ما قبل العدوان لا بد أن يشيد بقيادة السيد عبد الملك وتلقفه كل أبناء الشعب وتأمين صنعاء بعد أن صُيرت دار خوف
– من كان يشك في قدرة المواجهة وهم كثر بات مشدوهاً اليوم وجميعنا نتذكر وعود السيد كل عام ويرى تحققها
– السيد عبد الملك قاد معركة وطنية متكاملة الأركان الشهداء فيها من كل مناطق اليمن والموقف فيها موقف وطني وديني وإسلامي
– من ملامح القيادة في السيد عبد الملك انه يذوق مر القيادة ولا يذوق حلوها يجد الوقت ليعظ شعبه ويبصره طريق الهدى

يدخل اليمن الالفية الرابعة في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي على اليمن ،وبعد تسع سنوات ظهرت صوابيه قرار المواجهة الذي اتخذه السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي منذ اليوم الأول للعدوان 26 مارس 2015م .
ظهر السيد القائد في خطابه الأول ناصحا العدوان بالتوقف وشاحذا همة اليمنيين وداعيا إياهم إلى عدم الالتفات إلى المرجفين .
مؤكدا حتمية النصر وصدق وعد الله للمستضعفين والمظلومين متى صدقوا الله وصدقوا العمل معه .
لقد مثل قرار الصمود واختيار المواجهة في اليوم الأول للعدوان على اليمن مفاجأه للصديق قبل العدو بالنظر إلى إمكانيات اليمن المحدودة للغاية وجيشه المدمر حينها ، وإمكانيات وقدرات تحالف العدوان الذي يحظى بتسليح هو الأعلى وتمويل مالي هو الاغنى عالميا ، وبالنظر إلى قدرات اليمنيين العسكرية مقارنة بجنرالات من كل دول العالم توافدوا على مركز قيادة تحالف العدوان في الرياض.
على مدى ثلاثة الآف يوم حظيت المعركة اليمنية المفروضة ببصيرة نافذة وعزم يماني إيماني ، لم يتوقف الحال عند اتخاذ قرار الصمود بل شرع القائد بالعمل والتصنيع للمعركة تحت القصف والحصار وهو من الحالات الاستثنائية في العالم وفي تاريخ الحروب .
اليوم اليمن تنتقل إلى مرحلة في بناء الدولة في زمن الحرب وهو امر غير مألوف كذلك ، ما يدل على وجود قيادة استثنائية وقائد رباني لم ينظر إلى المعركة بزاوية مادية بل من ثقة بربه وشعبه الذي لمس فيه الصدق فالتف حوله وقدم التضحيات ، وهاهو يقف اليوم على أعتاب النصر .

القيادة موهبة وعون الهي
حسين حازب – وزير التعليم العالي
تناول الشيخ حسين حازب تاريخا سابقا لمواجهة العدوان يرى فيه أن الله سبحانه سخَّر الظروف ومهَّدها لتأهيل قائد بحجم معركة العدوان حظي بها السيد عبد الملك ، وبرزت خلالها شخصيته القيادية التي تدرجت في الظروف الصعبة حتى لحظة مواجهة العدوان .
« برزت شخصية السيد عبد الملك القيادية منذ صغره وتسلمه قيادة المسيرة القرآنية بعد استشهاد الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي وفي ظروف صعبة ومواجهة كانت مع النظام آنذاك ، خاض معه المعركة الأولى تلو الثانية حتى المعركة السادسة وفي كل جولة كان يخرج بنصر وواقعه أفضل من السابق .
هذا يدل على أن القيادة موهبة من الله واصطفاء ليست دراسة ولا شهادة ، الله أراده أن يكون على مستوى المسؤولية ، قاد المسيرة في أصعب ظروفها ، وانا كنت متابعاً للأمر وكنت محافظا للجوف قريبا من موقع الحدث ، كنت أتساءل من هؤلاء الذين استطاعوا وأي قائد استثنائي أن يصمد ومن معه ويحقق النصر.
