طوفان الأقصى اجتث الأرض ومن عليها فأصبحت كهشيم المحتضر كانت إسرائيل ترسم مخططاً للاحتلال من خلال التطبيع لتصل إلى أبعد سماء، فإذا بالأرض قد أخرجت أثقلها ، وفي غضون ساعات قليلة انقلبت الموازين ، وانقلب السحر على الساحر ، إنه النصر والتأييد ، لتّحرير المقدسات ونصرةً القضية هذا هو الوعد الصادق . لقد حرصت إسرائيل على تثبت وجودها منذُ يوم النكبة، حيث حرفت المعتقدات وبثت الشائعات ورسخت في أذاهان الأباء والأمهات أن لن تنتصر فلسطين إلا يوم القيامة، وكنا نصدق مثل هذه الأقوال السطحية التي لا معنى لها من الصحة، لكن جاء الجيل الذي يأتي بالقيامة قبل أوانها وولدت الأمة التي تصنع النصر من عمق معناتها، وصعنت جيلاً متسلحاً ، بالقوة، والشجاعة، وهذه صفات المؤمنين الفاتحين لأبواب الجهاد، رافعين راية البصيرة، عاشقين الشهادة، وهم إخواننا المقاومين الأحرار في كل محور المقاومة، الذي برز على أيديهم الإيمان كله، لقتال الكفر كله، وكيف لتلك الأيدي أن تعود خالية من النصر، وهي قد وثقت بأن الله لن يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلاً.
وفي المقابل نشاهد اليوم كيف أصبح موقف بعض الأنظمة العميلة وفي مقدمتها السعودية متناسية، قوله تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِـمِينَ)؛ وتقول “يجب أخذ الحكمة قبل أي فعل وكان المفترض أسئلة أهل العلم، واذاكان تغير المنكر بمنكر أكبر منه فاالأولى تركه” ؛ كيف يكون هذا منكراً وهو واجب جهادي مقدس بقادسة الأقصى الشريف، وإذاكانت هذه العملية البطولية منكرا فأين هو المعروف و أين هم أهله. لكن مهما فعلت إسرائيل وبجانبها أمريكا فإنهما مهزومتان، مهما قصفتا ،مهما دمرتا، مها سفكتا من الدماء، مهما إرتكبتا من المجازر، مهما زيفتا الحقائق، مهما طغتا، وتجبرتا ومكرتا، وتكبرتا، فلن يغيرا من المصير شيئاً لأن (مَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ). هذا ماعرفناهُ عن الله وتعلمناه، من أهل بيت رسول الله وليسمع الإسرائلي والامريكي ذلك :” كِدْ كيدَك، واسْعَ سعيَك، وناصِبْ جهدك، فوَاللهِ لا تمحو ذِكْرَنا، ولا تُميت وحيَنا، ولا تُدرِكُ أمَدَنا، وهل رأيُك إلاّ فَنَد، وأيّامك إلاّ عَدَد، وجمعك إلاّ بَدَد!! يوم ينادي المنادي: ألاَ لَعنةُ اللهِ علَى الظالمين ” فالنصر قريب بإذن الله وما النصر الا من عند الله (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْـمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا) صدق الله العظيم.