هي الحكمة التي أسقطت كل الاقنعة وكشفت كل الحقائق …بقلم/ محمد فايع
حينما اطلق الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي صرخته في وجه المستكبرين بعباراتها الخمس المعروفة (الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام] ..وحينما دعا الى أن يترافق مع ذلك موقفا عمليا يبدأ بمقاطعة البضائع الأمريكية والاسرائيلية وجدنا حينذاك أن العدو الأمريكي الصهيوني كان السباق الى معرفة أهمية وخطورة تلك الصرخة والمقاطعة ومنهجها الثقافي القرآني على المشروع الامريكي الصهيوني التكفيرير الاستعماري الموجه لاستهداف ليمن والمنطقة ..وبالتالي ولو لم يكن الا التحرك الأمريكي وانزعاجه من البداية تجاه الصرخة ومشروعها لكان لوحده أقوى شاهد على أهمية وأبعاد ما دعا اليه السيد حسين بدر الدين الحوثي من صرخة ومقاطعة وما قدمه من مشروع ثقافي قرأني في مواجهة خطر المشروع الصهيوني الأمريكي على الامة شعوبا وأنظمة وموقعا ومقدسات. اليوم تتجلى أمامنا حقيقة هامة مفادها كم كان اليمن وشعبه وكم كانت شعوب الامة ومازالت وستبقى في حاجة لمثل هذه المنهجية القرآنية الحكيمة …كم نحن أبناء الشعوب الأمة محتاجين وباستمرارالى العودة الى أن نفهم ونعي مثل هذا الخطاب القرآني الهادي للسيد الشهيد حسين بدر الدين حين قال في ملزمة لتحذون حذو بني اسرائيل (دعوا الشعب يصرخ في وجه الأمريكيين، وسترون أمريكا كيف ستتلطف لكم .. هي الحكمة. ألسنا نقول: أن الإيمان يماني، والحكمة يمانية؟ أين هي الحكمة؟ إن من يعرف اليهود والنصارى، إن من يعرف أن كل مصالحهم في بلادنا، لو وقف اليمن ليصرخ صرخة في أسبوع واحد لحولت أمريكا كل منطقها، ولعدّلت كل منطقها، ولأعفت اليمن عن أن يكون فيه إرهابيين. وهكذا تجلى لنا أهمية ماأكده الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي حينما قال (عندما يكون هناك عمل في متناول الناس أن يعملوه، وهم يروا أعداءهم يتأثروا منه، يصبح واجب، يصبح واجب. ولأن قضية الولاء والعداء قضية أساسية في الدين أكد عليها القرآن الكريم في أغلب سوره فان الصرخة بعباراتها الخمس تأتي في هذا الاطار الديني القرآني وبالتالي لها اثرها الكبير والمحوري والمستمر .. ففي ملزمة الصرخة في وجه المستكبرين يؤكد الشهيد القائد قائلا ( القرآن الكريم كان يريد منا أن نكون هكذا عندما حدثنا أنهم أعداء، يريد منا أن نحمل نظرة عداوة شديدة في نفوسنا نحوهم، لكنا كنا أغبياء لم نعتمد على القرآن الكريم، كنا أغبياء، فجاءوا هم ليحاولوا أن يمسحوا هذه العداوة، أن يمسحوا هذا السخط. … ويردف الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي قائلا (ولنعرف حقيقة واحدة من خلال هذا، أن اليهود أن الأمريكيين على الرغم مما بحوزتهم من أسلحة تكفي لتدمير هذا الأمة عدة مرات حريصون جداً جداً على أن لا يكون في أنفسنا سخط عليهم، حريصون جداً جداً على أن لا نتفوه بكلمة واحدة تنبئ عن سخط أو تزرع سخطاً ضدهم في أي قرية ولو في قرية في أطرف بقعة من هذا العالم الإسلامي، هل تعرفون أنهم حريصون على هذا؟. لقد كشف السيد حسين بدر الدين الحوثي عن حقيقة هامة جدا وهي أن اليهود والامريكان برغم بخلهم وبرغم حرصهم على المال الا انهم. لا يترددون بأن يدفعوا المليارات من أجل أن يتفادوا السخط ويمسحوه من نفوسنا، ذلك لآنهم يعرفون كم سيكون هذا السخط مكلفاً، كم سيكون هذا السخط مخيفاً لهم, كم سيكون هذا السخط عاملاً مهماً في جمع كلمة المسلمين ضدهم, كم سيكون هذا السخط عاملاً مهماً في بناء الأمة اقتصادياً وثقافياً وعلمياً، هم ليسوا أغبياء كمثلنا يقولون ماذا نعمل؟. هم يعرفون كل شيء. لقد كان أثر الصرخة على العدو الامريكي الصهيوني والمنافقين واضحا من البداية ..