واشنطن بوست الأمريكية: السعودية خسرت الحرب والحوثي بات أكثر قوة من ذي قبل
“لقد فشلت حرب السعودية في اليمن” بهذا العنوان نشرت كبرى الصحف الأمريكية، “واشنطن بوست” مقالاً أكدت فيه إن السعودية خسرت الحرب في اليمن وأن الحوثيين أصبحوا أقوى من أي وقت مضى.
وقالت الصحيفة في المقال الذي كتبه السياسي الأمريكي فيليب جوردون منسق البيت الأبيض للشرق الأوسط في عهد باراك أوباما، إن مقتل الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي والتدهور الحاد في الأوضاع الإنسانية واهتمام وسائل الإعلام بالحرب في اليمن أدى إلى زيادة الضغط على السعودية لإنهاء الحرب هناك.
وأضاف جوردون “في الواقع، على كل المقاييس تقريبًا، فشلت حرب السعودية في اليمن. بعد ثلاث سنوات ونصف من إطلاق ما كان من المفترض أن يكون عملية عسكرية سريعة، أصبح الحوثيون أقوى من أي وقت مضى”.
وقال منسق البيت الأبيض للشرق الأوسط سابقاً إن كبار المسؤولين الأمريكيين يدعون الرياض الآن إلى الموافقة على وقف إطلاق النار والمشاركة في المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن البنتاغون أعلن الجمعة الماضية أنه لن يقدم بعد الآن لإعادة التزويد بالوقود أثناء العمليات العسكرية الجوية للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، وأضاف إن الكونغرس بعد صعود الأغلبية الديمقراطية الجديدة في مجلس النواب يهدد بشكل قوي بتعليق مبيعات الأسلحة إلى المملكة السعودية والتي فعلت ذلك دول مثل ألمانيا.
الضغط المتزايد والذي يراه الكاتب إنه خروج ملحوظ من الدعم شبه المشروط الذي قدمته إدارة ترامب للرياض، يقول الكاتب إنه أدى إلى تجدد الآمال بأن الحرب قد تصل أخيراً إلى نهاية متفاوض عليها.
وأضاف جوردون إنه في الوقت الذي يجب أن يأمل الجميع في نجاح محادثات السلام بقيادة مارتن غريفيث، إلا أن يجب النظر بواقعية للوضع الحقيقي على الأرض، مضيفاً إنه إذا كانت السعودية وشريكتها الإمارات مستعدة للتوصل إلى حل وسط فإن الحوثيين والذين يسيطرون على جزء كبير من اليمن اليوم، “من المستبعد أن يردوا بالمثل، بعد أن نجوا من سنوات من العزلة الاقتصادية والقصف السعودي الذي لا هوادة فيه”.
وقال جوردون إنه ليس من مصلحة السعوديين العودة إلى خيار تصعيد الحرب من جديد إذا لم يتم الاتفاق في المحادثات، وذلك لأن كل ما ادعت السعودية أنها أنجزته عسكرياً بعد ثلاث سنوات ونصف من الحرب وقولها إنها تتخوف من النفوذ الإيراني والتهديدات الحوثية، هو في الأساس ليس عقلانياً، مضيفاً: “ولهذا من الأفضل للسعودية أن تعلن أنها انتصرت وتعيد حلفائها إلى اليمن وترضى بالخروج من الحرب ولو خاسرة، فأن تتجرع السعودية مرارة ابتلاع هذه الحبة أفضل لها بكثير من الاستمرار في حرب كانت لها تكاليف إنسانية ومالية واستراتيجية وسمعة لا يمكن تقديرها بالنسبة للسعوديين ورغم ذلك لم تحقق أهدافها المعلنة بعد”، مشيراً إلى أن تحمل هذه التكاليف المرتفعة هو أكثر مبرر لوقف الحرب التي تمت بهدف إعادة السلطة السابقة إلى الحكم، وهو الهدف الذي يؤكده جوردون أنه “بعيد الاحتمال حتى على المدى البعيد”.
وكشف منسق البيت الأبيض للشرق الأوسط في مقاله إن السعوديين كانوا يعترفون له حين كان يقوم بزيارات دورية للرياض على مدى السنوات الثلاث والنصف الماضية بأن الحرب لم تكن تسير على ما يرام، قائلاً: “في زيارات دورية إلى الرياض على مدى السنوات الثلاث والنصف الماضية، كان المسؤولون السعوديون يعترفون لي بصفة خاصة بأن الحرب لم تكن تسير على ما يرام”.