وكالة “سبوتنيك”الروسية:مقتل صالح اجتث فتنة يمنية والسعودية لم تستخلص العبرة من فشلها في لبنان
اعتبر الخبير اللبناني في الشؤون الاستراتيجية، العميد أمين حطيط، أن مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح ، “اجتثاث للفتنة الداخلية”، بعد “محاولة الانقلاب السعودية-الإماراتية” التي كان الهدف منها، شق الصف الدفاعي في مواجهة قوى العدوان على اليمن.
وقال حطيط، في مقابلة مع وكالة “سبوتنيك”، “في العنوان العريض لتلك الأحداث، يمكن القول إنه كانت هناك خطة انقلاب سعودي إماراتي في اليمن، لشق الصف الدفاعي المواجه لقوى العدوان، وجره إلى اقتتال يمكن استثماره لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية، بعد الفشل في حسم المعركة من الخارج”.
وأشار حطيط إلى أن “تلك الخطة السعودية لليمن مستنسخة من الخطة السعودية للبنان، التي كانت تريد من خلال استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، أن تجر البلاد إلى حالة من عدم الاستقرار السياسي تمهّد لعمل عسكري إسرائيلي”.
ولفت إلى أن “السعودية بدت بعجلة من أمرها في اليمن، فلم تستخلص دروس فشلها في لبنان، ولم تقرأ جيداً قدرات الحوثيين والواقع الميداني”.
واعتبر حطيط أن “السعودية أعطت الفرصة للحوثيين لكي يسددوا ضربة حاسمة وسريعة على مرحلتين، الأولى تمثلت في احتواء العمل الفتنوي الانقلابي في أقل من 36 ساعة، والثاني اجتثاث الفتنة وإحداث زلزال استراتيجي في المشهد اليمني”، بعد مقتل علي عبد الله صالح.
وأكد حطيط أن “الجبهة الداخلية المعارضة لـ”العدوان السعودي” تطهرت عملياً، وتوحدت خلف قيادة واحدة، وانتهت بالتالي الثنائية القيادية التي كانت تشكل وهناً تستفيد منه قوى العدوان، خصوصاً أن علي عبد الله صالح، وطوال الأشهر الستة الماضية، فتح قنوات اتصال مع السعودية والإمارات، وكانت تلك القنوات بمثابة محفزات لاستمرار العدوان ومنع الحل السياسي”، معتبراً أن “توحيد الجبهة الداخلية وتنقيتها سيسرّع الحل السياسي للأزمة اليمنية”.
وحول احتمال أن يؤدي مقتل علي عبد الله صالح إلى تأجيج الفتنة بين “أنصار الله” و”حزب المؤتمر الشعبي العام” الذي تزعمه صالح، قال حطيط “أعتقد أن المؤتمر الشعبي العام لم يكن راضياً عن استدارة صالح باتجاه السعودية، لا بل أن جزءاً كبيراً منه أبدى امتعاضه من هذا الخيار، وهذا كان أيضاً موقف الجيش اليمني، بدليل الصاروخ الذي أطلق (أمس) على الإمارات”.
وتابع “إن الخاسر الأوحد مما جرى اليوم، هو السعودية التي بات ممكناً تسميتها مملكة الفشل أو مملكة الانقلابات الفاشلة أو مملكة الفشل الاستراتيجي”.
وأضاف أنه “لا يوجد بلد في العالم يستطيع تحمل هذا العدد من الخسائر الاستراتيجية، التي منيت بها السعودية منذ 25 أيلول/ سبتمبر الماضي، من لبنان والعراق، وصولاً إلى سوريا واليمن”.