وانتقل إلى فترة الحوار الوطني واذكر أن 37 عنصرا كانوا يمثلون أنصار الله فاعليتهم بفاعلية الـ 500 عضو المشمولين بالحوار ، والسر أن هناك قائداً يرجعون إليه ينورهم ويبصرهم بما يفعلون ، وأنا كنت في ملف صعدة أمثل حزب المؤتمر كان ممثلو أنصار الله لديهم القدرة للحصول على التوجيه والمعلومة ويحسم بشكل أسرع مما كنا في بقية الأحزاب الذين كنا نظل نبحث حتى نصل لقيادتنا أو نحصل على المعلومة .
وهذه المرحلة هي التي تؤسس لنجاحه في مرحلة حاول فيها الآخرون تحميله مسؤولية سقوط صنعاء وسقوط الدولة ومسؤولية البلاد ، وكانت هي محاولة أخرى لإسقاطه باستقالة هادي والحكومة ورحيلهما دون أن يمارسا مهام تسيير لحين البديل ، واذا به يفوز وينجح في إدارة البلاد والحفاظ على مؤسساتها ، راهن الأعداء بانسحابهم على سقوط الدولة ومؤسساتها ووقوع سلب ونهب وكل يفعل دولة في شارع وفي قرية ، واذا بالسيد عبد الملك يتجاوز تلك المؤامرة في 21 سبتمبر ، وبدلا أن يذهبوا إلى الاستئثار ذهبوا إلى الشراكة باتفاق السلم والشراكة , لوجود قائد يفكر بمصلحة البلد ، إدن هنا برز القائد من جديد في حسن السيطرة من النهب والسلب وأن يتقاتل الناس من جديد وصنعاء كانت ملغمة بالإرهاب حتى على مال في يديك .
والمنصف لتلك المرحلة لا بد أن يشيد بقيادة السيد عبد الملك وحكمته وتلقفه لكل أبناء الشعب ، وبسط الأمن في صنعاء بعد أن عاشت سنوات من الرعب نذكرها بالدقيقة وبالساعة كان القتل فيها يومياً .

تشكيك وحيرة
ويستطرد : ثم تبرز أمام السيد عبد الملك الحوثي قضية عدوان دولي من السماء والأرض عدوان عسكري إعلامي اقتصادي وبمختلف الأشكال ، لم يقتصر على العدوان الخارجي وإنما لديه أياد داخلية يمنية .
ونتذكر تلك الأيام وتلك الساعات عندما قال السيد: سنصمد والإعداء يشمتون ، ونحن في الداخل كنا نشكك حقيقة ، كنا نقول جيش ممزق ، أسلحة وإمكانات تم سرقتها ونهبها وقصف الأعداء ما تبقى منها ، مؤسسات تم قصفها ، نحن نريد قيادة معركة في الميدان بالسلاح وقيادة معركة اقتصادية وقيادة معركة مالية وقيادة معركة إعلامية ، واذا بهذا الرجل يلم شتات البلد وقدراته ويرد بذلك الرد القوي المزمجر الصادم في وجه المعتدين والنفير في جسد الشعب بالصمود ومؤكداً بكلمته المشهورة في اليمن: هذا غير وارد أن يخضع الشعب ويستسلم للمعتدين .
وبدا التساؤل على كثيرين من منطلق السخرية « من انت هذه أمريكا ، من أنت ؟ هذه السعودية ، ماذا لديك ؟ هذه الإمارات ، أين تذهب / كثير من الناس على هذا الحال ، وكنا نلتقي الرئيس الشهيد صالح الصماد ونسمع الإنسان الذي عنده إيمان ويعرف ما معنى العلاقة بالله ، لم يكن يرى الأمر والموقف الذي اتخذ السيد غريباً، والإنسان المهزوز في دينه مهزوز في كل شيء ، وكانوا يشمتون بقضية أن تواجه هذا العدوان ، وكان فعلا هم جاءوا بالعدوان على أساس انها قضية 15 يوماً 20 يوماً ويسقط هؤلاء الموجودون في صنعاء .
استطاع السيد عبد الملك بحسن قيادته وإدارته للمعركة أن يقلب المعادلة ، ويتذكر الجميع وعوده التي كان يطلقها في كل سنة ، قال في عام 2018م هذا عام المسيرات ، والسنة التي تليها قال هذا عام المجنحات ، وهذا العام قال هذا عام الصواريخ الاستراتيجية ، وكان الأعداء يقولون يشككون فيجدون في نهاية المطاف صدق ما قال وما وعد به .
