“يديعوت أحرونوت”: “إسرائيل” تواجه ليالي بلا نوم بسبب التهديدات اليمنية ومن المستحيل التأثير عليها أو منعها من مواصلة هجماتها

قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت – ynet” إنّ صواريخ اليمن على “إسرائيل” تعطّل الحياة اليومية وتتسبّب في أضرار في الممتلكات، مشيرة إلى أنّ مستوطنات تواجه ليالي بلا نوم بسبب هذه التهديدات.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أنه، في أقل من أسبوع، استيقظ نصف المستوطنين 4 مرات على أصوات الإنذار الناجمة عن إطلاق “أنصار الله” للصواريخ من اليمن، مما يشير إلى ما يبدو أنه حملة استنزاف جديدة.
وقالت إنه “في حين اعترضت أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية الصواريخ خارج أراضيها، فإن تداعياتها تعطّل الحياة اليومية وتتسبّب في أضرار بالممتلكات”.
وأضافت أنّ “الجيش” الإسرائيلي أنهى تحقيقاته في الهجوم الصاروخي الذي وقع في “تل أبيب” الأسبوع الماضي، مشيراً إلى تأخّر الإنذار لأسباب غير محدّدة.
وقال “الجيش” إنه تعلّم الدروس، في حين تستعدّ “إسرائيل” لمزيد من التصعيد، بحسب “يديعوت أحرونوت”.
عليه، قالت إنّ “أنصار الله لا يزالون يشكّلون تهديداً متزايداً ليس فقط لإسرائيل بل أيضاً لأميركا والأمن الدولي”، على حدّ زعمها. وأشارت إلى أنّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تواجه معضلة.
واعتبرت الصحيفة أنه “في حين تسعى إدارة بايدن إلى إنهاء الحرب الأهلية في اليمن وتخفيف التوترات بين الحوثيين والسعودية، تجنّبت الولايات المتحدة شنّ هجمات واسعة النطاق على قوات الحوثيين”.
ولفت المحلّل العسكري رون بن يشاي من موقع واي نت إلى أن “أنصار الله لا يتراجعون عن موقفهم إزاء الأضرار الاقتصادية والبنية التحتية، كما يتضح من حربهم المطوّلة ضدّ السعودية من عام 2015 إلى عام 2019”.

يبدو من المستحيل التأثير على الحوثيين: فهم ليسوا خائفين

وفي تقرير أخر قالت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، إنه يبدو من المستحيل التأثير على قوات صنعاء ومنعها من مواصلة هجماتها المتصاعدة على العمق الإسرائيلي، مشيرة إلى أن قيادة حركة “أنصار الله” لم تبد خائفة من التهديدات الأخيرة التي أطلقتها إسرائيل ضد الحركة.
وفي تقرير لها أشارت أنه “بعد المواجهات الشديدة مع حماس في غزة وحزب الله في لبنان، لم يتبق لنا إلا منظمة إرهابية عنيدة ولا تتوقف في الوقت الحالي، وهي الحوثيون في اليمن، الذين يعبرون عن تضامنهم مع حماس وما زالوا ينعون نصر الله، وليسوا مستعدين للاستسلام”.
وأشار التقرير إلى أن “الولايات المتحدة ودول التحالف الذي تم تشكيله ضد الحوثيين تواصل قصف اليمن، لكن لا يبدو أن هذا النشاط يصرف انتباه الحوثيين أو يحبط خططهم، وينطبق الشيء نفسه على حقيقة أن إسرائيل ضربت الحوثيين في اليمن ثلاث مرات على الأقل، وأن وزير الدفاع يسرائيل كاتس تعهد بالوصول إلى الزعيم عبد الملك الحوثي”.
وأضاف: “من المهم أن نفهم أنه على الرغم من أن الحوثيين يعملون ضد السفن التجارية في مضيق باب المندب ويرسلون صواريخ وطائرات بدون طيار إلى إسرائيل، إلا أنهم لا يجلسون في مناطق الهجوم، وحتى عدد قواتهم غير واضح ويتراوح بين 150 ألفاً و250 ألفاً في المجموع، من أصل 34.5 مليون نسمة من سكان اليمن، كلهم معروفون بأنهم كارهون لإسرائيل”، بحسب الصحيفة.
واعتبر التقرير أن “الحوثيين متخصصون في تشغيل الصواريخ والطائرات المسيرة الحديثة عن بُعد، ومن المثير للاهتمام أن كبار الضباط في سلاح الجو الإسرائيلي ينصحون بالتعامل مع الحوثيين بأقل قدر ممكن، وترك الأمريكيين والتحالف يقومون بالعمل، في وقت ينكشف الحوثيون بشكل متزايد كمنظمة مختلفة وغير تقليدية، فالصواريخ تأتي الآن فقط من اتجاههم”.
ووفقاً للصحيفة فإنه “يبدو حالياً أن هجمات الحوثيين على إسرائيل مخطط لها لتصل بشكل متكرر، ومنذ بداية ديسمبر وحده، أطلق الحوثيون صواريخ أو طائرات بدون طيار ثماني مرات على الأقل، وقد سارعت إسرائيل إلى الرد بمهاجمة أهداف دقيقة في العاصمة صنعاء، وفعلت الولايات المتحدة المثل، لكن على الجانب الآخر تعهد الحوثيون بمواصلة الهجوم حتى توقف إسرائيل القتال في غزة”.
وأضافت أنه “حتى الآن، فشلت الهجمات الإسرائيلية على أهداف وقواعد عسكرية في مناطق الحوثيين في اليمن في التأثير على قيادة الحوثيين، فالقائد عبد الملك والمتحدث باسم الحوثيين يحيى سريع يواصلون تهديد الولايات المتحدة وبريطانيا وخاصة إسرائيل بأوضح العبارات”.
وتابعت: “تجدر الإشارة إلى عنصر آخر وهو أن الحوثيين أبعد بكثير عن إسرائيل من حماس في غزة أو حزب الله في لبنان، وعلى عكس لبنان أو غزة، فإنهم يغطون أيضاً مساحة شاسعة، ولم تكن لدينا خبرة في مناطق الخليج في التعامل مع أوقات الطيران الطويلة والأراضي الجديدة وغير المألوفة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعهد الأسبوع الماضي بأن الحوثيين سيدفعون ثمناً باهظاً لهجماتهم، وذهب وزير الدفاع كاتس إلى أبعد من ذلك في تهديداته، لكن عبد الملك، القائد الحوثي الكبير، لم يبد خائفاً”.
وأضافت: “نحن الآن ننتظر دخول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ويمكن الافتراض أن كبار المسؤولين الأمريكيين الجدد يميلون بالفعل على خرائط الخليج، ويخططون لهجوم قاسٍ على الحوثيين”.
لكن، وفقاً للصحيفة فإن “الحوثيين، كما يبدو من بين سطور تصريحاتهم، يستعدون ويحشدون ولا يرتدعون”.
ونقلت الصحيفة عن إليزابيث كاندل، الخبيرة الأمريكية في شؤون اليمن، قولها: “يبدو من المستحيل التأثير على الحوثيين بدون ضغط عسكري هائل، لكن من الصعب بنفس القدر أن نرى كيف سيعمل الضغط الهائل على الحوثيين على الإطلاق”.

قد يعجبك ايضا