حدث كبير في يوم مشهود شهده عشرات الآلاف ممن كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك اليوم وهو يعلن على رؤوس الأشهاد ولاية أمر الأمة، ويرفع يد الإمام (علي عليه) السلام عالياً، تأكيداً للجميع بأهمية ذلك البلاغ الذي ما كان له أن يبلغ النّاس به لولا أنّ ربّ العزة والجلال من أمره بتبليغه {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}، وقد اتضح حينها لذي عينين ومن ألقى السمع وهو شهيد الأهمية القصوى لذلك البلاغ من خلال الترتيبات التي قام بها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الإعلان عنه وأثناء الإعلان، لا سيما أنّ ذلك الحدث كان قبل رحيله عن هذه الدنيا بشهور، ليشاء الله أن يكون لخاتم الأنبياء والمرسلين من يخلفه ويلي أمر أمته من بعده، كسنة إلهية ثابتة في هداية البشرية بإرسال الرسل وإنزال الكتب واصطفاء ورثة تلك الكتب، وقبل ذلك وخلال أيام الدعوة كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يَذكر للناس في كثير من الأحاديث فضائل الإمام علي (عليه السلام)، كما نزلت فيه العديد من الآيات القرآنية، مما يدل على أنّه الأجدر والأحق لأن يلي أمر المسلمين، وهو من هو منزلة من رسول الله، بل تربى على يديه وترعرع في أحضان هذا الدين، ونهل من نبعه الصافي الزلال، لم يتشرّب خرافات الجاهلية وعصبياتها وهمجيتها، فكان خريج مدرسة المصطفى وتلميذها الأول، لينال وسام الشرف العظيم في حمل لواء هذا الدين بعد رحيله.
إنّ تكرار تلك الأحاديث المتواترة في كثير من المواضع في فضائل الإمام علي وعلو منزلته لدليل جلي وبرهان ساطع أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أراد أن لا تبقى حجة للمسلمين أنّه لم يبين لهم بالشكل الكافي أو يوضح لهم كما ينبغي من يلي أمرهم. ومع ذلك ما هي إلا فترة قصيرة وكأن ذلك الحدث العظيم لم يحدث، وذلك البلاغ العظيم لم يكن، فالتفت الأمة على كل ما قيل وما حدث، وبدأ الانحراف يعصف بها، والتآكل ينخر في جسدها، والضلال يخيم عليها، وأصبح من أُلقي على عاتقه ولاية أمر المسلمين يُستبعد عن ساحة المسلمين وعن نظم شؤونهم وتثبيت دعائم هذا الدين التي أسسها وشيدها خاتم
انا اليمن, [09/07/2023 07:51 ص]
الأنبياء والمرسلين، بل حُورب وقُتل في محرابه بسيف محسوب على المسلمين، وقُتل أبنائه من بعده واحدًا تلو الآخر وصولاً إلى عصرنا الحاضر، ليزداد الوضع سوءًا ومأساوية، وكلما تقدم الزمان أكثر زاد الانحراف والضلال بشكل أكبر، وهو ما حذر منه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في كثير من أحاديثه، لتُدجن الأمة شيئاً فشيئاً ليصل بها الحال إلى أن تُفرض عليها ولاية أمر يهودية، ويصبح أعداؤها هم من يتحكمون في شؤونها ويتسلطون عليها ويسيرونها كيفما تقتضيه مشاريعهم الشيطانية، حتى وصل الحال بها إلى ما نراه ونشاهده اليوم من التخبط والذل والهوان وهيمنة الأعداء، فمع ما يحدث من قِبل أعدائها من انتهاكات ضد الإسلام والمسلمين فلا نكاد نسمع صوتاً يصرخ في وجوههم أو يحارب مشاريعهم -رغم فضاعتها وبشاعتها ومعارضتها للنواميس البشرية والتشريعات السماوية- سوى القلة من أحرار العالم، لا سيما من تمسك بولاية من أمرنا الله تعالى بتوليهم.
زيغ كبير عن الطريق الذي رسمه الله ورسوله عندما أعرضت الأمة عن مصادر الهداية (القرآن والعترة) التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مراراً وأكد على التمسك بها، وكلما زاد الإعراض عنها زادت الأمة تيهاً وضلالاً وتخبطاً، يترجم ذلك الوضع الذي تعاني منه اليوم، ومهما حاول المضلون اختلاق المبررات والذرائع التي أدت إلى هذا الوضع، فلن ينتشلها من المستنقع الذي تغرق فيه سوى العودة إلى كتاب الله وعترة نبيه صلوات الله عليه وعلى آله، سفينة النجاة التي من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وتردّى.
