وسائل إعلام عبرية: ترسانة حزب الله تحمل مفاجأة رهيبة
أعلنت صحيفة “غلوبس” العبرية في تقرير لها بهذا الخصوص أنه إذا أردنا مناقشة القدرات المسلحة والأدوات العملياتية لحزب الله التي نعرفها، علينا أن نذكر المسافة بين الأنفاق والقدرات البحرية.
وقال العميد صموئيل ألمز، محلل هذه الصحيفة الناطقة بالعبرية، في مقدمتها: إن كبار ضباط الجيش لا يخفون الاستعدادات لهجوم عسكري ضد لبنان ويعتقدون أن هذه المجموعة اللبنانية الموجودة في لبنان تتمتع بقدرات كشفت عنها، وما تتمتع به من إمكانيات ما زلنا لا نعرفه ولا ندركه، فهو ينتظرنا من البعيد.
وحسب وسائل الإعلام، فإن الحرب الشاملة مع حزب الله تصل تدريجياً إلى نقطة اللاعودة، على الرغم من أن الاشتباكات مستمرة منذ نحو 9 أشهر بين الجانبين.
وفي استمرار لهذا التقرير، وفي ظل السلوك الخاطئ وعدم معرفة تصرفات البنية السياسية والعسكرية لـ”إسرائيل” قبل الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر، تسعى “غلوبس” إلى العثور على تفاصيل عن القدرات التي حققها حزب الله، وهي قدرات يصعب على “إسرائيل” تحقيقها، لقد كشف حزب الله عن قوته خلال صراعات الأشهر القليلة الماضية والمفاجآت التي من المحتمل أن نواجهها خلال هجومنا العسكري، بما في ذلك جميع مستوياتنا العسكرية وسيتم جمع المعلومات عن طريق البر والجو والبحر.
وتابع الكاتب: حزب الله ألحق بـ”إسرائيل” المزيد من الخسائر البشرية والمالية من خلال الصواريخ المتطورة المضادة للدروع التي ينتجها، مثل ألماس وهو في الحقيقة صاروخ حصلت عليه إيران عن طريق الهندسة العكسية لصواريخ سبايك، سبايك هو أيضا صاروخ من صنع رافال، لكن خط إنتاجه اليوم أصبح تحت تصرف إيران.
على أي حال، لا بد أن يكون صاروخ سبايك واحد على الأقل قد وقع في أيدي الإيرانيين، حتى يتمكنوا من استخدام قدرتهم في الهندسة العكسية له أيضًا.
ورغم أن جيل Spike MR الإسرائيلي يبلغ وزنه 13 كجم ومداه 4 كم، إلا أنه في عام 2021، وبعد الهندسة العكسية لهذا الصاروخ، أعلنت وسائل الإعلام الإيرانية أن صاروخ ألماس 1 يزن حوالي 11.5 كجم (يكون 15 كجم مع القاذف)، وهو قادر على استهداف الأهداف ضمن دائرة نصف قطرها ثمانية كيلومترات.
نقلاً عن تقرير نشرته صحيفة ليبراسيون الفرنسية، زعمت وسائل الإعلام العبرية أن حزب الله، بمساعدة كوريا الشمالية، أنشأ نظامًا دفاعيًا تحت الأرض يبلغ طوله مئات الكيلومترات، ويصل جزء منه إلى سوريا.
وزعمت وسائل الإعلام الفرنسية: أن حزب الله واصل عمله في جنوب لبنان بطريقة تقليدية تماما باستخدام المعول أو الأجهزة الهيدروليكية، وحسب الظروف الجيولوجية للمنطقة كان يتقدم بنحو 15 مترا شهريا.
كما أعلن مركز أبحاث الأمن الإسرائيلي “ألما” في هذا الصدد أن الشبكة الدفاعية لحزب الله تضم عشرات المراكز العملياتية التي تدير شبكة من الأنفاق الإقليمية والعابرة للحدود، ويبلغ عمق هذه الأنفاق نحو 40 إلى 80 مترا، ويبدو أنه تم تجهيز الأنفاق بصواريخ فتح 110، فيما تتراوح منصات الصواريخ في هذه الأنفاق من الصواريخ قصيرة المدى إلى الصواريخ الباليستية.
وأضاف غلوبز: المنظومة الجوية الهجومية لحزب الله تشمل صواريخ وقذائف وطائرات مسيرة.
ويتم تجميع طائرات حزب الله الانتحارية في لبنان تحت اسم أيوب، في حين أن حزب الله لم ينفذ بعد المدى الكامل لطائراته دون طيار، والذي يزيد على 400 كيلومتر، حتى هذه المرحلة من الحرب.
كما تؤكد وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في تقريرها أن حزب الله يملك نحو 150 ألف صاروخ وقذيفة، وهو ما يعادل 10 أضعاف العدد الذي كان لديه في حرب لبنان الثانية.
وقال نواف الموسوي، رئيس دائرة الموارد في حزب الله، في حديث لقناة الميادين: إن حزب الله تمكن من رفع قدرته اللوجستية إلى مستوى يمكنه من تنفيذ عمليات تم تنفيذها في ستة أشهر خلال شهر واحد ليس من الضروري أن تكون من لبنان.
