” وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي: لن يتوقفَ العدوانُ إلّا بالقوة.. ونحن نمتلكُها
نص الحوار كامل
– قــوّاتُنا المسلحة استكملت كُـلَّ جوانب البناء التي تؤهّلُها لشنِّ هجوم استراتيجي شامل يشلُّ قدراتِ العدو
– قادرون على تحقيق الحسمِ العسكري في الجبهات وفي مقدمتها الحدود
– الصناعاتُ العسكريةُ اليمنيةُ تسابقُ الزمنَ بمستوى ينافسُ الدولَ التي سبقتنا في هذا المجال بعشرات السنين
– نمتلكُ تقنياتٍ حديثةً قادرةً على تأمين أجواء اليمن والعمل متواصل لتحييد الطيران المعادي بنسبة 100%
– هناك مراحلُ أكبر وأوسع لعملية “نصر من الله” مكتملة الإعداد والتجهيز.. بانتظار إشارة القيادة
– في الحدود نقفُ على مشارف مدن كبرى سكانها يتوقون للحرية وسيكونون عوناً لنا عند الفتح
– نمتلك بنكَ أهداف عسكرية بحرية وبرية للعدو الصهيوني ولن نتردّدَ في ضربها إذَا قرّرت القيادة
– “البحرية” اليمنية تمتلك ما يجعلها قوةً فاعلةً على مستوى المنطقة والحفاظ على سيادتنا البحرية في مقدمة الأولويات
– لا زال وعيدُنا للإمارات قائماً وكل تحرّكاتها التآمرية مرصودةٌ عن كثب
– العدوان يسعى لكسب الوقت ومبادرات السلام تقيم الحُجّة عليه
المسيرة: حاوره – ضرار الطيّب
خيارانِ لا ثالثَ لهما، يضعُهما وزيرُ الدفاع، اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، أَمام العدوان: إما القبول المعلن بمبادرة الرئيس المشّاط وتجسيدها عملياً، أَو الاستعداد لمرحلة عسكريّة جديدة مختلفة عن سابقاتها، مِن حَيْــثُ حجم الضربات ونوعية السلاح وخطط المعركة.
فعلى المستوى البري، يكشفُ الرجلُ الذي يعرفُه ميدانُ معركة الحدود جَيِّدًا عن مراحلَ قادمةٍ أكثرَ عمقاً وتوسعاً لعملية “نصر من الله” تنتظر العدوَّ السعوديّ إذَا استمر في عدوانه، ضمن “حسم عسكريّ” باتت القُــوَّاتُ المسلحة قادرةً على تحقيقه في كُـلِّ الجبهات.
وأما جوياً، وفيما تتزايدُ عملياتُ إسقاط طائرات العدوان بشكلٍ ملحوظٍ مؤخّراً بأسلحةٍ جديدةٍ لم يتم الكشفُ عنها بعدُ، يؤكّـدُ “العاطفي” لصحيفة “المسيرة” أَن العامَ القادمَ الذي يحملُ اسم “عام الدفاع الجوي” سيشهدُ تحصيناً لسماء الوطن كُلِّه بتقنيات حديثة تتجاوزُ كُـلَّ توقعات العدوان، وتسيرُ بخُطَىً ثابتةٍ نحو تحييد سلاح الجوّ المعادي بنسبة 100%.
وعلى الصعيد البحري أيضاً: أسلحة حديثة ومنظومات متعددة المهام، تجعل من قُــوَّاتنا البحرية رقماً فاعلاً في جنوب البحر الأحمر، والمنطقة بكلها، وبما يكفي لإحباط كُـلِّ تحَرّكات العدوّ في البحر، والتي ينفّـذها؛ خدمةً لإسرائيل في المقام الأول.
وبالحديث عن إسرائيل، يبرُزُ وعيدُ قائد الثورة لها دائماً على الواجهة، ولكن هذا المرّةَ مع إعلان غير مسبوق من وزير الدفاع، بأن اليمن يمتلكُ “بنكَ أهداف إسرائيلية بحرية وبرية” لن تتردّدَ القُــوَّاتُ المسلحةُ في ضربها “بدقة عالية” إذَا ما قرّرت القيادة.