قائد يقود معركة مواجهة ، قائد يقود معركة تصنيع ، قائد يقود معركة اقتصاد ، يقود معركة استعادة بناء الدولة والحفاظ على مؤسساتها ، هذا الرجل الذي لم يدخل كلية عسكرية أو مدنية يثبت ما قام به وذكرناه أن لديه موهبة القيادة ولديها لإرادة ولديه عون الله ، ولديه حسن التدبير عنده ، قد يكون الإنسان قائداً لكن القضية كيف تتصرف ، قد تصل إلى موقع القيادة وهنا من وصل مثلا إلى قيادة وزارة أو محافظة و “لخبط الدنيا “.
فالسيد عبد الملك تشعر معه بهذه القيادة أنه قال للعالم اليمن هنا لا يمكن تركيعها ، ولا يمكن أن تُركعوا شعباً ينشد حريته واستقلاله ، واستطاع أن يحول الشعب اليمني من حال كان يعيش فيها حال اهتزاز وحال إرباك ، إلى حالة أسطورية من الصمود دافعا برجاله وشبابه للقتال والمعارك ومتحملا الحصار وقطع الرواتب وكل مؤامرات الأعداء ونار الحرب .
المواجهة اليوم يخوضها كل اليمنيين ، وبالتالي فالسيد عبد الملك لم يُقدْ معركة فئوية أو لمذهب بعينه بل قاد معركة وطنية متكاملة الأركان الشهداء فيها من كل مناطق اليمن الجرحى فيها من كل مناطق اليمن ، والمقاتلون فيها من كل مناطق اليمن ، الموقف فيها موقف وطني ، الموقف فيها موقف ديني وإسلامي ، وهو بهذا نجح وخسر أعداؤه .

قائد همه شعبه
من ملامح القيادة في السيد عبد الملك انه يذوق مر القيادة ولا يذوق حلوها ، وأنا قابلته مرتين لمست ذلك يتابع القضايا جميعها ، لا يترك تبصيرنا بأمور ديننا رغم مشاغل القيادة وهموم المعركة ، ويقول لنا اتقوا الله فيما وُليتم عليه ، ونحن من اعتدنا أن نقول للقائد وصولا إلى المحافظ نقول له اتق الله فينا ، الآن جاء قائد يقول اتقوا الله فيني اتقوا الله في بلدكم وفي بعضكم البعض ، هذه سمات القائد ولم أرها في قائد سواه .
رجل يسهر ليله في رمضان ليحضر خطبه يعي الناس ، ونحن عرفنا مسؤولين لا يعرفون الفاتحة .
أيضا أسلوب هذا القائد اقنعنا بالتسليم لقيادته في ظل ظروف حصار وعدوان ، وأصبحنا نشعر بالأمان في ظل قيادته على الأقل بالأمان انه لا يمكن أن يكون هناك ظلم لأحد ، ولذلك أقول لمن يقولون نحن تحت العصا في صنعاء ، والله إننا أكثر حرية هذه الأيام ونقول للصح صح وللخطأ خطأ ، ونقول لمن هم في السعودية انتم تحت العصا وتحسب أنفاسكم عليكم ، وهذه من الأشياء التي اقنعتنا بقيادة السيد عبدالملك ، وأيضا لم اجد يوما في خطابه تعصبا من أي نوع ، وحتى الشعار يقول النصر للإسلام لا يقول النصر لصعدة أو النصر لكذا ، بل النصر للإسلام أو يغيظنا أن ينتصر الإسلام أسأل من يناصبونا العداء ؟. وهذا يدل على الأفق البعيد ورؤية القائد التي تتجاوز افقنا الضيق .
من الشيء الجديد في قيادة السيد عبد الملك قضية المبادرة ، وأنا كنت مسؤولاً في العام السابق لم يكن هذا الأمر يحدث ، نحن الآن تحت الحرب الحصار بدأنا إعادة بناء الدولة وفق رؤية استراتيجية ، قلنا ننتظر انتهاء الحرب ، وقد قيل لهم من قبلنا كيف تفكرون في مشاريع أو بناء ونحن تحت حرب ، قال السيد إذا انتظرنا فسوف نموت ، الآن قطعنا شوطاً في بناء الدولة نشاهد الزراعة الآن في الجوف ، مجالات أخرى بدأت تنهض ، هذه هي روح القائد هذا هو فكر القائد .
