واشنطن تفشل في توريط الخليجيين | الحوثي: استدعاء القاذفات دليل فشل

أكّد زعيم حركة «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي، أن كلّ الضغوط العسكرية الأميركية لن توقف عمليات الإسناد اليمنية لقطاع غزة، وأن تلك العمليات سوف تستمر في تعطيل الملاحة الإسرائيلية وتنفيذ المزيد من الهجمات في عمق الكيان الإسرائيلي. واعتبر في خطابه الأسبوعي، تصاعد الهجمات الأميركية دليلاً على فعالية عمليات الإسناد تلك في الضغط على إسرائيل، مشيراً إلى أن استدعاء واشنطن قاذفات إستراتيجية لقصف اليمن واستهدافها الأحياء المدنية والبنى التحتية، دليل على ضعفها وفشلها في تقويض القدرات العسكرية اليمنية.

وطمأن الحوثي الشعب اليمني إلى أن قدرات قواته اليوم أقوى، كاشفاً أن «التصنيع العسكري التابع لصنعاء تمكّن من تطوير القدرات العسكرية الصاروخية والمُسيّرة»، ولفت إلى أن «من يتحدّث عن ضعف القدرات العسكرية، هو من فشل في تحقيق أي هدف»، وقال مشيراً إلى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إنه «كان فاشلاً وسيبقى فاشلاً».
وقلّل زعيم «أنصار الله» من شأن ما يتردّد في وسائل إعلام معادية من توجّه الولايات المتحدة نحو تصعيد المواجهات في عدد من الجبهات الداخلية.

وفي هذا السياق، يقول مراقبون إن صنعاء «تنتظر أي حماقة قد تقدم عليها الأطراف الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي على الجبهات لتحويلها إلى حجّة عليها لإكمال تحرير المحافظات الخارجة عن سيطرتها»، مضيفين أن القدرات «العسكرية التي تمتلكها صنعاء اليوم أكبر بأضعاف ما كانت عليه، فضلاً عن أن أي تصعيد يجري بدعم أميركي سيضع الميليشيات الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي أمام مواجهة يقودها الشعب اليمني، خاصة أن الهدف هو خدمة أميركا وإسرائيل».

وفي هذا الإطار، استبعدت مصادر عسكرية في صنعاء تحدّثت إلى «الأخبار» تصعيداً عسكرياً برياً في الوقت الحالي، مشيرة إلى أن «عدداً من العوامل الإقليمية يحول دون ذلك، وأن الرياض التي تجري ترتيبات لزيارة ترامب، لن تغامر بالدفع بالأوضاع نحو التصعيد العسكري البري».

وعلى رغم ارتفاع مستوى التهويل الإعلامي من قبل الموالين للتحالف في الداخل باقتراب موعد انطلاق حرب برية من عدة جبهات، إلا أن صنعاء قلّلت من أهمية تلك التسريبات، وصنّفت الحديث عن إشعال الجبهات من قبل وسائل إعلام الأطراف المعادية لها، في إطار الحرب النفسية لا أكثر.

وكانت «القيادة المركزية الأميركية» قد كشفت في بيان عن قيام قائدها، الجنرال مايكل كوريلا، بجولة جديدة شملت إسرائيل والأردن والإمارات وقطر، الأسبوع الماضي، وقالت إنه التقى في السعودية رئيس الأركان السعودي، اللواء فياض الروبلي، ورئيس أركان قوات حكومة عدن، الفريق صغير بن عزيز، «لمناقشة حماية الملاحة في البحر الأحمر».

وإذ لم يشر البيان إلى أي ترتيبات عسكرية بين أميركا والسعودية والفصائل الموالية للتحالف في جنوب اليمن، فإنه كشف عن وجود خلافات بين أميركا والسعودية، إذ خاطب كوريلا القادة السعوديين بضرورة إيفاء الرياض بالتزاماتها في مواجهة التهديدات الإقليمية والمخاوف الأمنية المشتركة.

وقالت مصادر استخباراتية في صنعاء لـ»الأخبار» إن «الحراك العسكري الذي قام به كوريلا كان يهدف إلى تشكيل تحالف إقليمي لحماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وذلك في إطار محاولات واشنطن توريط الدول المشاطئة للبحر الأحمر في صراع مع الحوثيين، خاصة أن أميركا تجد نفسها في حالة عزلة في هذه المعركة المساندة لإسرائيل».

وأشارت المصادر إلى أن «تلك التحركات فشلت، ما حدا بوزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، للاتصال بوزير الدفاع المصري، عبد المجيد صقر، لبحث دور مصري في الحرب على اليمن». وقالت وزارة الدفاع الأميركية في بيان إن «الاتصال ناقش الأفعال المتهوّرة لـلحوثيين في البحر الأحمر. واستحضر الوزير الأميركي الخسائر المصرية جراء تأثّر قناة السويس بالهجمات اليمنية إضافة إلى التأثير على الاقتصاد العالمي»، في محاولة منه لإقناع القاهرة بمشاركة واشنطن عدوانها على اليمن، علماً أن مصر سبق أن رفضت خلال اتصال سابق على مستوى الرئاسة طلباً أميركياً مماثلاً.

رشيد الحداد الجمعة 11 نيسان 2025

قد يعجبك ايضا