مهيبة تظاهرة اليمنيين في ذكرى المولد النبوي الشريف. القلة التي خرجت كجماعة من صعدة إلى صنعاء وباقي المحافظات نجحت في جعل اليمنيين يكتشفون ذواتهم. اليمني اليوم لا يكتشف فقط قدراته الاستثنائية كمقاتل في وجه الآلة العسكرية الغربية المتطورة، هو يكتشف هوية اليمن ويصل الحاضر بما انقطع من التاريخ في الفترة العدمية التي كان فيها اليمن ساحة دون هوية ودون تاريخ ودون كرامة وطنية، ساحة محكومة بما تشتريه ريالات الأمراء من ذمم مشائخ القبائل وزعماء المناطق.
يكتشف اليمنيون اليوم إذن هويتهم، بل هم يصوغونها عبر مشروع الحركة، بعنوان اسمه «الهوية الإيمانية». هذه الهوية هي هوية دينية سياسية حاملة لمضامين وطنية قائمة على الاستقلال ومقارعة الهيمنة واستعادة السيطرة على الموارد والجغرافيا في ما يمكن اختزاله بكلمتين «الكرامة الوطنية».
يصل اليمنيون اليوم حاضرهم ومستقبلهم ووجدانهم بأكثر شخصية تاريخية أرقت الغرب، يصلونها بالنبي محمد بن عبدالله (ص)، ليقدموا نموذجا عن الإسلام في بعديه التحرري والوطني، ولا غرابة أن يظهر هذا الحشد البشري المهيب في ذكرى ولادة صاحب المشروع السياسي الوحدوي الأول في المنطقة.