أيضا أتحدث عن التسامح لدى القائد ولدى أنصار الله والذي ينبع أيضا من القائد اذا لم يكن متسامحاً وأنسانياً لم نكن لنجده ، جميعنا قاتلناهم وأنا كنت رئيس اللجنة الأمنية في الجوف في الحرب الخامسة والسادسة، ورغم هذا لم نشعر في أي لحظة أن هناك روحاً للانتقام وأخذ الثأر ، استطاع السيد عبد الملك من تعرضوا للتنكيل والتعذيب في صعدة أن يعلي من روح التسامح .
أيضا أذكر في سمات السيد القائد عبد الملك انه يشعرك انه يهتم لأمر كل منطقة وكل قبيلة ، عندما كنا نجلس معه كمراد نجد قضايانا حاضرة لديه من قبل طرحها ، ونجد لديه اطلاعاً واهتماماً .
يكفينا من السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أنه قال لا للسعودية ، ولمن كان يظن انه لايزال بإمكانه أن يستضعف اليمن ويستلب ثرواتها وقرارها ، ويضعها على الدكة مثلما يقولون ، ويجعل لها قيمة ومكانة في العصر الحالي .
من كان يصدق أن التحالف سوف يرجع إلى السيد عبد الملك ينشد السلام والحوار والتهدئة ولو لم تصف نفوسهم بشكل تام للسلام .
لو نتحدث في شخصية السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي التي خرجت من رحم هذا الشعب ولم يكن منتميا لا هو ولا السيد حسين بدر الدين الحوثي لدولة أخرى ، خرجوا من رحم هذا الشعب ، خطا بنا السيد عبد الملك خطوات بعد ان كنا مربكين ما بين 2011 م و2014م نعيش عيشة “غاغة ” كل شيخ وكل “جفر ” دولة لوحدة ، نتمنى طول العمر بإذن الله.

قرار تجاوز الماديات
محمد صالح النعيمي – عضو المجلس السياسي الأعلى
إن قرار الصمود تجاوز ماديات الدنيا وانطلق من الثقة بخالق الكون ، فوفقا للماديات لا يمكن بحال مواجهة تحالف العدوان، نظراً للفارق الهائل بين إمكانيات اليمن وإمكانيات التحالف .
ويرى أن الأيام أثبتت صوابية رؤية وقيادة السيد عبد الملك لليمن في لحظة مفصلية من تاريخه ، يضاف إلى ذلك عدله مع شعبه وحتى مع أعدائه ، مجسدا بحق النموذج القرآني .
« إذا اردنا أن نقيم أو نصف مشهد الصمود وعزم القيادة في لحظة مفصلية تعرض فيها البلد لعدوان شامل عسكري اقتصادي وحصار من كل النواحي ، فالأمر من الصعوبة بمكان الإلمام به .
إذا كان في ذات اليوم الأول للعدو مائتا طائرة تجوب سماء اليمن تقصف كل شيء في اليمن ، وانا أمام معطيات للقرار لا تعادل شيئاً بما لدى العدو ، فالأمر يكون صعبا على القائد .
لكن كيف القائد هنا انطلق من نقطة نقول انها تحت الصفر لمواجهة تحالف دولي عالمي بمعنى أرقى ما وفرته الصناعات العسكرية على مستوى العالم ، والادمغة والمال العالمي جند ووظف لهذا العدوان .
الأمر الآخر رأس المال العالمي تمتلكه الغرب ودول الخليج وأنت وسط كل هذا محاصر ، وبالتالي كيف تواجه العدوان بمالديك من إمكانيات ، حقيقة لا يتخذ قرار الصمود في الظروف التي ذكرت إلا زعامات تاريخية .
بهذه المعادلة لا يتخذ مثل هذا القرار إلا زعامات استثنائية ، قيادة تمتلك البصيرة والإيمان والعزم لاستطاعة المواجهة ، هذا المسار قاده وبناه من خلال المسار العسكري ، حتى أن هذا المسار قدم مشاهد ربانية على الأرض ، وتشعر ان التكامل ما بين النماذج القرآنية في الميدان وما بين النموذج الرباني في القيادة لا نجدها الا في القران وصفت لنا ، لا يتوفر إلا وفق منهج أعطى هذا التكامل وجسد حقيقة ودوافع قرار مواجهة العدوان واستمر بذات العزم على مدى 9 سنوات .
