وكل الأحداث تثبت أن أمريكا عدوة الشعوب

لم تأت هذه الجملة من فراغ، ولم تترسخ في أذهان ملايين البشر هكذا بدون أسباب. ولم يجعلها مفجّر الثورة الإسلامية في إيران الإمام الخميني من أهم العبارات الثورية التي أطلقها اثناء ثورته هكذا بدون أسباب أو لمجرد توجيه بوصلة العداء تجاه أمريكا دون أن تكون هناك دوافع وأسباب حقيقية متجذرة وثابتة عبر تاريخ الولايات المتحدة أثبتت أن أمريكا فعلا عدوة الشعوب ومثيرة الحروب بل وهي الشيطان الأكبر ,,

فالنهج الذي تنتهجه الإدارات الأمريكية المتعاقبة في حكم أمريكا هو نفس النهج العدائي الاستعلائي الاستكباري الذي تتغطى عليه عشق الهيمنة والسيطرة على مقدرات الشعوب واذلالها, والرغبة في تدمير كل من تشعر أمريكا أنه فقط يعارض مشاريعها ويرفضها ويحاول أن يفشل مخططاتها الخبيثة التي تبدأ بالسيطرة على العقول والنفوس واضعافها وافقادها الثقة في قدراتها وتحويلها لمجرد أدوات تابعة لها خاضعة لها تجّردت من كل ما وهبها لها الله من قدرات كامنة في داخلها وقادرة على العيش بحرية وعزة وكرامة.

بالمختصر أمريكا سلبت الفطرة السوية للبشرية التي فطر الله الناس عليها من ملايين العقول, وجعلتهم يعتقدون في قرارة أنفسهم ويقتنعون أن أمريكا قوة عظمى لا تقهر ولا يستطيع أحد أن يواجهها , ويستحيل أن يتم هزيمتها ولم يخلق بعد من يستطيع أن يهزمها ويكسرها, وهكذا استمر هذا السيناريو الوهمي لمدة تتجاوز الخمسين عاما وكأنه حقيقة راسخة في الواقع والحقيقة المطلقة أن ذاك الوهم فقط مرسوم في عقول من استطاعت أمريكا السيطرة عليهم وسلبهم ارادتهم وافقادهم الثقة بأنفسهم وبقدراتهم وبعقولهم.

***

كانت تلك هي المقدمة التي أردت أن يعرفها المتابع الذي استغرب وانصدم من اعترافات أعضاء شبكة التجسس الأمريكية الذين غاصوا في تفاصيل مخيفة عن حجم التدخلات الامريكية في أدق تفاصيل الحياة , فمن لم يعرف أمريكا على حقيقتها من خلال الثقافة القرآنية التي كشفت حجم الحقد الذي يحمله العدو للمسلمين لدرجة أن الله وصفهم أنهم يهلكون الحرث والنسل وبـأنهم يسعون في الأرض فسادا وبأنهم أشد الناس عداوة للذين أمنوا.

هذا الذي يرى أمريكا دولة عادية ويصدق شعاراتها الزائفة عن حرصها على الحقوق والحريات هو وحده من انصدم من الخبر أو شكك فيه أو تلجلج عند سماعه التفاصيل يرويها العملاء الجواسيس وهم بكامل قواهم العقلية , ويروون تفاصيل هي موثقة واحداث حصلت بالتواريخ , أما من رفعوا شعار الموت لأمريكا والموت لإسرائيل منذ أكثر من عشرين عاما فهم واعون بخطورة المشروع الأمريكي الصهيوني في كل منطقتنا العربية الإسلامية وواعون بأساليب أمريكا الخبيثة في تضليل الشعوب عبر هيمنتها على الإعلام الذي وحده من يسيطر ويغزو العقول والنفوس بأساليب ناعمة لطيفة خبيثة لطالما تم التحذير منها من قبل قاداتنا,