وإذا ما قرّرت القيادة أَيْـضاً فعشراتُ الصواريخ والطائرات المسيّرة ستنطلقُ بالجُملة في عملياتٍ غيرِ مسبوقةٍ على دول العدوان، وعلى الإمارات المذعورة من أمثال هجمات “أرامكو” أَن تلتقطَ هذا التحذيرَ، فالقُــوَّات المسلحة لا زالت عند وعيدها، ولا زالت التحَرّكات الإماراتية التآمرية والتدميرية في البر والبحر والجزر “مرصودة عن كثب”، كما على “السودان” أَن يسارعَ في سحب قُــوَّاته قبل فوات الأوان.
كُلُّ هذا وأكثر، من تفاصيلَ ومعلوماتٍ عسكريّةٍ تحدّدُ الكثيرَ من ملامح المرحلة الحالية والقادمة على عدة مستويات استراتيجيّة، يسرُدُها اللواء العاطفي في حوارٍ خاص مع صحيفة المسيرة، يختتمُه بالتأكيدِ على أَن مبادراتِ السلام التي تعلنُها صنعاءُ هي “إقامةُ حُجّة” على عَدُوٍّ لا يفهمُ لُغةَ السلام، ولن يكُفَّ أذاه عن اليمن إلّا بالقوة.. والقوةُ اليمنيةُ اليومَ مؤهلةٌ لذلك بامتياز.
فيما يلي نَصُّ الحوار:
– ما هو التقييمُ العسكريُّ لاستجابة السعوديّة لمبادرة الرئيس المشّاط حتّى الآن؟
بدايةً، نرحّبُ بكم، وأهلاً وسهلاً بصحيفة المسيرة، وحضورها المتميز بين وسائل الإعلام الوطني المناهِض لقوى الشر والعدوان، فالكلمةُ الصادقةُ المعبِّرة عن إرادة الشعب في الحرية والعزة والسيادة والاستقلال هي سلاحٌ لا يقِلُّ أهميّةً في معركتنا المقدَّسة؛ دفاعاً عن شعبنا وأرضنا وهُـوِيَّتنا ضد المعتدين الطُّغاة الذين ارتكبوا أبشعَ جرائم الحرب بِـحَـقِّ اليمن أرضاً وإنساناً.
وردًّا على سؤالكم حول مدى استجابة السعوديّة لمبادرة الرئيس المشّاط حتّى الآن، نحن في قيادةِ وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة، نقفُ على أُهبة الجُهوزية والاستعداد القتالي وأكثر بكثير من المرحلة التي كُنّا عليها قبل تقديم قيادتنا السياسيّة للمبادرة التي انطلقت من موقعِ القوة؛ ومَن أجل السلام المشرّف لشعبنا وتضحياته الجِسام، ونحن في هذا المَسارِ كقيادة عسكريّة نقفُ بمعنوياتٍ ويقظة عالية لتنفيذ توجيهاتِ القيادة الثورية والسياسيّة العليا حرباً أَو سلماً.
أمَّا تقييمُنا من منظورٍ عسكريّ عن مدى استجابة السعوديّ للمبادرة، فينطلقُ من طبيعة الواقع الميداني العسكريّ، حَيْــثُ أن زمامَ المبادرة في المعركة الهجومية بأيدينا وليس بأيديهم، بعد أَن حقّق أبطال الجيش واللجان الشعبيّة سواءً في عمق أراضي العدوّ أَو في الجبهات الأخرى، انتصاراتٍ أذهلت العالَمَ وغيّرت مفاهيمَ قواعد الاشتباك وألحقت عملياتُنا أضراراً فادحةً بقُــوَّات العدوّ وعتاده وعُدّته، ولعل ما حدث في معركة “نصر من الله” بمرحلتَيها الأولى والثانية، خيرُ دليل على صحةِ ما أشرنا إليه.
وفي هذا المنحَى لا بد من التأكيدِ هنا على أن العدوانَ وخلال خمسة أعوام متواصلة من حربه الظالمة على شعبنا، لم يستطعْ إحرازَ أي نصر عسكريّ في الميدان رغمَ كُـلّ إمْكَاناته التسليحية المتطورة والمادّية والبشرية الضخمة، ويحصُدُ في كُـلِّ معركة هزيمةً.. اليومَ من مصلحة العدوّ القبولُ بمضامين المبادرة وأفضلُ له أكثرَ من أي وقت مضى أن يستغلَّها ويتعاملَ معها بجديةٍ دون تلكؤ، وعليه لزاماً وقفُ عدوانه ورفع حصاره الجائر على شعبنا، وإلا فالأكيدُ والمؤكَّـدُ في انتظاره، وسيندم كَثيراً إذَا لم يستغل الفرصةَ بالقبول بمبادرة السلام التي تقدّم بها فخامةُ الرئيس القائد الأعلى للقُــوَّات المسلحة، المشير مهدي المشّاط، والتي تصُبُّ في خدمة السلام العادل والاستقرار الشامل في المنطقة برمتها.