وهذه القيادة الربانية هي التي قادت النصر والشعب اليمني تكامل مع هذه القيادة ، التي اتخذت قراراً مصيرياً ، أنا كرجل وكإنسان عندما أنظر بعقلي المادي أن أتخذ قرار مواجهة العدوان وانا اعرف من هو العدوان من حيث قدراته وما لديه وتحالفاته وتمويله وأسلحته وداعميه ، لكن هناك إيمان مطلق عند هذا الرجل قاد بإيمان وعزم رباني ، لو نظرت بنظرة مادية ومعادلة مادية سأقول مستحيل أن أخوض معركة خاسرة وفاشلة أراها سلفا كذلك أستسلم من أول قرار ، نعم هناك زعامات اتخذت قرارات مقاومة لكن المقاومة شيء قرار مواجهة عدوان شامل شيء أخر ، مقاومة نظام مستبد يختلف عن مقاومة عدوان دولي .
الآن بعد تسع سنوات نرى الثمرة الإيجابية للقرار الذي اتخذه السيد القائد ، كنا وانا اعلم ببعض القضايا على مستوى قطعة سلاح لموقع ما أو لجبهة ما نبحث عنها ، وكنا نوفرها بصعوبة من الأسواق ومن التهريب ، ومن ومن …. ، الآن تحولت هذه المعركة ليس صمودا في الجبهات بل تحولت نهضة في الجانب الزراعي والصناعي ، ونرى الآن تكامل القيادة والإدارة ، فهنا الجانب العسكري تكامل بإيمانها معززة بقيادة قرآنية ، مع إرادة بناء الدولة وسنشهد تحولا قريبا على مستوى المنطقة.

قائد رباني وعادل حتى مع أعدائه
عندما نتحدث على أساس الثوابت المنهجية للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي ، نجد التزاماً في إدارة النصر وتحقيق النصر ، ملتزمة بقيادة الانعتاق من الارتهان وحتى على مستوى المنطقة في الارتهان لأمريكا والصهيونية ، ولذا نحن ننظر إلى التزام السيد بالملف الإنساني كحق مقدس لا يمكن التنازل عنه ، أو التفاوض حوله .
النموذج القرآني والرباني الذي تجسد في شخصية السيد القائد ، تميز بمنهج القرآن صدقا وثباتا وصبرا وإيثارا على الذات ، ولهذا الشعب عندما وجدت هذه القيم في هذا القائد وثقت فيه وانخرطت في المواجهة ، وأنا كإنسان اجد لدي اطمئناناً تجاه عملية التفاوض لثقتي في القائد انه لن يفرط في أي حق من حقوق الشعب اليمني سينتزعها بإيمان وأيضا بعدل ، ونرى السيد القائد يتوفر لديه العدل مع عدوه أيضا وهذا هو التميز الذي نستحضره ونبحث، وهو موعود بالنصر ، ولذا على كافة المسئولين أن يتقوا الله فيما تولوه بشأن بناء الدولة وفي القائد .

عوامل الصمود
محمد طاهر انعم – مستشار المجلس السياسي الأعلى
إن قرار الصمود كان قراراً وجوديا لليمن ليكون على الخارطة او لا يكون ، لافتا إلى أن القرار استهجن من قبل طائفة من السياسيين وفئات مجتمعية استمرأت العيش في ظل التبعية للسعودية .
وأشار إلى أن ما ينقص اليمن هو وجود القيادة الرشيدة والثابتة التي لا تبيع وهذه وجدت في شخصية السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي فالتف حولها الشعب المضحي والعزيز بطبيعته ، لافتا إلى أن عوامل الصمود ضمت إلى جانب القيادة وجود العقول الصافية لتطوير الممكن وما تحتاجه المعركة .
ولفت إلى النظام السابق والذي كان غالبا ما يبيع القضايا الوطنية ويسيل لعابه أمام الأموال السعودية ، وهذا الأمر تغير ولذا كان الالتفاف الشعبي حول القيادة الصادقة
الفترة الطويلة من العدوان وصمود الشعب اليمني تجاه العدوان الآثم على بلادنا ، ونحمد الله أن منحنا الصمود والقدرة على التصدي لهذه الدول الغاشمة التي تملك من الأموال والقدرة الشيء الكثير ، لقد كنا أمام دول العدوان الغنية والقوية كمثل موسى وقومه مع فرعون وملئه واتباعه لكن الله ينصر المؤمنين الصابرين .