وفي جزء آخر من هذا المقال، يذكر أن طائرات حزب الله المسيرة تستغل كامل الارتفاعات المنخفضة والعالية في الشمال (فلسطين المحتلة) وتعبر المنطقة الحدودية على ارتفاع قريب من الأرض، بعد ذلك تزيد ارتفاعها بالقرب من الأرض، وفي الجبال، ينخفض ارتفاعها مرة أخرى، ما يجعل من المستحيل اكتشاف موقعها بسرعة، فيما يتحرك بعضها بسرعة 200 كيلومتر في الساعة، وعادة ما تحلق على نفس مستوى طيران الطائرات الإسرائيلية دون طيار ما يجعل الأنظمة الدفاعية والمستخدمين المسؤولين عن الاعتراض يواجهون مشاكل كثيرة في اعتراضها، لأنه يجب عليهم أولا التأكد من أن الطائرة دون طيار التي تحلق على هذا المستوى ليست طائرة إسرائيلية دون طيار.
كما أنشأ حزب الله نظام دفاع جوي فعال تمكن حتى الآن من إسقاط طائرتين دون طيار من طراز هيرميس 900 وطائرتين دون طيار من طراز هيرميس 450.
وهذه الطائرات، وهي من منتجات شركة إلبيت، تم إسقاطها منذ بداية الحرب الحالية وكبدت الجيش الإسرائيلي خسائر مادية كبيرة.
ووفقا لتقارير أجنبية، يصل سعر كل طائرة دون طيار من طراز هرمز 900 إلى 6.85 ملايين دولار، أما طائرة هيرمز 450 فيصل سعرها إلى أكثر من 2 مليون دولار، ويتيح اعتراض هذه الطائرات دون طيار للهيكل الهندسي العكسي لإيران السماح للأجهزة الموجودة داخل هذه الطائرة دون طيار الوصول إليها واستخدامها حتى لو كان معطلا.
وحسب المعلومات المتوافرة لدى “غلوبس”، يمتلك حزب الله نظاماً صاروخياً يتكون من 358 صاروخاً دفاعياً يمكنه التحرك نحوه إذا وجد هدفاً في الجو، وتطير هذه الصواريخ بسرعة منخفضة ويتم تشغيلها بواسطة الطائرات النفاثة إذا أخطأ في الوصول إلى هدفه، فإنه يدور ويتحرك نحو هدفه مرة أخرى.
كما أن احتمال امتلاك حزب الله لأنظمة دفاع إس-200 مرتفع للغاية.
إن اعتراض الطائرات دون طيار الإسرائيلية ينتزع من الجيش الإسرائيلي حرية العمل والتحليق في الأجواء اللبنانية، فيما أفادت تقارير إعلامية أجنبية بأن سلاح الجو الإسرائيلي نفذ أكثر من 22111 عملية جوية في الأجواء اللبنانية بين عامي 2007 و2022.
ويذكر في استمرار هذا المقال أن حزب الله لديه معلومات دقيقة للغاية عن المنشآت الإستراتيجية الإسرائيلية، رغم أنه وقت رسم الحدود البحرية عام 2022، تم اعتراض الطائرات دون طيار التي أرسلها حزب الله على منصات الغاز، لكن في الحرب الحالية، لقد أظهروا أنهم قادرون على إرسال طائرات دون طيار إلى عمق “إسرائيل” والعودة إلى قواعدهم بعد التقاط صور لمناطق مختلفة من ميناء حيفا دون أن تلاحظ الأنظمة الإسرائيلية ذلك.
والأمر الواضح هو أن حزب الله استهدف تدمير منشآت شركات الأسلحة الإسرائيلية في الشمال، رغم أنه يكفي على أي حال العثور على الإحداثيات الجغرافية لهذه المناطق من خلال الرجوع إلى خرائط جوجل.
ومؤخراً، أعلن حزب الله أنه استهدف منشآت أمنية مختلفة وهاجم مصنع بيلسان في كيبوتس ساسا، الذي ينتج مركبات مدرعة عسكرية.
ومن ناحية القوة البحرية، فإن حزب الله لم يكشف عن قدراته حتى اليوم، وربما ستفاجئ هذه المجموعة الجميع في هذا المجال خلال الحرب، لكن حزب الله بالتأكيد يمتلك صواريخ مضادة للسفن، بما في ذلك صواريخ C-802، التي يبلغ مداها 120 كم، كما تشير بعض التقارير إلى أن حزب الله يمتلك العشرات من صواريخ ياكونوت التي يصل مداها إلى 300 كيلومتر ورأس حربي يزن 300 كيلوغرام.
ويمتلك حزب الله وحدة كوماندوز بحرية تعمل بالزوارق السريعة وتقوم بجمع المعلومات، وحسب تقرير مركز ألما للأبحاث، فإن قاعدة هذه الوحدة تقع في مدينة صور.
كما أعلن مركز الأبحاث هذا مؤخرًا أن الوحدة البحرية التابعة لحزب الله ربما تمتلك عددًا قليلًا من الغواصات من نوع غدير تحت تصرفها، ويبلغ طول هذه الغواصات 29 مترًا ويمكنها استيعاب ما بين 10 و18 شخصًا ويمكنها حمل عدة غواصات مزودة بقاذفة صواريخ.
ومن المحتمل أيضًا أن تكون الغواصات غير المأهولة في حوزة حزب الله، ويمكن استخدام هذا السلاح لمهاجمة المنشآت البحرية مثل منصة غاز كاريش.