– إذَا لم تفضِ أجواءُ مبادرة الرئيس إلى سلام حقيقي، ستكونُ ضرباتُ الردع أشدّ وأقسى.. هذا ما أكّـد عليه قائدُ الثورة، وأنتم أشرتم في بداية هذا العام إلى “الحسم”.. هل وصلت القدراتُ اليمنية إلى إمْكَانية حسم الموقف عسكريًّا؟ وهل هذا ما ستعملُ عليه القُــوَّات المسلحة لو فشلت جهود السلام؟ وما الذي يخبِّئُه التصنيعُ الحربيُّ لتلك المرحلة؟
دون شك، إذَا ما ظلَّ العدوُّ متلكئاً ويتهرّبُ ويماطلُ من القبول بمضامين المبادرة وترجمتها عملياً، وَإذَا ما استمرَّ يواصلُ عدوانَه وحصارَه على شعبنا وينتهج أساليبَ المكر والخداع ويرفضُ السلام العادل، فِإنَّ ردَّنا العسكريَّ سيكون ليس كما اعتاده في السابقِ، بل سيكونُ مغايراً وجديداً، قوياً وحاسماً لا محالة، خُصُــوْصاً بعد أن استكملت قُــوَّاتُنا المسلحة كُـلَّ جوانب البناء العسكريّ النوعي التي تؤهلُها لشنِّ هجوم استراتيجيّ شامل يؤدي إلى إلحاق الهزيمة الكبرى بالعدوّ وشل قدراته، ليكون عبرةً لكل من تسوّل له نفسُه الاعتداءَ على سيادة الأرض اليمنية وقتل اليمنيين الأبرياء.
نعم، لقد وصلت قُــوَّاتُنا المسلحة اليومَ وبفضل الله سبحانَه وتعالى ودعم ورعاية السيد القائد عَبدالملك بدر الدين الحوثي والقيادة السياسيّة العليا للوطن، إلى مراحلَ متقدمةٍ من القوة والاقتدار رأسياً وأفقياً، وعلى مختلفِ المستوياتِ التكتيكية والتعبوية والاستراتيجيّة.
وبفضل الله وعونه وبجهود المخلصين لهذا الوطن، أصبحت القُــوَّاتُ المسلحة قادرةً على تحقيقِ الحسم العسكريّ في جبهات المواجهة، وفي مقدمتها الجبهاتُ الحدودية نجران وجيزان وعسير، وكلامُنا هذا وكما نؤكّـد دوماً أنه ليسَ للاستهلاك الإعلامي، بل هو الحقيقةُ التي نترجمُها إلى أفعالٍ وإنجازاتٍ وإلى حقائقَ تتحدث عن نفسها في الميدان، ويفخر ويعتز بها أبناءُ شعبنا اليمني العظيم الصابر الصامد المكافح الأبيُّ الحضاري العريق، الذي جعل من اليمن عبرَ مسارات التأريخ مقبرةً للغزاة الطامعين، ومن لا يقرأ التأريخَ سيحصد أمام صمود اليمنيين وشجاعتهم واستبسالهم في كُـلِّ خطوة هزيمةً، وهؤلاء هم الغزاة الجُدُدُ أدواتُ قوى الاستعمار والاستكبار العالمي الذين بعدوانهم على اليمن كتبوا بأيديهم نهايتَهم المُخزيةَ في سِجِلِّ التأريخ المعاصِر.
أما ما أشرتم إليه عنْ مَا يخبّئُه التصنيعُ الحربي خلال المرحلة القادمة، فندع ذلك مفاجأةً للعدوّ ومرتزِقته ولمن يدورُ في فلكه من قوى العمالة والخيانة، ولكن ما نؤكّـدُهُ هنا بأننا نملكُ من القدرات التسليحية الجديدة والمتطورة ما يثلجُ صدورَ اليمنيين وما يرعبُ قوى الشر والعدوان.
الصناعاتُ العسكريّةُ اليمنية تمضي في سباقٍ مع الزمن إلى درجة مذهلة ومستوىً لا يقارَنُ حتّى مع الدول التي سبقتنا في هذا المجال بعشرات السنين، وبخبراتٍ وكوادرَ فنيةٍ يمنية خالصة.