وقد وجدنا أنه لم يمر عام واحد على انطلاقة الصرخة والتي لم تكن أيضا تردد الا في عدد من المناطق داخل صعدة ، حتى أرسلت أمريكا سفيرها إلى صعدة ليحرك بدوره المحافظ , الذي قام بسجن مجموعة من الاشخاص لأنهم كتبوا الشعار، كما أرسل بعض الجنود ليقلعوا الشعار ويخدشوه في أماكنه, اذا فمن البداية كان للصرخة اثرها الذي حرك امريكا لتحرك سفيرها الذي خرج الى صعدة ليعكس انزعاج أمريكا من خلال دفعه بأولئك ليمسحوه , ويقلّعوا الأوراق, وليسجنوا أشخاص في شاهد على أن هذا الشعار على أن هذه الصرخة كانت ومازالت وستبقى مؤثرة على الأمريكيين واليهود وادواتهم من المنافقين وليس مثلما يقول البعض: ما منها شيء، هي كلمات ما منها فائدة!. . فإذا كان للصرخة في وجه المستكبرين من البداية أثرهاالذي دفع بأمريكا آنذاك لتحريك سفيرها في اليمن للنزول الى صعدة للدفع بالمحافظ ثم بعد ذلك بالنظام والمنافقين لتوقيف الصرخة والمقاطعة والصد عن منهجها الثقافي القرآني ولمسح الصرخة وتمزيق ملصقاتها وصولا الى سجن كل من يصرخ بها أويحملها أو يكتبها في حين لم يكن من يصرخ بها الا اعداد قليلة في بعض المناطق …فتصوروا اليوم في هذه المرحلة التي نعيشها كم هو الأثر الذي ستتركه الصرخة حينما يصرخ الملايين من أبناء الشعب اليمني عداء وموتا لأمريكا واسرائيل اليس في ذلك الأثر الأكبر .ألم يخرج شعبنا بصرخته أمريكا بكل أوكارها وقواعدها صاغرة من اليمن قبل نحو ثلاث سنوات بعد انتصار ثورته المباركة في الـ 21من سبتمبر 2014م وفي النتيجة أليس من الحكمة أن تستمرالصرخة والمقاطعة بما يترافق مع ذلك من توعية وتثقيف قرآني وأن يعم ذلك كل ربوع اليمن؟ ..اليس الأجدى والأنجا لأخوتنا في الجنوب بأن يسارعوا الى أن يتخذوا من اعلان الصرخة في وجه المستكبرين سلاحا وموقفا في وجه الاحتلال الامريكي الصهيوني وادواته؟ ..وحينها سيرون كم سيكون لها من أثر وسيرون كيف ستكون من أقوى وأرسخ عوامل التوحد والقوة في مواجهة الغزاة وادواتهم بكل اشكالهم وصولا الى اخراجهم صاغرين بعون الله من جنوب اليمن . من جهة أخرى كشفت الصرخة وبجلاء العملاء المنافقين واسقطت كل اقنعتهم ومن اول يوم ..وكم كان ومازال تشخيص الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي القرآني دقيقا حينما شخص موقف المنافقين العملاء من الصرخة فقال ( أتعرفون؟ المنافقون المرجفون هم المرآة التي تعكس لك فاعلية عملك ضد اليهود والنصارى؛ لأن المنافقين هم إخوان اليهود والنصارى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ ) وهكذا اكد السيد قائلا (فحتى تعرفون أنتم، وتسمعون أنتم أثر صرختكم ستسمعون المنافقين هنا وهناك عندما تغضبهم هذه الصرخة، يتساءلون لماذا؟ أو ينطلقون ليخوفوكم من أن ترددوها. على الرغم من الصرخة بمشروعها القرآني قد كشفت المنافقين والعملاء بكل مستوياتهم وتوجهاتهم وعلى رأسهم اصحاب عباءة الدين الوهابيين حيث كشفتهم الصرخة وشلت حركة دورهم الفتنوي .الا أنه بالرغم من تجلي كل هذه الحقائق وغيرها وبالرغم من تساقط كل الاقنعة فلم يزل اليوم للاسف هناك فريق اتجاه يسلك مسارالتحرك الخاسر نفسه ويعمل على تقديم نفسه للعدو الامريكي الصهيوني كصاد عن الصرخة في جه المستكبرين عن مشروعهاالثقافي القرآني..