يمن الأنصار يواري سوءة العرب تجاه الرسول الأعظم

 

كبارا وصغارا، رجالا ونساء، احتشد اليمنيون اليوم، ليرسموا أكبر لوحة مليونية، لم تستطع عدسات الكاميرا احتواءها، وفاضت بهم ساحات الاحتفاء المخصصة، كما فاضت مشاعرهم حبا وإخلاصا وولاء لرسول الله الأعظم، محمد ابن عبدالله صلى الله عليه وعلى اله وسلم، الذي ما خرجوا إلا لتأكيد ولاءهم له، وصلتهم بهم، وأولويتهم بنصرته، فكانوا متفردين بذلك.

هذه الحشود غير المسبوقة في تاريخ اليمن، والأكبر على مستوى العالم، في مناسبة أحياء المولد النبوي الشريف،ولا نظير لها في كل الدنيا كما قال قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أتت لتصوب البوصلة، ولتعيد الأمل للأمة الإسلامية التي يتسابق أنظمتها نحو إرضاء أعداءها وأعداء دينها ونبيها، وتتفرق شعوبها، بين الصمت، والضعف، والتبعية وضياع البوصلة، واتباع المفاهيم الخاطئة، وكأن التاريخ يعيد نفسه حيث لليمنيين السبق والتفرد، في مناصرة رسول الله، وقد برز الكفر والنفاق كله، للحق والدين كله.

إنها صورة مشابهة تماما، ففي حين تم حصار النبي والمؤمنين برسالته، في شعب مكة من قبل كفار قريش،ثم طرده والاعتداء على عليه، وتعذيب المتبعين له، كان اليمنيون الأوس والخزرج في المدينة المنورة يتحرقون شوقا له، وما إن وصل إليهم، حتى التفوا حوله، وافتدوه بأنفسهم، وكانوا أنصاره الأوائل،ورجاله الذين أحبهم الله وأحبوه، أذلة على المؤمنين، أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم، هذه الصورة تتكرر اليوم.

هذه الصورة تبدو ماثلة للعيان اليوم، فأهل الكفر والنفاق قد برزوا جميعا للهجوم على الدين والأمة، وما تركوا وسيلة دون أن يتخذوها في النيل من الإسلام، فانطلقوا لحرف الأمة عن مبادئها، والتحريف في مفاهيمها، والإساءة إلى الرسول الأعظم، والعدوان على أنصاره المؤمنين، وكما كان المنافقون في عهد الرسول الأعظم يطعنون في ظهر الأمة، ويتآمرون على قتل نبيها، يبرز المنافقون اليوم، لقتل نهج نبيها، بالتشويه، والتحريف، وبمد اليد للأعداء، والتطبيع معهم على احتلال مقدسات الأمة، والنيل من ثوابتها.

بل لقد عمل هؤلاء المنافقون على تفريق الأمة، وتشتيتها، وضربها ببعضها البعض، فتاهت البوصلة وضاع الطريق عن الكثير،وحل محل الولاء لله ورسوله وأعلام الهدى، الولاء لأعداء الله الذين أمر الله بعداءهم، وأكد على أن يجدوا في المؤمنين غلظة.

إنه واقع مرير تعيشه الأمة، الأعداء يحيطون بها من كل جهة، ويتجرأوون على مقدساتها، والمنافقين من أبناءها يوسعونها بالطعنات، والمؤمنين يتعرضون للعداء وتتآلب عليهم كل الأحزاب، حتى أن اليأس قد دب في نفوس الكثير، وجنح البعض للاستسلام، ولعل هذا هو ما يجعل الاحتشاد الكبير الذي شهدته اليمن اليوم، أكثر أهمية، في إحياء الأمل في نفوس المؤمنين، في كل البلدان، بأن هذا الدين قائم، ولو كره الكافرون، كما هو رسالة إلى العالم الإسلامي أجمع في يوم المولد النبوي الشريف، أن هذه المناسبة يجب أن تكون كما قال قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله، منطلقاً لترسيخ المبادئ الإلهية، والهوية الإيمانية، وما يعنيه الانتماء للإسلام في التزاماتنا العملية والسلوكية، ونهضتنا الحضارية، وفي موقفنا من أعداء الرسالة الإلهية، وفي ترسيخ الولاء لرسول الله “صلى الله عليه وآله”، وترسيخ مفهوم الإتِّباع له، والاقتداء والتأسي به، كما قال الله “سبحانه وتعالى”: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}[الأحزاب: الآية21]، وأن يكون ذلك ضمن الأولويات على المستوى التعليمي والتثقيفي والتوعوي في التصدي للهجمة الشيطانية الخطيرة التي تسمى بالحرب الناعمة، وتستهدف أبناء أمتنا الإسلامية وشبابها على المستوى الفكري والثقافي والأخلاقي، بهدف السيطرة عليهم، وعلى بلدانهم ومقدراتهم.

وإذ كانت حادثة الهجرة النبوي بعد زمان من الأذى والفقر والتضييق والاضطهاد والحصار الاقتصادي الذي أنزله الأعداء بمن آمن بالله ورسوله – صلى الله عليه وآله وسلم – وإلى جانب ذلك كان المسلمون آنذاك قلة في العدد ولم يكن لهم ملجأ إلا الله عز وجل، نقطة تحول في تاريخ الإسلام، وبها انكشفت غمة الحصار والتضييق وانتشر نور الإسلام وظهر أمر المسلمين في كل مكان، فإنه بتحرك الشعب اليمني وبثقته بنصر الله تعالى سوف تنكشف عنه غمة الحصار والتضييق وسوف يكون له الظهور تصديقاً لوعد الله (..وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ‌ الْمُؤْمِنِينَ.) وسوف يصل نور المسيرة القرآنية إلى كل مكان والتي بها ستنهد أركان الطغيان من الصهاينة والأمريكان.

قد يعجبك ايضا