و تاريخكم مليء بالعار و الخيانة .
أحمد الحباسى
بعد مرور أكثر من خمسة سنوات على الغزو الإرهابي السعودي لسوريا بدأ بعض المشككين في النوايا و المترددين في قول الحق و المتزلفين للصهيونية يراجعون كل حساباتهم و يقدمون قراءة مغايرة للأحداث التي عصفت بالشام و أدت إلى استشهاد الآلاف من الأبرياء و تدمير البنية التحتية السورية و نهب الآثار في محاولة قذرة للتعتيم على التراث و الحضارة السورية ، على سبيل المثال ، هناك فرق كبير يلاحظه المتابع اليوم في نشرات الأخبار و كيفية تعاطى قناة فرانس 24 مع الأحداث ، من المهم أيضا التذكير أن قيام الإرهابيين السعوديين بتلك المجازر المروعة في باريس و نيس بالذات قد كشفت للغربيين الوجه القبيح و الدموي لهذا النظام الإرهابي المتحالف مع الصهيونية و جعلت بعض المثقفين و السياسيين في فرنسا بالذات يفتحون ملف إرهاب الدولة السعودي و يطالبون الحكومة بإعادة تقييم العلاقات مع هذا النظام القروسطى الفاشل .
لا شك أن طرد الملك السعودي من فرنسا و هروبه إلى المغرب لمواصلة الاستجمام أو ما سمي بفضيحة الريفيرا قايت قد كان نتاجا لحالة من الاحتقان و الكراهية الفرنسية لهذه السلطة الهمجية المتوحشة التي كشفت الأبحاث و التحقيقات دائما أنها وراء تمويل كل التفجيرات و العمليات الإرهابية و هي وراء كل الشرور الإرهابية التي راح ضحيتها الآلاف في كثير من المدن الغربية ، من المعلوم أن السياحة الغربية تعيش في جانب كبير منها على زيارة الوفود السياحية الخليجية التي تبذر أموال النفط بلا حساب سواء في ممارسة الشذوذ الجنسي أو في السهرات الخليعة و أول هذه الوفود هي العائلات المالكة في كل دول الخليج و بالذات عائلة المافيا السعودية ، لذلك كان قرار المتساكنين قرب منتجع الملك السعودي في الجنوب الفرنسي بالقيام بمظاهرات صاخبة و مطالبة السلطات الفرنسية بطرده طرد الكلاب المسعورة معبرا عن حالة غير مسبوقة في تاريخ العلاقات بين البلدين و مؤكدا للجميع أن من اعتبروهم من الأصدقاء و الحلفاء في بعض الأحيان قد كشفوا عن نواياهم الإرهابية كما كشفت قطر عن نواياها و كانت مدار بحث في ذلك الكتاب الشهير ” قطر هذا الصديق الذي يريد بنا شرا ” .
طبيعة الغدر و الخيانة طبيعة متأصلة بقوة في ذهن آل سعود ، و الذين رجعوا إلى تاريخ قيام و نشأة الدولة السعودية يجدون صفحات كثيرة مرعبة تتحدث عن طبيعة الغدر التي تواصلت إلى اليوم ، و عبد العزيز آل سعود كان لصا و خائنا للعهود و مهدرا للدماء كل ذلك من أجل الوصول إلى سدة الحكم لذلك لم يستغرب المتابعون أن تنشأ سلالة العائلة على طبيعتها الغادرة الماكرة و أن يكون هناك تعاون و اشتباك مصالح بينها و بين “أبناء العم” الصهاينة الذين نشئوا كما هي طبيعة اليهود دائما على نكث العهود و الغدر إلى غير ذلك من الصفات البائسة القذرة ، و منذ مبايعة أهل الرياض تحت الخوف لهذا السفاح في ظهر كانون الثاني عام 1902 توالت صفحات الغدر و الخيانة و العمالة سواء بين أبناء العائلة الواحدة أو بين النظام و العشائر أو بين النظام و بقية الدول العربية ، فلقد سخرت عائلة المافيا أموال البترول و علاقتها مع إسرائيل لضرب العراق و تمويل الغزو الأمريكي لإسقاط نظام الرئيس صدام حسين ، قبل ذلك مولت المخابرات السعودية بقوة المليارات النفطية عملية إنشاء “القاعدة ” في أفغانستان لخدمة المصالح الأمريكية الصهيونية و ليس دفاعا عن الإسلام من الشيوعية كما يزعم النظام الفاسد ، أيضا كان للسعودية نصيب في اغتيال رفيق الحريري و إشعال حرب إعلامية قذرة ترتب عنها انسحاب الجيش العربي السوري من لبنان كل ذلك ليفتح المجال لضرب البنية العسكرية لحزب الله و إلى يوم الناس هذا جرب النظام الفاسد كل أسلحة الغدر و المخاتلة و النفاق و لو يتورع عن تكليف عملاءه و إرهابيه بالقيام بتفجيرات في الضاحية الجنوبية و أمام السفارة الإيرانية لإشعال حريق الطائفية و إعطاء الفرصة للموساد الصهيوني لاغتيال كوادر المقاومة و نصب الكمائن السياسية لها حتى يتم تشويهها و هو نفس السياق الذي ضغط النظام من أجله على كثير من الدول العربية لتمرير قرار توصيف حزب الله بالإرهاب بعد أن عجزت آلته الإعلامية في حربها التضليلية لإلصاق تهمة المتاجرة بالمخدرات بقيادة الحزب متجاهلا اكتشاف الجمارك اللبنانية لأحد أفراد العائلة المالكة و هو يحمل كمية هائلة من المخدرات فيما سمي بفضيحة أمير المخدرات .
