وكالة نيوز فرونت للأنباء الروسية :التكنولوجيا العسكرية اليمنية البسيطة قلبت موازين الردع في المنطقة
” التكنولوجيا العسكرية اليمنية البسيطة قلبت موازين الردع في المنطقة – الأداء العسكري للقوات اليمنية، أثبت فعالية استثنائية في ميدان المواجهة التكنولوجية ضد قوى كبرى تمتلك ترسانة تسليحية ضخمة، مشيراً إلى أن الغرب بات يعترف بأن ما يحدث في اليمن يستحق الدراسة والتحليل العسكري الجاد.” هكذا قال الكاتب والمحلل العسكري الروسي، يوري سيليفانوف في مقال نشرته وكالة نيوز فرونت للأنباء – news-front.su الروسية وأوضح سيليفانوف أن “جماعة أنصار الله نجحت خلال السنوات الأخيرة في فرض نموذج غير تقليدي في الحرب، يعتمد على تكنولوجيا منخفضة التكلفة وفعّالة في آنٍ معاً، مثل الطائرات المسيّرة والصواريخ الدقيقة التي يتم تعديلها وتوجيهها بأدوات إلكترونية بسيطة، لكنها مؤثرة”.
وأضاف الكاتب أن هذا النموذج قلب موازين الردع وأربك الحسابات الغربية، مشيراً إلى أن “البساطة والكفاءة والإنتاج الضخم وانخفاض التكلفة” أصبحت هي العوامل الحاسمة في الحروب المعاصرة، وليس التسليح الباهظ الذي كثيرًا ما يُقيّد فعاليته في الميدان بسبب تكاليف التشغيل والقيود التقنية.
وأكد سيليفانوف أن العديد من الخبراء العسكريين في الغرب بدأوا بالاعتراف علنًا بما تحققه التكنولوجيا اليمنية من نتائج ميدانية، معتبرين أن تجاهل مصدر هذه الأسلحة — لكونه قادمًا من “بلد من العالم الثالث” — لم يعد مقبولاً، بل إن التجربة اليمنية باتت تُدرَس بشكل غير مباشر داخل المؤسسات العسكرية الغربية.
وأشار إلى أن ما حققته قوات صنعاء من قدرة على تصنيع أو تعديل الأسلحة محليًا، ودمجها في استراتيجية هجومية فعّالة، أحرج منظومات تسليح غربية باهظة الثمن ثبت ضعفها أو محدوديتها في المواجهات غير المتكافئة.
ومنذ أكتوبر 2023، بدأت القوات اليمنية في صنعاء بشن عمليات عسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب دعمًا لفلسطين ورفضًا للعدوان الإسرائيلي على غزة. ومع توالي الهجمات البحرية التي استهدفت سفنًا إسرائيلية وأمريكية، أطلقت واشنطن حملة قصف جوي واسعة منذ يناير 2024، في محاولة لوقف عمليات القوات المسلحة اليمنية المساندة لغزة ضد إسرائيل في البحر والبر.
لكن رغم القصف الأميركي الذي تجدد بقيادة ترمب منذ منتصف مارس الماضي، لم تتوقف هجمات صنعاء، بل طورت من أساليبها، وواصلت استخدام المسيّرات والصواريخ الدقيقة ضد أهداف بحرية وعسكرية في البحر الأحمر وحتى داخل الأراضي المحتلة. هذا الأداء المتصاعد دفع عدداً من الصحف الغربية – بينها Foreign Affairs وWall Street Journal – للاعتراف بأن القصف الأميركي لم يحقق أهدافه، وأن قدرات القوات اليمنية باتت تتفوق على القدرات التقليدية التي يعتمدها الغرب.
ويرى مراقبون أن النجاح اليمني في تطوير هذه الأسلحة وتوظيفها يعكس تحولًا في موازين القوة بالمنطقة، كما يفرض تحديات جديدة على الجيوش التقليدية التي باتت عاجزة عن التصدي لمثل هذه الأنماط الجديدة من الحرب الذكية.