ومسارُ هيئة التصنيع الحربي يتواصل بجهود جبارة، وسيأتي اليوم الذي نعلن فيه بأن أجواءَ اليمن أصبحت محرَّمةً على طيران العدوان، وقد شاهدتم في الآونة الأخيرة عمليةَ اصطياد طائرات للعدوان بسلاح جديد، وهو سلاحٌ تجريبي أثبت نجاحَه بامتياز، وسيتم الإعلانُ عنه قَريباً بإذن الله تعالى، وتكمُنُ أهميّةُ هذا السلاح بقدراته على تحييد سلاحِ الجوّ المعادي من المشاركة في إسناد قوّاته على أرض المعركة، والأهَمُّ من ذلك حمايةُ شعبنا من الغارات الإجرامية الدموية التدميرية التي تستهدفُ المدنَ والمدارسَ والمستشفياتِ والمرافق الخدمية، ونترُكُ الحديثَ عن تفاصيل الإنجازات والنجاحات في جوانب التصنيع الحربي إلى وقتها المناسب.
– هل كانت عمليةُ “نصر من الله” التي شاركتم فيها شخصيًّا ضربةً عسكريَّةً منفردةً، أم أنها بدايةُ انتقال للعمل العسكريّ من مرحلة استنزاف قُــوَّات العدوّ إلى مرحلة تغيير جذري للواقع؟ بمعنى هل سيكونُ هذا النوع من الاستراتيجيّات أكثرَ حضوراً في العمليات الميدانية المستقبلية للقُــوَّات المسلحة؟
عمليةُ “نصر من الله” تعتبر من أكبر المعارك التي خاضها أبطالُ القُــوَّات المسلحة واللجان الشعبيّة منذ بداية العدوان الغاشم على شعبنا في الـ٢٦ من مارس ٢٠١٥، سواءً من حَيْــثُ المساحة الجغرافية في أرض المعركة، وطبيعة تضاريسها أَو مِن حَيْــثُ هدفِها الاستراتيجيّ، ولقد أخذت الوقتَ الكافيَ من التخطيط والتنظيم وحشد المعلومات عن قُــوَّاتِ العدوّ بأدَقِّ تفاصيلها، وكان النصرُ والتوفيقُ من الله سبحانَه وتعالى كَبيراً ومذهلاً لكل جيوش العالم.
ثلاثةُ ألوية عسكريّة تابعة للعدوّ تسقُطُ في المعركة معظمُهم أسرى، مع كامل عتادهم العسكريّ الحديث والمتطور، واستعادةُ وتحرير مئات الكيلومترات من الأرض والمواقع الهامة في ساعات محدودة.
إنَّها معركةُ التحوُّلِ الاستراتيجيّ من الدفاع إلى الهجوم، وبالتالي فقد كشفت هذه المعركةُ الكبرى مدى قُدرة ومهارة أبطال الجيش واللجان الشعبيّة على خوض عملياتٍ قتالية واسعةِ النطاق بكفاءة واقتدار عاليَّين، كما كشفت في الوقت نفسه مدى هشاشة جيشِ العدوّ من جهة، والوجهَ الإجرامي القبيح للعدوّ الذي شنَّ أكثرَ من ١٥٢ غارةً متواصلةً استهدف من خلالها الأسرى الذين قاتلوا معه، لتكون تلك الصورةُ البشعةُ التي ارتكبها بِـحَـقِّ الأسرى رسالةً ينبغي استيعابُها جيِّدًا من قبَل المغرّر بهم وذويهم، ودرساً وعبرةً لهم.
وبشكل موجز، نقولُ إن عمليةَ “نصر من الله” لم تكُنْ فقط بأبعادها قد شكلت نصراً عسكريًّا فحسب، بل أَيْـضاً مثّلت انتصاراً سياسيًّا على العدوِّ بكل المقاييس وعلى مختلف الصُّعُد والمستويات.
– هل انتهت مراحلُ عملية “نصر من الله” وَإذَا كانت مستمرّة فإلى أين سيتجهُ وضعُ جبهة الحدود إذَا استمرَّ العدوان؟
أشرتُ سَابقاً إلى أنه تم إنجازُ المرحلتين الأولى والثانية من عملية “نصر من الله”، وهذا يعني أن هناك مراحلَ لاحقةً أكبرَ وأوسعَ وأكثرَ عمقاً قادمةً إذَا ما استمر العدوان في غيه وعنجهيته واستكباره على شعبنا اليمني المدافِع عن أرضه وعرضه.
