ولاية الإمام علي كرم الله وجهه أمر إلهي عظيم…
عين الحقيقة/ كتبت/ وفــــاء الكبســي كتبت
مناسبة يوم الولاية ليست مجرد مناسبة عابرة، هو احياء للدين، احياء للجهاد الذي قد غاب عن أذهان أمتنا العربية والإسلامية.
ولاية الإمام علي -كرم الله وجهه- هي ولاية من الله وأمر إلهي رباني يجب الاذعان له وترك العصبية العمياء، لنرحل مع آيات الله بتدبر لنتعرف على ولاية الإمام علي -كرم الله وجهه- ذلك الخطب الجلل العظيم البالغ في الأهمية، وذلك من خلال آيات الله المنزلة على رسوله محمد -صلى الله علية و آله وسلم- ولذلك فأنني لا أحتج على من ينكرها إلاّ بالقرآن الكريم.. علينا تدبر آيات الله والتفكر فيها
{ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}
من خلال جميع آيات الله سنلاحظ تغير الأسلوب الرباني فيها من خطاب حنون ورقيق في جميع الآيات التي خاطب فيها رسوله الكريم إلى خطاب تهديد وذلك عندما أنزل الله آية التبليغ بولاية الإمام علي كرم الله وجهه ؛ لما فيها من الأهمية البالغة والقصوى فهي كمال للدين الإسلامي الحنيف..
جميع الآيات التي أنزلت على رسول الله كان الخطاب فيها باللين والرقه والحنان مثل قوله تعالى: { طه (1) مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ}
وقوله: { يس (1 ) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ}
وقوله: { وَالضُّحَى. وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى. مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى}
الآيات كثيرة ولكني وضعت لكم بعض منها لمجرد التوضيح فقط، ثم جاءت كلمة الله الواضحة بالتبليغ في يوم الحج في الثامن عشر من ذي الحجة يوم “حجة الوداع” كلمة واضحة وضوح الشمس بالتبليغ لولاية الإمام علي وعليه وجب الاستنفار العام والاذعان لجميع المسلمين
قال تعالى: { : يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}
أمر إلهي بالتلبليغ لم يكن التبليغ كما قاله بعض المغالطين بأنه أمر بتبليغ الرسالة، فالرسالة كانت قد بلغت فما كانت حجة الوداع إلا بعد إتمام نشر وتبيلغ الرسالة وقبل وفاة رسولنا الكريم بثلاثة أشهر !!
ماهو هذا الأمر الجلل والعظيم الذي من أجله تغير أسلوب الله سبحانه وتعالى مع رسوله فجاء كتهديد واضح فإن لم تبلغ فما بلغت رسالته !! فان لم تبلغ بهذا الأمر فكأنك يامحمدلم تبلغ الرسالة وضاعت كل أيام الجهاد والصبر والكفاح والعناء الذي عاناه رسول الله من أجل نشر الرسالة وتبليغها، وعليه فستكون الرسالة بلا أهمية أو معنى!
دعكم من العصبية وأكملوا معي
لنفكر قليلا ًونتدبر آيات الله ونتسأل لماذا هذا التهديد لرسول الله ؟!
لأن هذا التبليغ يعادل الرسالة بأكملها ولن يكتمل الدين إلاّ بها
ثم قال تعالى :{وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}
لماذا قال الله تعالى لرسوله الكريم بأنه سيعصمه من الناس؟!
هل كان رسول الله يخاف من الناس حتى يحتاج هذه العصمة ؟!
حاشا وكلا فهو لم يكن يخشى أحد، لأنه لايخاف في الله لومة لائم، بل كان يخشى انقلاب الناس على أعقابهم ودخلولهم نار جهنم!
فمن الواضح أن الرسول الكريم كان منتظرا ًلهذا الوعد من صادق الوعد بأن يعصمه من الناس !
وبالفعل الذي كان يخشى انقلابهم وإحتاج لعصمة الله منهم، هم أنفسهم الذين إنقلبوا بعد وفاته وإنقلبوا على أمر الله وقد أشار الله إليهم في هذه الآيات
قال تعالى :{وما مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرين}
وماكان يخشاه رسولنا الأعظم هو الذي حدث التفوا على الولاية وطمسوها وكأنها لم تكن!!
ثم قال تعالى :{ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}
لأن الكافرين ليس لهم هداية لأنهم هم من لايريدون الهداية
بعد نزول هذه الآيات وقف رسولنا الأعظم في منطقة غدير خم في حالة َاستنفارية قصوى جمع جميع المسلمين وانتظر مجيء من سبقوه إلى المدينة للرجوع لمنطقة غدير خم من أجل التبليغ وفعلا ًبلغ ما أنزل الله عليه من تبليغ الناس بولاية الإمام علي -كرم الله وجهه- كإمام للمسلمين وخليفة الله في أرضه ووصي لرسوله وبايعه جميع المسلمين،
وهذه الحادثة مشهودة ومتواترة في جميع كتب السنة ولاينكرها إلاجاحد وكافر..
ثم نزلت بعد التبليغ هذه الآية
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً} عندها قال رسول الله -صلى الله عليه وآله- “الحمد لله على كمال الدين، و تمام النعمة، و رضي الرب برسالتي، و ولاية علي بن أبي طالب ثم نزلت الآية {الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ} .
أليس من أوجب الواجبات على المسلمين الاحتفال بهذا اليوم لأن فيه اكمال للدين، واتمام نعمة الله علينا؟!
القران كتاب هداية ورشد ويحتاج لقوم يتفكرون ومتى ماتفكرنا في آياته فسيرزقنا الحكمة ونكون من أولي الألباب الذين تولوا الله ورسوله والإمام علي ومن أمرنا بتوليهم من أعلام الهدى إلى يومنا هذا المتمثلة بالسيد القائد عبد الملك الحوثي حفظه الله..
سننتصر بنصرتنا للإمام علي -كرم الله وجهه- فهذه دعوة رسولنا ” اللهم وال ِمن والاه، وعاد ِمن عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله”