“وول ستريت” الأمريكية : الرياض تقول إن حربها تنتهي في صنعاء
تدخل المملكة العربية السعودية عسكريا في اليمن تحول إلى “مستنقع ومرتع للفوضى” حسبما يذكر ياروسلاف تروفيموف مراسل “وول ستريت جورنال” الأمريكية في في تقرير له من الرياض نشرته الصحيفة يوم الخميس 21 يوليو/ تموز 2016.
ويقول المراسل أما وجهة النظر القائمة في الرياض فإنها مختلفة تماما، بل هي أكثر تفاؤلاً بشكل عام: يصرح المسؤولون هنا ان الحرب الدائرة تستحق كل التضحيات والعناء ومرور الوقت يخدم مصالح السعودية.
ويرى آخرون أن أي اتفاق غير مدروس أو أي مسودة تعتمد على مضض لا تخدم المصالح السعودية وستكون أكثر خطورة على مكانة ومستقبل الأمير محمد بن سلمان، وكذا من منظور الرأي العام السعودي، حيث يجمع الأغلبية أن الأمير محمد هو مهندس التدخل العسكري في اليمن.
ويشير إبراهيم آل مرعي، وهو عقيد سعودي متقاعد ومحلل سياسي واستراتيجي ومعلق تلفزيوني: “نعم، الحرب مكلفة، لكن يجب أن تنتهي بشكل صحيح. إذا توقفنا من دون الوصول إلى صنعاء ونزع سلاح الحوثي، ستكون كارثة عسكرية تاريخية”. مضيفًا: “ستمثل أزمة ثقة بين الحكومة والشعب، وصانع القرار السعودي يعلم ذلك جيداً”.
وتقول الصحيفة، إن المملكة العربية السعودية، دشنت أكبر حملة عسكرية في تاريخها المعاصر، وهو أول تدخل عسكري تقوده ولأول مرة على رأس تحالف دولي، حيث وحد هذا التحالف العداء القائم ضد إيران الشيعية.
وتشير، أنه في العام الماضي أصاب الشارع السعودي حمى الحماس الوطني وكان ذلك ملموساً على نطاق واسع من خلال التغطية المتواصلة لأحداث اليمن.. اليوم لم تعد أخبار اليمن تهيمن والتغطية أصبحت نادرة. وما زاد الطين بلة، تزامنت الحرب المكلفة مع رؤية المملكة الطموحة في إعادة هيكلة الاقتصاد الوطني الذي يقوده أيضاً الأمير محمد، مما أدى ذلك إلى خفض الدعم الحكومي على الوقود والمياه والكهرباء.
من جانبه، قال الباحث في شؤون اليمن والزميل في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية آدم بارون: “يبدو أن التكلفة الإجمالية للحرب بالنسبة للسعودية لا تكاد تذكر، وهذا أمر غريب وعجيب، حيث هناك إدراك ضعيف داخل المملكة العربية السعودية بأن هناك حرباً دائرة. وبغض النظر عن تلك القراءة، نرى اليوم أن الحوثيين والقوات الموالية قادرة على توجيه ضربات عابرة للحدود اليمنية السعودية، وهي من خلال ذلك تستطيع أن تكون مصدر إزعاج للسعودية”.
في ذات السياق، أسفرت الضربات الجوية السعودية عن إصابة الكثير من المدنيين داخل اليمن ودمرت البنية التحتية الحيوية، وهذا أثار سخط المجتمع الدولي واستقطب إدانات دولية واسعة النطاق.
ولفتت الصحيفة، أن الحملات البرية واجهت صعوبات ملموسة. يبدي الحوثي وحلفاؤه بالإضافة إلى أنصار وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح مقاومة هائلة، ملحقة خسائر متكررة في أوساط القوات السعودية، كما أطلقت صواريخ أصابت العمق السعودي.
كما دفعت حرب العصابات من جماعة الحوثي وشبيهاتها إلى تغيير منهج الجيش السعودي، حيث لم يواجه جيشها مثل هذا التحدي من قبل.