وعندما نقولُ عملية “نصرٌ من الله” يجري تنفيذُها على مراحل، فإنَّ ذلك يعني أن العملياتِ القادمةَ لم تعد في طور التحضير والتخطيط بل أصبحت مكتملةَ التجهيز وقابلةً للتنفيذ في الوقت المناسِب، وعندما تتخذُ قيادتُنا الثوريةُ والسياسيّةُ القرارَ بذلك.
ولذلك فنحنُ في جبهات الحدود نقفُ على مشارفِ مدن كبرى ومناطقَ حيويةٍ سُكّانُها ينشُدون الحريةَ والكرامة وهم سيكونون عوناً لنا عند الفتح القريب بإذن الله تعالى.
– عمليةُ المخاء الأخيرة تُعتبَرُ أولَ رد معلَن من هذا المستوى الكبير على خروقات العدوان في جبهة الساحل، هل يعني هذا أَن التعاملَ مع الخروقات انتقل بشكل عام إلى مرحلة الرد الفوري وأَن ثمنَ استمرار الخروقات يرتفعُ مع مرور الوقت؟
بكُلِّ تأكيدٍ، العدوانُ ومرتزِقتُه في الساحل الغربي لم يلتزموا حتّى الآنَ بما تضمّنه اتّفاقُ ستوكهولم الموقَّع بين الطرفين وبحضور دولي وأممي، ومستمرّون ليس فقط في ارتكابِ الخروقات اليومية وارتكاب الجرائم بِـحَـقِّ المواطنين ومحاصَرة الدريهمي لأكثرَ من عام، بل أَيْـضاً يقومُ العدوانُ بالتحشيد للمرتزِقة وتكديسِ الأسلحة ومهاجَمةِ مواقع الجيش واللجان الشعبيّة وممارسة التقطُّع على المواد الإغاثية وانتهاك الأعراض وارتكابِ الكثير من الممارسات الإجرامية، وكُلُّ هذا مرصودٌ وموثَّقٌ لدى مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن واللجان الفرعية التابعة لهذه المنظمة التي لم تستطع حتّى الآنَ رفعَ الحصار الظالمِ عن سكان مديرية الدريهمي.
لذلك كُلِّه وردًّا على الممارساتِ العدوانية في الساحل الغربي كان لزاماً علينا تدميرُ مخازن ومستودعات ومعسكرات العدوّ في المخاء، في عملية “وإن عُدتم عُدنا”، وهي عمليةٌ نوعيةٌ أَدَّت إلى خسائرَ فادحةٍ في قُــوَّات العدوان ومرتزِقته، وفي مقدمتهم القُــوَّاتُ السودانية التي لا زالت تقاتلُ؛ دِفَــاعاً عن العدوّ.
وهنا أكرّرُ الدعوةَ والتحذيرَ للنظام السوداني بسُرعة سحب قُــوَّاته من قبل فوات الأوان، ومن حقِّنا المشروعِ ردعُ العدوان ومرتزِقته بكل الوسائل المتاحة؛ دِفَــاعاً عن السيادة اليمنية، وطالما استمروا في عدوانهم وعدم التزامهم باتّفاق السويد، سيدفعون الثمنَ غالياً.
– القُــوَّاتُ المسلحة أكّـدت أَن لديها القدرةَ العسكريّةَ على تنفيذ وعيد السيد القائد للكيان الصهيوني.. هل نفهم من ذلك أَن لدى وزارة الدفاع تصوراتٍ واستراتيجيّاتٍ مسبقةً لحالة المواجَهة المباشِرة مع إسرائيل؟ وما هو دورُ التصنيع العسكريّ في هذه التصوُّرات والاستراتيجيّات؟
إسرائيلُ ليست فحسب عَدُوًّا عنصريًّا إجراميًّا لأُمّتنا، بل هي أَيْـضاً عَدُوٌّ مباشرٌ ضد شعبنا اليمني العظيم.. إسرائيل شاركت وما تزالُ منذُ اليومِ الأول للعدوان على بلادنا وارتكبت العديدَ من الجرائم جنباً إلى جنب مع السعوديّة والإمارات وبريطانيا وأمريكا وغيرها من دول تحالف العدوان؛ لذلك من الطبيعي أن يتوجَّسَ رئيسُ وزراء الكيان الصهيوني “نتنياهو”؛ خوفاً ورُعباً من اليمن؛ لأَنَّه يدركُ جيِّدًا أن الدمَ اليمنيَّ لم ولن يذهبَ هدراً، والثأرُ قادمٌ لا ريبَ فيه، وعندما تحدث السيدُ القائد عَبدُالملك بدر الدين الحوثي، عن الدور الإجرامي المشبوه للعدوّ الإسرائيلي، لم يتحدث من فراغ، بل من حقائقَ ومعلوماتٍ مؤكّـدة عن نوايا هذا الكيان العنصري المحتلّ للأرض الفلسطينية بدعم قوى الاستعمار العالمي.