اليوم يقف آل سعود مع نظام عمر البشير المرفوض شعبيا كل ذلك لنهب الأراضي السودانية و استخلاص خيراتها على حساب مصالح الشعب السوداني ، لكن هناك من لم ينتبه بعد إلى سر هذا “الحب العذري” بين نظام آل سعود و نظام قلة الشرف السوداني رغم أن هناك تفسيرا جليا لا يمكن إغفاله و هو العلاقة بين إسرائيل و آل سعود و إسرائيل و عمر البشير و إسرائيل و الانفصاليين في الجنوب ، و بعملية جمع و طرح سياسية منطقية يتبين التقاء المصالح القذرة بين أنظمة الميز العنصري المتآمرة على القضايا العربية ، من هنا نفهم لماذا وقف عمر البشير مع السعودية في حربها القذرة ضد الشعب اليمنى و لماذا صمت اللوبي الصهيوني على المطالبة باعتقال هذا الخائن و محاكمته في المحاكم الدولية ، بل من المؤكد أن عمر البشير ما كان ليتجرأ على المشاركة في هذه الحرب الدموية إلا بعد أن قبض من السعودية مقابل هذه الخدمة المسمومة ، و حين نفكر جيدا فلا بد أن نتساءل اليوم عن طبيعة العلاقة بين السعودية و مصر في ظل تحالف من هذا النوع بين آل سعود و عمر البشير و إسرائيل و هو تحالف لا يصب منطقيا في مصلحة الجانب المصري اللهم إلا إذا كان الثمن الذي دفعه نظام المافيا للقيادة المصرية العميلة يستحق الصمت على هذا التحالف و يبرر المساندة المصرية في ضرب الشعب اليمنى .
يقول الدكتور صالح بن محمد آل طالب إمام الحرم المكي أن من أعظم الغدر قتل المصلين و تدمير المساجد ، لكنه لم يملك الرجولة و الشجاعة الكافية ليواجه النظام السعودي بهذا القول بعدما تبين للعالم أن الجماعات الإرهابية التي مولها النظام هي من تقتل المصلين من كل الديانات و تفجر بيوت العبادة في العراق و سوريا و اليمن ، هذه هي المؤسسة الدينية السعودية المنافقة الكاذبة التي تزرع الفكر التكفيري المدمر سرا و تدعى الطهارة من الإثم علنا ، و لان النظام يستعمل هذه المؤسسة لترهيب الشعب باسم الدين فقد اتسعت رقعة الإرهاب و تلطخ الإسلام بلغة الإرهاب التكفيري و بات العالم ينظر إلى العرب نظرة الاحتقار بل جاء الدور اليوم ليفتح الغرب حربا صليبية على الإسلام متمثلة في غزو العراق و في محاولة إسقاط النظام السوري ليحل محله نظام ” الإسلام السياسي” على الطريقة التركية الملعونة ، ليبقى السؤال ، كم يكفى من اللعنات و من أنهار الدماء و من أعداد الشهداء ليسقط هذا النظام الدموي البربري ، إلى متى يمكن لإسرائيل حماية نظام كريه كهذا ، متى سيتحرك أشراف الحجاز لاقتلاع هذا الوباء .
بانوراما الشرق الاوسط