وقف الاعتداءات العسكرية في اليمن: ليس مبادرة سعودية!
أعلن تحالف العدوان السعودي الأمريكي بالأمس الثلاثاء، عن قراره بوقف اعتداءاته العسكرية في اليمن، بهدف إفساح المجال لنجاح ما سماها بالمفاوضات بين الأطراف اليمنية، التي دعا إليها مجلس التعاون الخليجي، والتي انطلقت صباح هذا اليوم. وأشار المتحدث باسم التحالف “تركي المالكي” إلى أن عملية وقف إطلاق النار، قد تستمر خلال شهر رمضان المبارك، من أجل أن يؤدي ذلك لصنع السلام وإنهاء الأزمة على حد تعبيره.
لكن حقيقة هذا الإعلان تثبت أن عمليات الإعصار اليمني الأخيرة، وما تبعها من مبادرة لرئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، هي التي دفعت تحالف العدوان الى اتخاذ هذا القرار، خاصة ً وأن قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي قد حذر السعودية، من تفويت فرصة مبادرة تعليق العمليات العسكرية هذه، لأنهم سيندمون إذا فوتوها.
كما أن هذا الإعلان الذي تُظهره السعودية، وكأنه بادرة طيبة منها لتحقيق السلام ووقف للحرب، التي استمرت 7 سنوات دون تحقيق أي هدف لها. إلّا أنه يزيد التأكيد بطريقة واضحة، إلى أن الرياض هي المحتاجة لوقف الحرب التي تؤمن بعبثيتها، لكن هناك من يمنع حصول ذلك وهو الإدارة الأمريكية. فالأخيرة تعتبر وقف الحرب وفقاً لتقديرها، ما هو إلا إعطاء اليمن بموقعه الجيوستراتيجي للجمهورية الإسلامية الإيرانية، لناحية الإشراف على مضيق باب المندب، وبالتالي زيادة في قوة نفوذ الأخيرة بالمنطقة.
وهذا ما يزيد في فشل تقديرات قوى العدوان السعودي الأمريكي، الذين بالرغم من كل سنوات الحرب هذه، وما تخلله من إظهار اليمنين لشدة بأسهم من جهة، واستقلاليتهم وسيادتهم على قرارتهم من جهة أخرى. إلا أن معسكر العدوان مصرّ على عدم الاعتراف، بأنه انهزم أمام اليمن رغم الحصار المطبق عليه وقلّة الإمكانات.
وقد حاولت السعودية خلال كل جلسات الحوار الـ 4 مع إيران، أن تطرح القضية اليمنية كملف أول للنقاش. لكن الوفد الإيراني كان يصرّ دائماً، على البدء في ملف العلاقة الثنائية بين البلدين، ومن ثم تُطرح القضية اليمنية في وجود الطرف المعني بها، أي الوفد الوطني اليمني للتفاوض، وهذا ما تحاول الرياض التهرب منه اليوم.
فما هي أبرز أسباب الهزيمة العسكرية لتحالف العدوان؟
_ رغم تفاوت القدرات الهائل، إلا أن صمود اليمنيين وبسالتهم في المعركة، منع تحالف العدوان من تحقيق أهدافه، بل وسمح للسلطة في صنعاء من تعزيز استقلالية وسيادة بلدهم أكثر فأكثر، خاصةً وأنّ ما يحركهم هو قضيتهم المحقّة والمظلومية.
_ قدرة الجيش واللجان الشعبية اليمنية المنقطعة النظير، في كسر الحصار من خلال التصنيع المحلي لكافة أنواع الأسلحة والذخيرة، من رصاص الرشاشا الفردية الى الصواريخ والطائرات المسيرة. كما أظهروا براعة في الاستفادة من الجغرافيا الصعبة في بلادهم، ما مكنهم من الانتصار في كل المواجهات البرية.
_ إخفاق المنظومات الدفاعية السعودية، في صدّ هجمات الصواريخ والطائرات بدون طيار، بالرغم من أنها من أحدث المنظومات وأكثرها تكلفةً ماديةً.
_ تركيبة الجيش السعودي الذي تبين بأنه جيش لا يقاتل، بل يعتمد بشكل كبير على المرتزقة. واعتماد قادته وأولهم محمد بن سلمان، بأن الجيش بما يملكه من أسلحة متطوّرة، سيحسم المعركة لصالحه، من دون أن يبذل الجهود اللازمة في القتال.