نحن نمتلكُ بنكَ أهداف عسكريّة بحرية وبرية للعدوّ الإسرائيلي، وقواتُنا الاستراتيجيّة الرادعة قادرة على إصابة أهدافها بدقة عالية، وعندما تتخذ قيادتنا الثورية والسياسيّة العليا القرارَ، لن نتردّدَ ثانيةً واحدةً في تدمير هذه الأهداف للعدوّ الإسرائيلي، وَأَهَمّ منشآته الحيوية التي تشكل خطراً على أمن واستقرار المنطقة والعالم أجمعَ، وعلى العدوِّ الصهيوني أن يستوعبَ ذلك جيِّدًا ويوقفَ مشاركتَه دولَ “التحالف” في عدوانها على اليمن، ومَن أنذر فقد أعذر.
– لماذا برأيك وصل التخوُّفُ العسكريُّ الإسرائيلي من اليمن إلى حَــدِّ عدم القدرة على إخفَائه، والتصريحِ به رسمياً من قبَل المسؤولين الإسرائيليين؟ وهل لذلك علاقةٌ بتطور القُــوَّات البحرية اليمنية بالذات؟ والى أيِّ مستوىً وصل هذا التطور؟
قُــوَّاتُنا البحريةُ شهدت خلالَ الأعوام القليلة الماضية تطويراً شاملاً، ووصلت اليومَ إلى مرحلة تمكّنُها من القيام بمهامِّها وواجباتها وبكفاءة عالية، وأصبحت القُــوَّاتُ البحرية والدفاع الساحل، قوةً مهابةً قادرةً على حمايةِ المياه الإقليمية والسواحل اليمنية بتفوُّقٍ، وهي اليومَ في أعلى مستويات الجاهزية القتالية وتمتلكُ من الأسلحة الحديثة والمنظومات الصاروخية متعددةِ المهام التي طوّرتها الصناعةُ العسكريّة اليمنية في هيئة التصنيع الحربي، ما يجعلُها قوةً بحريةً فاعلةً في جنوب البحر الأحمر والمنطقة عُمُوماً.
لذلك العدوُّ الإسرائيلي كان على الدوام وما يزال يعاني من مخاوف القدرات العسكريّة اليمنية بمختلف جوانبها البرية والبحرية والجوية، وما احتلالُ العدوان لجزيرة ميون وباب المندب والمناطق الساحلية القريبة منه إلا مِن أجل أمن إسرائيل، لكن العدوَّ يدركُ جيِّدًا أن ذلك لن يطولَ، واليمنيون سيحرّرون كُـلَّ شبرٍ من وطنهم برًّا وبحرًّا، ونحن من سيحافظُ على الملاحة البحرية على امتداد سواحل اليمن ومياهه الإقليمية وجزره.
ولذلك اليومَ نجدُهم يعزّزون تواجُدَهم في منطقة جنوبِ البحر الأحمر، ويسارعون في تطبيع علاقتهم مع الأنظمة العميلة في المنطقة، ولكن سيظلُّ هاجسُهم الذي يقُضُّ مضاجعَهم في مختلف الأوقات هو اليمنُ القويُّ الموحَّدُ الحر المستقلُّ؛ لأَنَّه مهدُ الحضارة ومنبعُ العرب الأصيل ويكتسبُ بموقعه الجغرافي الاستراتيجيّ أهميّةً بالغةً على مستوى المنطقة والعالم.
لذلك كله فِإنَّ الحفاظَ على السيادةِ البحريةِ للجمهورية اليمنية يأتي في مقدمة أولوياتنا.