[٧/٧ ٥:٣٧ م] الكاتب محسن: يوم الميثاق المأخوذ والجمع المشهود
فاطمة اسحاق
شخصية الإمام علي بن أبي طالب ، التي قُدمت إلينا باصطفاء الله له ؛بإن يكون قائدًا للأمة الإسلامية بعد ختام الله للنبوة والرسالة بالنبي الأعظم محمد صلوات الله عليه وآله وسلم ، لم تكن شخصية باختيار البشر كي يعترض البعض عليها ويوافق الآخر ؛ هو اصطفاء إلهي لمن هو حريص على وحدة الأمة الإسلامية ، من كان يقتدي بالرسول في كل قول وفعل ولمن كان طائعا لأوامر الله ورسوله ظاهراً وباطنا ، لمن خاض المعارك فكان من أول الأبطال الباذلين أرواحهم رخيصة في سبيل الله ؛ من أجل استقامة الدين ودحر الظلم ونصرة المستضعفين في الأرض ، في يوم الميثاق المأخوذ أمام حجاج بيت الله الحرام في ذلك الجمع المشهود ، رفُعتْ يد الإمام علي من فوق تبة اعتلاها الرسول الأكرم في ذلك الغدير المُسمى بخم قرب الجحفة ولم يُكلف رسول الله من بعده أحداً ليتولى المؤمنين غير الوصي فذلك أمر الله ، وما نطق عن الهوى ، فقد كان هذا الأمر إتماما للحجة على المسلمين .
وجدنا منذ طفولتنا محاولات كثيرة لطمس شخصية الإمام علي ، وتغييبها ولم يكن لآل بيت رسول الله حضوراً في مناهج اليمن الدراسية ، ولم يذكر لهم أي مواقف تنهض بالأمة وتستقيم بها ، تشويه كل من يتحدث عن آل بيت رسول الله أسياد الجنة وأهلها بوصفه شيعي وكأن محبتهم جُرم ، لم يتعمق ذكرهم وذكر تربيتهم الإيمانية لكل الأجيال خارج إطار بيوت الزيدية وكل شيعة آل البيت ، ومع كل تلك المحاولات في طمس شخص علي بن أبي طالب إلا أن كل المذاهب تعترف بيوم غدير خم فلا تكذيب فيه ولا تزييف فقد ولاه الرسول أمام مئات الآلاف من المسلمين فقد قال حينها عمر بن الخطاب بخ بخ لك يا علي صرت مولى لي ومولى لكل المؤمنين .
نجد أن وراء تفكيك الأمة الإسلامية الامتداد اليهودي المعادي لخاتم الأنبياء والمرسلين وآل بيته وإنكار يوم ولاية علي بن أبي طالب في صناعة مذهب وهابي يمحي وجود آل البيت واستبدالهم بشخصيات كانت معادية ليوم الولاية، تطمح لإفساد الدين بغلاف التدين واختلاق الأحاديث ، و من ثم نسبها لرسول الله ليتوه الناس عن إتباع الحق الذي كان مع علي ومع ولايته على كل المسلمين ، لم يكن هناك شخصية جُمعت فيها كل معالم الإسلام العظيم ، مقتبسة من قيادة رسول الله صلوات الله عليه وآله سوى الإمام علي ، كان فعالاً في الأمور المصيرية ،ولم يحرص أحد على وحدة المسلمين وصيانة الأمة والمحافظة على الكيان الإسلامي والاهتمام بالتدوين كالإمام علي ، كان يسعى للإصلاح الديني والثقافي والإداري والاقتصادي ، واسترجاع الأموال المنهوبة ونصرة كل مظلوم ، وإعانة الناس على كل أمور الدنيا والدين ، بيّن الإسلام الصحيح من خلال الجماعات الصالحة ؛ التي بناها بعد بناء العلماء الصالحين ، لم يرفع سيفه من أجل الخلافة ، مع أن الحق كان واضحًا أمام الجمع المشهود في يوم الغدير .
نبشر كل من حاول في إبعاد الأمة الإسلامية وخصوصاً أهل اليمن عن منهج آل البيت ؛ أنهم عادوا وبقوة ليعّرفوا العالم بأكمله ، من هو الإمام علي وما هو منهجه ، لتنظروا إلى أتباعه يأتون أفواجاً لمحاربة كل متربص بالدين الإسلامي ؛ فذلك هو المنهج القويم كتاب الله ورسوله وعترته آل البيت.
[٧/٧ ٥:٣٧ م] الكاتب محسن: أين أمة القرآن من إحراق القرآن!