واشنطن تتهم موسكو بدعم صنعاء: دلائل جديدة على فاعلية الحظر البحري
واشنطن تتهم موسكو بدعم صنعاء: دلائل جديدة على فاعلية الحظر البحري
جدّدت واشنطن اتهامها موسكو بمساعدة حركة «أنصار الله» على تقويض سلامة الملاحة الدولية في البحر الأحمر. وهذه المرة، زعمت صحيفة «وول ستريت جورنال»، في تقرير نشرته أمس، أن «روسيا ساعدت أنصار الله أثناء مهاجمتها السفن الغربية في البحر الأحمر بالصواريخ والطائرات المسيّرة، في وقت سابق من هذا العام». ونقلت عن مصدر مطلع ومسؤولَيْن دفاعيَيْن أوروبيَيْن، قولهم إن «الحوثيين بدأوا في النهاية في استخدام بيانات الأقمار الصناعية الروسية مع توسيع ضرباتهم». وأوضحت أن «هذه البيانات تم تمريرها عبر عناصر الحرس الثوري الإيراني المدمجين مع أنصار الله».
وكانت واشنطن قد اتهمت موسكو سابقاً بالسعي إلى دعم صنعاء بدفاعات جوية ومضادات للطيران، وبعقد صفقات سلاح مع الحركة. وفي هذا الإطار، قالت مجلة «فورين بوليسي» إن «محادثات يجريها تاجر السلاح الروسي الشهير، فيكتور بوت، تظهر أنها تتم بموافقة الكرملين». وأوضحت أن «المحادثات بين الحوثيين وتاجر الأسلحة ليست مشروعاً مستقلاً، وأن موسكو تدعم الإرهاب البحري»، مؤكدة أن «توريد الأسلحة الروسية للحوثيين، إذا تم، فسيكون بعلم ومساعدة إدارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين». ودعت البحريات الغربية وشركات الشحن إلى الاستعداد لوصول محتمل لأسلحة روسية جديدة عبر البحر الأحمر.
وخلافاً للرواية التي كرّرت واشنطن الحديث عنها في مجلس الأمن، والتي تزعم أن قوات صنعاء عمدت إلى تجنب استهداف السفن المملوكة للصينيين والروس في البحر الأحمر وفي نطاق عملياتها العسكرية البحرية، نقلت الوكالة الصينية «إيورلدشيب» المتخصصة في الشؤون البحرية، تحليل شركة «لويدز» للتأمين الصادر، أمس، والذي قال إن شركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري، رصدت 387 هجوماً يمنياً على سفن تجارية في البحر الأحمر. ويقول التقرير إن عدد السفن الصينية المستهدفة من اليمن بلغ ثمانيَ، منها اثنتان مملوكتان للصين والبقية صينية مؤجرة لشركات غربية. وأظهر تحليل «لويدز» –– مقرها لندن -، للبيانات البحرية أيضاً، انخفاضاً حاداً في مرور السفن الغربية والمرتبطة بإسرائيل عبر البحر الأحمر خلال الأشهر الأربعة الماضية. وأكد أن حركة «أنصار الله» فرضت بنجاح حصاراً بحرياً على إسرائيل، مضيفاً أن هناك زيادة كبيرة في عدد السفن التي تبحر حول رأس الرجاء الصالح. وتشير البيانات إلى أنه في المدة من 1 تموز إلى 15 تشرين الأول الجاري، مرّ إجمالي 1659 سفينة عبر مضيق باب المندب، بينما مر إجمالي 5034 سفينة خلال المدة نفسها من عام 2023، حين لم تكن صنعاء قد باشرت بعد حرب إسناد قطاع غزة.
ووفقاً للتحليل، فإن القوات اليمنية كانت تهاجم سفناً تحمل شحنات روسية بالإضافة إلى السفن المتجهة إلى الصين أو حتى إيران، إذا كانت لدى المالك أو المشغل سفن تزور الموانئ الإسرائيلية. وأشار التحليل إلى أن «السفن السويسرية والدنماركية والبريطانية وغيرها من السفن الأوروبية صارت أهدافاً شائعة». ومع ذلك، لم تتعرّض أي من السفن المملوكة لروسيا للهجوم، باستثناء تلك التي كان يصادف وجودها في جوار أهداف أخرى خاضعة للحظر اليمني، وهو ما أثار شكوك واشنطن في وجود علاقة بين موسكو وصنعاء أخيراً.
رشيد الحداد