– أعلنت القُــوَّاتُ المسلحةُ أَن العامَ القادمَ سيكونُ عامَ الدفاع الجوي.. إلى أية نسبةٍ مئوية تقريبية ممكن أَن يصلَ تحييدُ القدرات الجوية للعدوان؟
نعم، عام التدريب القتالي والعملياتي والإعداد المعنوي الجديد ٢٠٢٠ هو عامُ الدفاع الجوي الذي مؤشراتُ نجاحه قد بدأت في منطقةِ مجازة قُبالة عسير بإسقاط طائرة استطلاع مقاتلة نوع “أباتشي” ومقتل طاقمها السعوديّ، وإسقاط طائرة استطلاع مقاتلة نوع (wing long) صينية الصنع في مديرية حيران بمحافظة حجّـة.
هذه فقط مؤشراتٌ تؤكّـدُ نجاحَ منظومات الدفاع الجوي الجديدة، وما هو قادمٌ خلالَ العام الجديد في مجال الدفاع الجوي ستكونُ ثمارُه إيجابيةً وفاعلةً لتحصينِ سماءِ الوطنِ كُلِّه من الطيران المعادي.
وما نؤكّـدُهُ في هذا السياق أنَّ الصناعةَ الحربية اليمنية قد أنجزت تقنياتٍ حديثةً أكثرَ تطوراً مما يعتقدُه العدوُّ، وقادرةً على كبح جِماح طيرانه الحربي بقوة واقتدار، وسوف تتواصلُ الجهودُ في هذا الجانب حتّى تحقيقِ الأهداف المرسومة والوصولِ إلى ما نسبتُه ١٠٠% بإذنِ الله العزيز القدير.
– عسكريًّا، هل تغيّرت المشاركةُ الإماراتيةُ في تحالف العدوان؟ وهل ما زالت التحذيراتُ المعلَنةُ من القُــوَّات المسلحة باستهداف الإمارات قائمةً؟ ولماذا برأيك لجأت الإماراتُ إلى الحديث عن سحب قُــوَّاتها؟
الإماراتُ رغم إعلانها رسميًّا سحبَ قُــوَّاتها من الساحل الغربي والمحافظات الجنوبية والشرقية اليمنية المحتلّة، إلا أنها ما زالت تتواجدُ تحت مسمياتٍ أُخرى وتمارسُ سياستَها الاحتلالية الإجرامية بأشكال متعددة.
الإماراتُ عندما شاهدت الضرباتِ الموجعةَ للعدوّ السعوديّ في أرامكو وغيرها من المنشآت الاقتصادية والعسكريّة الحيويّة التابعة للعدوّ السعوديّ، خيّم عليها الخوفُ والهلعُ؛ خشيةً من ضرباتِ الصواريخ والطيران اليمني المسيَّـر؛ لأَنَّها أكثرُ هُلامية وهشاشة في أبراجها الزجاجية ومطاراتها وموانئها ومنشآتها الحيوية الاقتصادية من حليفتِها السعوديّة.
في هذا الجانب، القُــوَّاتُ المسلحة لا زالت عند وعيدِها في ما يخُصُّ العدوَّ الإماراتي ونرصُدُ عن كَثَبٍ نشاطَه التآمري في جنوب وشرق اليمن وفي الساحل الغربي والجُرُز اليمنية المحتلّة من سقطرى إلى جزر حنيش وزقر وميون، وعندما ترحَلُ الإمارات وتوقفُ تآمُرَها على اليمن حينَها سنتخذُ القرارَ المناسِبَ بِـحَـقِّ عَدُوٍّ كان وما يزالُ يشاركُ في الاحتلال وفي تواصُلِ العدوان على شعبنا وبأشكالٍ متعددة وصورٍ شَتَّى.
– ما هو تقييمُكم العامُّ للوضع العسكريّ للعدوان، ورسائلُكم له ونحن على بعد أشهر من دخول العام السادس للصمود؟
اليومَ ونحنُ على أعتاب العام السادس من الصمود الوطني العظيم، نؤكّـدُ أن اليمنَ ينتصرُ والعدوانُ يعيشُ أوضاعاً بائسةً ليس فقط على المستوى العسكريّ وما حصده من هزائمَ وانكساراتٍ وخسائرَ فادحةٍ فحسب، ولكن أَيْـضاً في ما يعانيه في جوانبِه الاقتصادية والسياسيّة والاجتماعية وغيرها، وهو الأمرُ الذي يجعلُ العدوَّ بين خيارَين لا ثالثَ لهما:
إمّا القبولُ بمبادرة الرئيس القائد الأعلى للقُــوَّات المسلحة، المشير مهدي المشّاط، وتجسيدُها قولاً وعملاً، وإمّا مواصلةُ غيه الذي حتماً سيقودُه إلى الانهيارِ الشاملِ والزوال الجذري، ولا مخرجَ ثالثاً أمامَه مهما حاول خلطَ الأوراق ومهما تعدّدت أساليبَه التآمرية وتلوّنت صُوَرُها.