ثورة اليمن الفكرية الشاملة

في اليمن حصلت ثورة فكرية شاملة رفضت المشاريع الامريكية الصهيونية واستمرت هذه الثورة في المسير قدما قدما رغم كل الحروب التي شًنّت ضدها في محاولة تشويهها وعرقلتها واطفاء جذوتها ولكنها استمرت واستمرت وقدمت التضحيات وصمدت وواصلت حتى أصبحت تواجه أمريكا مباشرة في البحار وفي الأجواء , وظهر موقف هذا الشعب اليمني من خلال قائد ثورته السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي اتخذ موقف المواجهة المباشرة مع أمريكا باستهداف سفنها وبارجاتها ومدمراتها ومنع دخول السفن المتجهة نحو كيان العدو الصهيوني حتى يتم رفع الحصار عن غزة وإيقاف العدوان على أبنائها , واسقاط الطائرات الأمريكية في أجواء اليمن , وكل شي موثق بالصور وباليوم والتاريخ وستظل مواقف يمن 21 سبتمبر خالدة في أنصع صفحات التاريخ , فالموقف اليمني الناتج بعد ثورة 21 سبتمبر يروي ظمأ الشعوب العربية العاجزة تجاه ما يحدث من مجازر يومية بحق أبناء فلسطين من الكيان المجرم اللقيط المسمى “إسرائيل” وبدعم أمريكي مباشر .

المخططات الهزيلة

انهارت كل مخططات أمريكا التي بنتها في عقود طويلة ونجحت الأجهزة الأمنية في فضح المخططات وكشف الأساليب التي جعلت أمريكا تجنّد جواسيس لها في الداخل يعملون لتحقيق مصالحها في اليمن وكان النجاح الأمني غير مسبوق في كل البلدان العربية، وهذا يعتبر نجاحا الى جانب النجاح في الجانب العسكري، حيث وصلت الصواريخ اليمنية الى الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ولاحظنا أثناء اعترافات الجواسيس أن السفارة الأمريكية كانت هي الوكر الذي يستخدم لتفخيخ وزرع العملاء وللتحركات العدائية ضد البلد وهذا ما أكد عليه الشهيد القائد حسين بدر الدين من قبل أكثر من عشرين عاما , وجاءت الأحداث لتكشف مصاديق كل ما كان يطرحه ويحذّر منه , وهذا ما يزيد الشعب يقينا وإلتفاتا حول قائد الثورة الذي قاد المسيرة بعد استشهاد مؤسسها الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي, وهذا هو نفس عمل السفارات الأمريكية الموجودة في العراق ولبنان وغيرها من الدول التي توجد فيها حركات ترفض السياسة الامريكية .

ماذا بعد طوفان الأقصى؟

ما يحدث من تسارع الأحداث بعد طوفان الأقصى وبعد بروز الموقف اليمني في المشهد الإقليمي, هي أحداث ما كانت لتخطر في بال بشر لو أن أحدا تنبأ بها قبل سنوات , ولكنها الحكمة الإلهية والمشيئة الربانية التي أرادت ليمن الايمان أن يتصدر قائمة الشعوب العربية والإسلامية في مناصرة أبناء الشعب الفلسطيني وفي الدعوات للجهاد وفتح الحدود وكسر قيود الجغرافيا للانطلاق للجهاد بكل شجاعة وصبر وثبات ورغبة في مواجهة اليهود الجبناء الغاصبين قتلة النساء والأطفال, إنه اليمن يا رجال يا مؤمنين.

انه اليمن.. موطن الأنصار ومنبع الإيمان وأصل العروبة والداعس على انوف المتكبرين والمذل للطواغيت وعلى رأسهم أمريكا و”إسرائيل” , ولم تنته المواجهة ولا يزال في جعبة اليمن وكل أبناء محور المقاومة والجهاد الكثير من الأوراق التي لم يستخدموها بعد ولا يزال التنسيق مستمر في كل الجبهات , ولا تزال الهزائم المدّوية تلحق بهذا الكيان اللقيط ولا تزال حرب الاستنزاف قائمة ومستمرة والنصر وعد إلهي صادق بنص الآيات القرآنية (ولينصرن الله من ينصره).

وجميع أطراف محور الجهاد والمقاومة يملكون من الوعي والبصيرة واليقين ما يجعلهم يؤمنون بأنهم يواجهون الشيطان الأكبر أمريكا بشكل مباشر وبأن الغدة السرطانية سيتم استئصالها من جسد الأمة العربية والإسلامية وبأن العاقبة دائما وأبدا هي للمتقين المواليين أتباع المنهج الحق .

 

موقع قناة العالم : أمة الملك الخاشب

قد يعجبك ايضا