وليس فقط أنهم غير مقتنعين وبالتالي التزموا الصمت وحتى وهم في حال الصمت ليس هناك مبررلهم ..لكنهم مع ذلك لم يكتفوا حتى بالصمت بل هم من يتحركون ويقدم أنفسهمكمحارب للصرخة ومشروعها بل وللشعب ومشروعه الثوري التحرري في مواجهة العدوان!! وفي هذا الصدد كان من الملفت التقائهم تماما مع الصهيوني ففي أحد تصريحات رئيس وزراء العدو الصهيوني الأخيرة كان وضح انزعاجه أكثر من الصرخة وليس من أمتلاك من سماهم الحوثيين للصواريخ ومن مهارات قتالية .. فقال في أحد تصريحاته .أن من أسماهم بالحوثيين لا يطلقون رصاصة ولا يضربون بقذيفة ولا يقتحمون موقعا الا ويصرخونبالموت لأمريكا وبالموت لإسرائيل بل وقال انهم يكتبون الشعارعلى ملابسهم . الإنزعاج اليهودي الصهيوني المعلن من الصرخة واضح ، لكن من المؤسف أن يلتقي الصهيوني في إنزعاجه مع دعوات من قبل قيادات فريق ما فتئ يقدم نفسه أنه في خندق الشعب في مواجهة العدوان بينما اصوات قياداته ترتفع كما أرتفع صوت الصهيوني المنزعج من الصرخة ..فسمعنا باعتراضاتهم ليس على أن الشعب يردد الصرخة فحسب .بل ليقدموا أنفسهم بديلا عن الصهيوني فانطلقوا ليعترضوا على ترديد ابطال الجيش واللجان الشعبية للصرخة بعد كل ضربة أو اقتحام أو أي انجاز ميداني في مواجهة العدوان ..بل ويبرهنون على ذلك انه حينما تصل اليهم والى وسائل اعلامهم توثيقات الاعلام الحربي اذيسارعون بكل حرص لحذف الصرخة من الفديو ..فانظروا ما أسوء الحال الذي وصل اليه مثل هذا الفريق ، وأن مثل هكذا فريق هذا مشروعه وهذه سيرته انما يسلك مسار من تاجروا بالدين والوطن قبله ، فكانت عاقبة امرهم خسرنا وخزيا في الدنيا قبل الآخرة ..فما بالكم بمن يتاجر اليوم باسم الدفاع عن الوطن والشعب بدماء الشهداء وبسيادة وكرامة اليمن وشعبه من أجل استرضاء العدو الامريكي الصهيوني. ان الفريق الذي يعرض نفسه اليوم ويقدمها للعدو الامريكي الصهيوني كعدو ومحارب وصاد عن الصرخة في وجه المستكبرين والذي يدعي في نفس الوقت التخندق في صف الشعب في مواجهة العدوان هو فريق ياتي في سياق من كشف الشهيد القائد وبشكل عجيب عن أهدافهم وغاياتهم ونفسياتهم حين قال في ملزمة الشعارسلاح وموقف (احتمال الشيء الآخر أنه قد يكونوا مثلاً يحاولوا أن لا يحصل من جانبهم ما يجرح مشاعر أمريكا, ربما يحتاجوا أمريكا, سيحتاجونها في الوصول إلى السلطة, وأشياء من هذه, فلا يحاولوا يجرحوا مشاعرها, مؤكدا ان مثل هؤلاء ممكن أن يضحوا بالدين والوطن من اجل استرضاء امريكا وهو فعلا ما يحصل اليوم حيث يسلكون مسلك من يزايد ويتاجر ويساوم بتضحيات الشعب وسيادة الوطن ودماء الشهداء من أجل مقاصدهم ,الخاصة السلطوية وغيرها ….وأيم الله أن مسلكهم وحربهم ومواقفهم هذه تدفع بهم نحو التلاشي والسقوط تماما كما سقط من سبقهم والأيام بيننا مما سبق نخلص الى حقيقة قرانية واقعية حية مفادها بان الصرخة في وجه المستكبرين بعباراتها الخمس بمنهجيتها وقيادتها ومشروعها القرآني بمسيرتها ب ومشروعها وانصارها وشعبها كانت وما زالت وستبقى هي الحكمة التي كشف الله بها لنا كل الحقائق واسقط بها كل الاقنعة فالمطلوب أن يستمر شعبنا في صرخته وان يتخذ من مشروعها ومنهجها الثقافي سفينة نجاة وبالصرخة نستطيع اليوم ليس فقط ان نؤثر على عدة جهات، بل ونسقط مؤامراتها ونفشل كل مخططاتها ونوصلها الى حالة التلاشي والسقوط والزوال النهائي بعون الله محمد فايع 18 يوليو 2017م الذكري السنوية للصرخة في وجه المستكبرين 1438هـ ـــ2017م