وانتصر الدم
محمد السوافيري – المركز الفلسطيني للإعلام
مهما كانت ثمار أو مخرجات هذه المعركة التي أدارتها المقاومة الفلسطينية بكل حنكة واقتدار، فإنّ شعبنا انتصر بدمائه وركام منازله وممتلكاته، التي تضاف إلى سجل التضحيات العظيمة التي قدمها شعبنا على مدار سنوات طويلة لتشكل جسر التحرير القريب بإذن الله.
لم يكن هذا الانتصار ليكون لولا أن الأيادي الفلسطينية الخشنة السمراء ألقت خلفها كل الأسهم التي أصابت ظهرها، والمؤامرات المعقدة التي لاحقتها، والملاسنات التي جلدتها بلا رحمة، لتمضي في رحلة الإعداد بلا هوادة لسنوات طويلة رأينا جزء من ثمارها، قدّمت خلالها الكثير من الدماء والأوقات والأموال.
انتصر الدم لأن المعركة التي لم تنته بهدنة مشروطة وأى غير مشروطة، فالأبطال ما إن تركوا الصواعق وأزرار الصواrيخ، فهم لا يعودون إلى بيوتهم للراحة والنوم، بل إلى مواقع أخرى استعداداً لجولة جديدة عنوانها الإعداد والتجديد، تسيء فيها وجه الاحتلال وقادته المنهزمون.
انتصر الدم، لأن كلفة النصر لم تكن سهلة يوماً حتى وإن لم تكن فلسطينية، فاسألوا كل البلدان – مسلمة أو غيرها -التي تحررت كم قدمت من دماء وأنفس وأموال وممتلكات من أجل التحرير !
لا تحزنوا، فشهداؤنا في الجنة بإذن الله، وقتلاهم في النار، فمعركتنا مع هذا الاحتلال معركة عقيدة ووجود لا تنتهي إلا بتحقيق وعد الله الصادق الذي لا ريب فيه أبداً.
انتصر الدم لأنه توحد بكل أطيافه في وجه أطنان المتفجرات التي ألقتها مقاتلات الاحتلال على رؤوس الأبرياء من النساء والأطفال والمدنيين.
انتصر الدم لأن أبطالنا الأماجد استطاعوا بكل قوة واقتدار إعادة رسم خريطة فلسطين بلا نقصان أبداً، ففلسطين من بحرها إلى نهرها لنا بلا مواربة أو خذلان، وبملء أفواه البنادق نقولها فعلاً لا بالكلام أن فلسطين كلها كلها لنا، بإذن الله
“وما النصر إلا من عند الله”