عوامل الصمود لدينا كشعب يمني بعد توفيق الله وإعانته ، لكن نقول أن من العوامل المادية وفي أبرزها الصبر عند الشعب والثبات والقبول بالتضحية بعض الشعوب لا تقبل بالتضحية ، بعض الشعوب يكون لديها الانهزامية يريدون أن يستسلموا ويأكلوا ويشربوا على أي حال .
من العوامل المهمة توفر القيادة الثابتة والشجاعة ،التي لا تستسلم ولا تتنازل رغم طول الفترة وليست لديها مصالح مادية بمكن أن تقبض عشرات ملايين مقابل أن تبيع القضية أو تخاف أو تجبن ، هذا من العوامل المهمة للثبات والصمود ، في كثير من القضايا الحساسة. في السنين الماضية كان اليمنيون يتحمسون ثم يكتشفون ويتفاجأ الناس أن القضية قد بيعت نتيجة أن مسؤولين فاسدين تسيل لعابهم أمام الأموال السعودية .
من نعم الله علينا أن لدينا قيادة غير حاضرة لبيع الوطن والشعب ولا يهمها العروض المغرية أو الأموال ، لأن هدفها الرئيسي أن نصبح أمة ذات مكانة وفي عزة وفي قوة ، لذلك فإن الأموال التي يتفنن السعوديون في عرضها والمغريات تحت عناوين أحيانا وطنية يجيد السعوديون تزيينها ، لكن أمام هذه القيادة لا مكان ، ونتشرف اليوم بوجود قيادة نزيهة شجاعة أمينة على قضايانا الوطنية .
كذلك نمتن لله سبحانه بوجود شباب ورجال ذوي عقول صافية تمكنوا من تطوير الأسلحة والمقدرات مما كان لدينا من أسلحة روسية ، والاستفادة من علوم الدول الأخرى لتطوير سلاح يمني فاجأ دول العالم، وفاجأها وجود عقول صافية لم تكن تظن وجودها في اليمن .

قرار صائب ومواجهة ضرورية
ويضيف : قرار الصمود في بدايته كان لكثير من الناس مفاجئا وخاصة للسياسيين وبعض القطاعات الشعبية التي قبلت أن تكون حديقة خلفية للسعودية ، البعض فقد كرامته بسبب طول الهيمنة السعودية وطول الإذلال لليمنيين سواء في داخل الوطن او حتى للمغتربين في الخارج، فأصبح يستمرئ أن نبقى أتباعا لأولئك الأغنياء فيتحكموا بقرارنا ومصيرنا ، لكن الذين عانوا ورأوا الشعوب الأخرى كيف تنهض وتتحدى الظلم والغطرسة ، الذين قرأوا في الكتب وفي التاريخ كيف وجدوا الشعوب ذات الهمة كيف تحدت ووصلت إلى الكرامة والعزة ، وجدوا أن قرار الصمود والمواجهة في 2015م كان قرار صائبا إما أن نكون أو لا نكون ، كان قرار صائبا لنخرج من حالة التخلف والضعف الذي كنا فيه كنا في ذيل التقارير الدولية في الاقتصاد والدولة وفي الإصلاح الاقتصادي في التنمية في السياسة في كثير من المجالات ، لذا كانت مواجهة ضرورية كنا نحتاج فقط القيادة الشجاعة والثابتة وقد وجدناها نسأل الله لها الثبات والعون.
هناك بواعث للكرامة لدى الشعوب ، والشعب اليمني لديه سجل حافل وضارب في جذور التاريخ منذ ما قبل الإسلام و ما بعد الإسلام ، وعند اليمنيين اعتزاز بالإسلام وهذه الأمور لها تأثيرها الخلفية الدينية والخلفية التاريخية على قرار المواجهة وقرار قيادتنا اليمنية وقرار شعبنا بالصمود والتضحية ، دافعنا هو الكرامة والسيادة.

 

المصدر :الثورة / إبراهيم الوادعي
قد يعجبك ايضا