واشنطن تسخّن الجبهات اليمنية وتستهدف مناطق التماس: صنعاء تواصل دكّ إسرائيل

فيما واصلت قوات صنعاء قصفها إسرائيل بالصواريخ، برز العديد من المؤشرات على ترتيبات تجري على الأرض لتفجير الوضع عسكرياً في عدد من المحافظات اليمنية، في أعقاب تقليل وسائل إعلام أميركية من فرص نجاح الحملة الجوية في تحقيق أهدافها.

وأعلن المتحدث العسكري لقوات صنعاء، العميد يحيى سريع، مساء أمس، عن تنفيذها علميتين عسكريتين في عمق الكيان الإسرائيلي، أولاهما استهدفت قاعدة «سودت ميخا» شرق أسدود بصاروخ «فلسطين 2» الفرط صوتي، ومطار بن غوريون في تل أبيب بصاروخ «ذو الفقار»، والأخرى بطائرة مسيّرة استهدفت منطقة عسقلان.

وتحدّثت وسائل إعلام عبرية، عن إطلاق دوي صفارات الإنذار في كلّ أنحاء الكيان، من تل أبيب إلى حيفا شمالاً وبئر السبع جنوباً، نتيجة الهجوم. ونشر مستوطنون مقاطع مصوّرة تظهر آلاف المستوطنين وهم يفرّون إلى الملاجئ، كما شوهدت شظايا صواريخ «باتريوت» أميركية الصنع تتساقط في عدة أماكن، ما زاد من حالة الهلع. وأدّى الهجوم إلى وقف الرحلات من مطار بن غوريون وإليه. وأكّد جيش العدو «إطلاق مقذوف من اليمن»، مدعياً أنه اعترضه «على ما يبدو».

غارات أميركية تستهدف مناطق التماس على الجبهات الداخلية اليمنية

وأشاد الناطق باسم «كتائب القسام»، أبو عبيدة، بهذه العملية قائلاً: «ما زال إخوان الصدق في اليمن يصرّون على شلّ قلب الكيان، وقوفاً إلى جانب غزة التي تتعرّض لحرب إبادة شعواء، على رغم دفعهم ضريبة باهظة من دمائهم العزيزة ومقدّرات بلدهم الشقيق جراء هذا الوفاء لفلسطين والأقصى».

وعلى الصعيد الداخلي، أعلن وزير دفاع حكومة عدن، الفريق محسن الداعري، عن اقتراب تفجير الوضع عسكرياً في عدد من الجبهات اليمنية. وقال في حوار أجرته معه صحيفة» عكاظ» السعودية إن القوات التابعة لتلك الحكومة في أعلى درجات الجاهزية والاستعداد لاستئناف الحرب ضد حركة «أنصار الله».

وتزامنت تصريحاته مع أحاديث مماثلة لقائد الفصائل الموالية للإمارات في الساحل الغربي، العميد طارق صالح، أدلى بها لقناة «الجمهورية» التابعة له، عن «اقتراب موعد التصعيد وتأمين الملاحة البحرية».

في المقابل، أكّد عضو المكتب السياسي لـ»أنصار الله»، محمد البخيتي أن «إصرار الأطراف الموالية للتحالف على تفجير الوضع عسكرياً والانقلاب على اتفاق خفض التصعيد، سيدفع القبائل اليمنية إلى التحرك كسيول جارفة لإسقاط أول خط دفاعي عن الكيان الإسرائيلي في العمق اليمني».

وأشار في منشور على منصة «إكس» إلى أن «هدف أميركا من تحريك أدواتها لتفجير الجبهات هو تحييد جبهة الإسناد اليمنية لغزة وإنهاء الحصار البحري على إسرائيل».

وفي الإطار نفسه، حذّر قائد «كتائب الوهبي» في محافظة البيضاء، اللواء بكيل الوهبي، في تصريحات له، الفصائل الموالية للتحالف من أن «تحرّكاتها المشبوهة بالقرب من محافظة البيضاء تمّ رصدها بدقّة، وسيتم التعامل معها بشدة في الوقت المناسب».

وأوضح أن «تلك التحرّكات تندرج في إطار مخطط أميركي – إسرائيلي يهدف إلى زعزعة استقرار المحافظات الحرّة»، لافتاً إلى أن «الردّ سيكون ساحقاً وحاسماً».

وتصاعدت الغارات الأميركية على جبهات التماس في البيضاء، وذلك في إطار حملة جوية تنفّذها واشنطن طاولت الخطوط الدفاعية لقوات صنعاء في محافظتي مأرب والجوف، في ما يبدو مسعى لإضعاف خطوط دفاع قوات صنعاء، وتهيئة تلك الجبهات للتصعيد من قبل الفصائل الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي.

واستهدفت الغارات الأميركية عدة مديريات محيطة بمدينة مأرب، وطاولت جبهات صرواح ومجزر والجوبة وكوفل. وقد يشير ذلك إلى تنسيق بين واشنطن وحزب «الإصلاح» الذي يسيطر على مأرب منذ عام 2015، وفق ما أكّد مراقبون عسكريون في صنعاء لـ»الأخبار «، مشيرين إلى أن هذا الاستهداف المكثّف لمناطق التماس في محيط مأرب، جاء بعد تنفيذ الطيران الأميركي سلسلة غارات مماثلة استهدفت مناطق التماس في محافظة الجوف.

وشهدت جبهة العنين في مديرية جبل حبشي غرب محافظة تعز اشتباكات عنيفة خلال الساعات الماضية بين قوات صنعاء وفصائل «الإصلاح».

رشيد الحداد الإثنين 14 نيسان 2025

قد يعجبك ايضا