هي حربٌ ، ولا أسم آخر …بقلم / عبدالحميد تاج الدين
في نظر الساسة الكبار والمتحكمون بصنع القرار في العالم ، يعتبر العدوان الظالم على اليمن مقياساً واختباراً ناجحاً لمدى تأثير الإعلام الموجّه على العقول العامة المتابعه له والتعرف على مدى فعاليته ونتائجه على التفكير الوطني والقومي والديني وعلى الإحساس بالإنتماء للمواطنين ، نخبة وعامة ،
فما افرزه هذا التوجيه الإعلامي والتوظيف ، يفوق الوصف لدى شريحة من المتأثرين به ، وتجلى هذا في مرتزقة العدوان والمؤيدين له وحتى المحايدين ! ، فعلى مدار عام ونصف من الإعتداء الهمجي والمجازر اليومية من العدوان والتدمير لكل شي في البلد ، ولازال هناك من لم يستشعر أن بلاده في حرب ومعتدى عليها ! ، بل هناك من لازال يعتقد أن هذا كله من اجل عيون شرعيه وافراد هاربون لدى المعتدي ، او صراع على كراسي ! ،
والطامة الكبرى من لازال يظن أن التحالف الظالم الهمجي هو من أجل انقاذنا ك يمنيين ! ، لا أدري كيف يكون الإنقاذ للناس بتدمير كل مقدرات ومصالح الناس وابادتهم !! ،
فالتوجيه الإعلامي الموجه للناس لازال يشرعن للعدو ويسهل للمجازر ، ويزرع في أذهان الناس ان الموضوع هو تحالف ضد جماعة وكفى ! ، متناسيين أن المعتدين دوماً على مدار التاريخ يشرعنون لعدوانهم بحجج كثيرة بإستخدام الإعلام ! فالمفترض أن هذا يكون طبيعياً وعادياً من ابواق ومنابر الميديا تبع المعتدي ، وإلا من المعتدي الذي سيقول لك بأنه جاء ليقضي عليك وعلى مقدراتك وليخضعك ويجعلك تحت الوصاية بحيث لاترفع رأسك مرة أخرى ، وتكون منزوع السيادة والكرامة وان لا تفكر بنهضة ولا حضارة وتغير من واقعك وحاضرك ? وكل هذا لأنك رفضت زمرته وعملاءه المجرمين الفاسدين وطردتهم خارج البلاد ?
الجواب بالتأكيد ، لا يوجد عدوان او احتلال الا وله ذرائعه التي يدعيها ويصنعها ويفبركها بجهد اعلامي يوازي جهدة الحربي وأكثر ،
وبالنسبة للمؤيدين او لنقل المحايدين ، نسأل : ماهو شكل الحرب التي تقتنعون بها انتم انها حرب ? ماهي المقاييس لديكم ? اذا لم يكن هذا العدوان والمجازر اليومية على مدار الساعة والاستهداف لكل شي ولكل المؤسسات والمصالح حرباً عليك وعلى كيانك وهويتك واجيالك ، فماذا تكون الحرب بالله عليكم ? كيف عميت الضمائر الى هذا الحد ? الا تخافون الله في تفكيركم واعتقادكم ? لماذا لا تكون الحرب عندكم الا كالتي ترونها بالافلام ! وتريدون تطبيقها للواقع ، وما سواها لاشي وكأنه لعب اطفال !? ، لاتتعذر بالوضع الداخلي لليمن والطرف هذا او ذاك ، واذا افترضنا صحة ما يقال من كوارث ومصائب تمت قبل العدوان ، قل ما تقول واكره واتهم اي طرف تريد ، ، لكن بالله عليك هل الحل كان بالعدوان وبهذه المجازر اليومية والتدمير لليمن ، كل اليمن الأرض والإنسان مع الحصار ? اجيبوا ان كان لازال لديكم ذرة من الخجل وتأنيب الضمير او استمروا بغيكم وعماكم وضلالتكم حتى يقضى الله امره ونسمع نواحكم وتنظيركم المقزز الذي اعتدنا عليه ، وحينها لن تكونوا ك الطلقاء ، ولن تنجوا من غدر من تؤيدونه الآن ، لأنه ببساطة ، جاء ليستهدفنا جميعاً ، نحن ُ وأنتم ! .