هيومن رايتس: على الولايات المتحدة “جعل تعليق إرسال الذخائر العنقودية للسعودية دائماً
شددت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير لها أمس الخميس 2 يونيو/ حزيران
2016 أن على الولايات المتحدة أن تجعل تعليقها لإرسال الذخائر العنقودية للسعودية دائماً وأن تعممه على الدول الأخرى.
وقالت المنظمة إنها تأكدت – بشكل مستقل – من تقرير نُشر في “فورين بوليسي” في 27 مايو/أيار 2016 مفاده أن البيت الأبيض أمر المسؤولين الأمريكيين بوقف إرسال ذخائر عنقودية للسعودية فوراً.
وأضافت أن القرار صدر إبان تقارير للمنظمة و”العفو الدولية” والأمم المتحدة وجهات أخرى تفيد بوقوع ضرر على المدنيين جراء استخدام هذه الذخائر في اليمن حيث تقود السعودية عملية عدائية ضد الشعب اليمني منذ 26 مارس/آذار 2015.
ونقل التقرير عن ستيف غوس مدير قسم الأسلحة في هيومن رايتس ووتش ورئيس تحالف مناهضة الذخائر العنقودية قوله إن “قرار عدم إرسال المزيد من الذخائر العنقودية للسعودية هو خطوة في الاتجاه الصحيح لكن على الولايات المتحدة إيقاف نقل الذخائر العنقودية لكافة الدول وجعل هذا القرار دائماً.واعتبر غوس أن “هذا من شأنه جعل السياسة الأمريكية متسقة مع الالتزامات الأساسية الواردة في المعاهدة الدولية لحظر الذخائر العنقودية”.
وفي الأول من يونيو أعرب وزير الخارجية الأمريكية جون كيري عن قلقه إزاء ارتفاع أعداد الخسائر في صفوف المدنيين جراء العدوان اعسكري علي اليمن. وفيما لم يتطرق للذخائر العنقودية لم ينكر في مقابلة مع قناة (MSNBC) قول المحاور إن الإدارة قررت إيقاف تسليم شحنات هذه الأسلحة.
وتقول هيومن رايتس ووتش إنها وثقت خلال العام الماضي، ما لحق بمدنيين من خسائر في اليمن جراء استخدام العدوان بقيادة السعودية لـ 4 أنواع من الذخائر العنقودية أمريكية الصنع التي أُطلقت جواً وبراً وبينها قنابل “سي بي يو-105” (CBU-105) بنظام استشعاري ضمن 6 غارات جوية على الأقل بمحافظات عمران والحديدة وصعدة وصنعاء، وقنابل “سي بي يو-105” محظورة بموجب معاهدة حظر الذخائر العنقودية.
وتنوه المنظمة إلى أن بحوثها أكدت أن السعودية استخدمت قنابل “سي بي يو-105” بنظام الاستشعار في مناطق بها مدنيون باليمن أو على مقربة منها. كما تبينت البحوث عدة أمثلة على عدم تحقيق هذه القنابل للأداء المستوفي لمعيار الثقة البالغ 1 بالمائة.
وقالت إن أحدث هجوم بقنابل “سي بي يو-105” وثقته في اليمن كان في 15 فبراير/شباط قرب مصنع إسمنت في محافظة عمران. كانت العلامات على مخلفات قنبلة “سي بي يو-105” وملصق جهة التصنيع الخاص بها اللذين تم جمعهما من موقع الهجوم وصورتهما هيومن رايتس ووتش يُظهران أن القنبلة صُنعت في يوليو/تموز 2012 من قبل شركة “تيكسترون سيستمز” في ويلمنغتون، ماساشوستس.
وأبرمت الحكومة الأمريكية عقداً مع “تيكسترون ديفينس سيستمز” في 2013 لتصنيع 1300 وحدة “سي بي يو-105” بنظام الاستشعار لتسلمها للسعودية بحلول 31 ديسمبر/كانون الأول 2015. لكن، كما أوردت فورين بوليسي، فإن المسؤولين الأمريكيين، بحسب التقارير، رفضوا توضيح ما إذا كان قد تم تسليم جميع القنابل العنقودية، وقالت “تيكسترون” إنها لا تُعلق على مواعيد التسليم.
وفيما تكرر إنكار السعودية لاستخدام أنواع أخرى من الذخائر العنقودية في اليمن لكنها أقرّت باستخدام قنابل “سي بي يو-105” بنظام الاستشعار مرة واحدة في أبريل/نيسان 2015، “ضد مركبات مدرعة”.
وقالت “هيومن رايتس” إنه “لم يكن في أي من الهجمات التي استخدمت قنابل “سي بي يو-105” التي وثقتها في اليمن مركبات مدرعة ولم يتم توثيق وجود مركبات مدرعة مدمرة أو مُعطلة في مواقع الغارات. كما أقرت الإمارات بأن لديها مخزوناً من قنابل “سي بي يو-105” بنظام الاستشعار لكنها تنكر استخدامها في اليمن- حسب التقرير.