وكالة سبوتنيك الروسية: باحث في الشأن الأمريكي: أمريكا ستحمي أصدقاءها المتورطين في جرائم حرب باليمن
قال الأكاديمي والباحث المتخصص في الشأن الأمريكي د. أيمن عبد الشافي، إن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية متابعتها بشكل جاد للتقرير الأممي الذي اتهم كافة الأطراف في اليمن بارتكاب جرائم إنسانية، لا يعني أنها ستنحاز للشعب اليمني، بل ستأخذ جانب أصدقائها كالعادة.
وأضاف عبدالشافي، في تصريحات خاصة لـ”سبوتنيك”، اليوم الخميس، أنه بينما تعلن مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة عن متابعة بلادها جديا للتقرير الأممي، كانت حريصة في حديثها على عدم توجيه الإدانة لأصدقاء أمريكا، بل عندما ذكرت اسم السعودية — أحد الأطراف — قالت إنها حليف استراتيجي لأمريكا.
وتابع: “هنا ينبغي أن ندرك أمرا هاما، أن السعودية في أغلب الأوقات لا تتحرك عسكريا من تلقاء نفسها، خاصة عندما يتعلق الأمر بملف كبير مثل اليمن أو سوريا، بل تكون تحركاتها بناء على تنسيق كامل — إذا لم تكن أوامر مباشرة — من الولايات المتحدة، وبالتالي فإن أي عمليات يقوم بها التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، لا يمكن أن تتم إلا بدعم ومباركة في أمريكا”.
ولفت إلى أن “أمريكا مهتمة بالفعل بالتقرير الأممي الذي تمكن من رصد جرائم ضد الإنسانية ارتكبتها جميع الأطراف، بما فيها السعودية والتحالف وقوات هادي و”الحوثيين”، ولكن المؤكد أن أمريكا ستبدأ في دراسة الموقف وإعادة تقييمه، لإعفاء التحالف الذي تدعمه من أي مسؤولية في المستقبل، فالمندوبة الأمريكية تحدثت عن منع تكرار هذه الجرائم، وتجاهلت مسألة محاسبة المخطئين”.
وأوضح الخبير في الشؤون الأمريكية أن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، في نفس توقيت إعلان التقرير الأممي، كان يتحدث عن التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن، ويشير إلى أهمية التحالف وعن الدعم الأمريكي له، حتى وإن كان دعما مشروطا، حيث أن دفاع وزير الدفاع الأمريكي نفسه يعتبر دعما سياسيا وعسكريا أمام إرادة الأمم المتحدة.
وكانت واشنطن قالت إنها تأخذ “على محمل الجد” تقريرا أمميا أشار الى “جرائم حرب” محتملة ارتكبت في اليمن من كافة أطراف النزاع وضمنها المملكة السعودية حليفة الولايات المتحدة، وقالت هيذر نويرت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، “اطلعنا على تقرير مجلس حقوق الإنسان. إن الانتهاكات المحتملة للقانون الدولي التي أشار إليها هذا التقرير تقلق بشكل عميق الحكومة الأمريكية”.
وأضافت: “نعتقد أن لا شيء يمكن أن يبرر مثل هذه الجرائم إذا كانت حدثت فعلا” داعية أطراف النزاع إلى “اتخاذ الاجراءات الضرورية للتوقي من مثل هذه الانتهاكات”، بحسب “فرانس برس”.
لكن المتحدثة لم تذكر شيئا يتعلق بالدعم الأميركي للتحالف الذي تقوده السعودية والذي يتدخل عسكريا في اليمن ضد جماعة “أنصار الله” “الحوثيين”. واكتفت المتحدثة بتأكيد أن السعودية “حليفة استراتيجية” للولايات المتحدة.