وعلى العدوانِ أن يستوعبَ جَيِّدًا رسائلَنا السابقةَ، فهم يعرفون مضامينَها، وباختصارٍ شديدٍ نقولُ لدول العدوان: أعلنوا موقفَكم الصريحَ والواضحَ والعمليَّ من مبادرة الرئيسِ المشّاط، ولا تراهنوا على شيءٍ آخرَ غيرِها، وأنتم تدركون أن كُـلَّ رهاناتِكم خاسرةٌ كما كانت حساباتُكم في شنِّ عدوانِكم على اليمن خاطئةً.
نقولُ لهم: اليمانيون انتصروا لإرادتهم في الحريةِ والاستقلالِ والعزَّةِ والكرامة والشموخ، وأثبتوا للعالم أنهم عندَ مستوى التحدّي في مواجهةِ كُـلِّ المخاطرِ والتحديات، وسيظلُّون بعونِ الله وحِكمة قيادتهم الثورية والسياسيّة الصادقةِ المؤمنة الشجاعة المخلِصة ذُخراً لوطنِهم وأُمَّتِهم ولِكُلِّ أحرار العالم.
– في ختامِ هذا الحوار، كيف تلخّصون معادلةَ الحرب والسلام في المرحلة الراهنة؟
دولُ العدوان غيرُ صادقة فيما يخُصُّ السلامَ، تريدُ أَن تكسَبَ وقتاً حتّى مرورِ الانتخابات الأمريكية وإكمالِ السيطرةِ على الجنوب، ودولُ العدوان لن توقفَ قتلَ وإخراقَ الشعب اليمني إلّا إذَا تضرّرت، فهي لا تفهمُ لُغةَ الحوارِ والسلام، بل لغة القوة.
المبادراتُ والحواراتُ هي لإقامة الحُجَّـة، كما يقولُ المَثَلُ الشعبيُّ “الحق الكذّاب إلى باب بيته” ونحنُ لسنا دُعاةَ حرب، لكن إذَا استمرَّ العدوانُ والحصارُ فلن نقفَ مكتوفي الأيدي.
ما يريدُه العدوانُ هو إبادتُنا واحتلالُ أرضنا ونهبُ ثرواتنا وإنهاؤنا من الوجود، ومخطّطُه هو تمزيقُ اليمن إلى كنتونات وتمزيقُ النسيج الاجتماعي اليمني.
الإماراتيون أَو السعوديّون لا يريدون حتّى لمرتزِقتهم أَن يكونوا متفقين أَو متوحّدين؛ لكي يبقى الاقتتالُ والصراعُ الداخليُّ في اليمنِ لمئاتِ السنين.
يطمحون حتّى لاستخدام الشبابِ اليمني كمرتزِقة يقاتلون لصالحِهم في دولٍ أُخرى، فهم جوّعوا اليمنيين؛ لكي يحوّلوهم إلى مُجَــرّدِ أتباعٍ للمال، وهذا أمرٌ ممنهجٌ منذُ وقتٍ طويلٍ، ومتعمَّــدٍ لإخضاعِ الشعب اليمني.
لا تعوّلوا كَثيراً على تجاوُبِ العدوانِ مع السلام، هذا العدوانُ لن يرحَلَ إلّا بالقوةِ، ونحن قد أعددنا ما باستطاعتنا، الصواريخُ جاهزةٌ، والمسيَّـرُ جاهزٌ، وبإشارةٍ من السيد القائد، ستكونُ هناك عملياتٌ غيرُ مسبوقةٍ بعشراتٍ من الصواريخِ والطائراتِ المسيَّرة.
لقد فشلوا في الجانبِ العسكريِّ، والآن يبحثون عن اختراقاتٍ من كُـلِّ جهة، حتّى أنَّهم يريدون تفتيتَ الأُسرة الواحدة في المجتمع اليمني، ولديهم عُمَلاءُ في الداخل يُحدِثون ضَرَراً كَبيراً.
وفي النهاية أُكرِّرُ، لا ينفعُ معَ هذا العدوان إلّا القوةُ، وما أُخِذَ بالقوة لا يُستعادُ إلّا بالقوةِ، والقوةُ موجودةٌ لدينا بعونِ اللهِ تعالى.