آيةٌ قرآنيةٌ تلخِّصُ حالَ المنافقين وتكشف نواياهم المسبقة تجاه الموقف من الصراع مع الباطل، وتعطي إشارة للأُمَّـة أن هناك فئة محسوبة على الإسلام، لا همّ لها سوى التخريب من الداخل والتخذيل والتثبيط، ولكن لا قلقَ فهناك معاييرُ تفرزُ الأُمَّــة وتبين الخبيث من الطيب، وأولى هذه المعايير هو الجهاد في سبيل الله بالنفس والمال، فمن خلال هذا المعيار نعرف المؤمن الحق من المنافق، وكما يقال: “المواقف تبين معادن الرجال”.
الآية المباركة تفيدنا كَثيراً خَاصَّة في معركتنا مع العدوّ الصهيوني، فمن خلالها نجزم قطعاً أنه لا يمكن بحال من الأحوال أن تتخذ الحكومات العربية والإسلامية أي موقف إيجابي نصرة للشعب الفلسطيني المظلوم، ومن يؤمل ذلك فَــإنَّه قاصر في وعيه وغير مدرك لطبيعة الصراع مع الأعداء.
وكأن الله يقول لنا من خلال الآية المباركة إن مواجهة الأعداء هي في البداية إرادَة في النفس وعزم على خوض غمرات الموت، ومن ثم الإعداد للعدة؛ فإذا ما اندلعت الحرب نكون في جهوزية كاملة لاتِّخاذ المواقف المشرفة التي تبيض الوجيه.
وهذا ما هو حاصل، فانظروا للسعوديّة والإمارات ومصر وغيرها من الدول المتخاذلة كيف وقفت موقف الخزي والعار؛ لأَنَّها طيلة السنوات الماضية تعيش حالة الارتهان المطلق لأمريكا وإسرائيل وتنفذ أجندتهما في المنطقة وتتحَرّك بما تشاء وتريد، ثم ننتظر منها المواقف المشرفة وهي متورطة مع الأعداء حتى النخاع، فلا عجب أن نرى النوادي تفتح للراقصات في أرض الحرمين في وقت يباد فيه الشعب الفلسطيني بأفتك أنواع الأسلحة، فهذه المواقف المخزية هي نتاج طبيعي للتفريط خلال الفترة الماضية؛ فلا داعي لنشغل أنفسنا متى ستحَرّك الجيوش العربية؛ فالمسألة محسومة بنص القرآن الكريم.
وللتأكيد أكثر، لماذا تفرد الشعب اليمني بالمواقف البطولية المشرفة التي تعلي رأس الأُمَّــة، بالرغم من قلة الإمْكَانات وشحة الموارد وبعد الجغرافيا.
بكل بساطة ومن خلال الآية المباركة سابقة الذكر؛ لأَنَّ في اليمن أُمَّـة أخذت قرار مواجهة أمريكا وإسرائيل منذ 30عاماً، حين تحَرّك الشهيد القائد بالمشروع القرآني وبنا أُمَّـة قوية عصية على الانكسار، استطاعت أن تقول كلمتها وتقلب الطاولة على الأعداء وتحول أمريكا إلى أضحوكة بين الشعوب وتعطي درساً للأُمَّـة أن كيد الشطيان ضعيفاً إذَا ما تحَرّكنا وفق هدى الله ومنهجه.