هويتنا الإيمانية.. ومخاطر التحريف والانحراف
هويتنا الإيمانية.. ومخاطر التحريف والانحراف
هناك بالفعل ما يهددها، وهناك بالفعل ما يدعونا إلى أن نركز وهذه مسؤولية على الجميع وفي المقدمة العلماء، والمثقفون، والخطباء، والمرشدون، والمعلمون، والتربويون… ثم الجميع, من باب التواصي بالحق والتواصي بالصبر، الترسيخ لهذه الهوية، والحفاظ عليها، والتصدي لكل ما يستهدفها.
هناك خطران رئيسيان يشكلان تهديداً فعلياً لهذه الهوية:
الأول التحريف، والثاني الانحراف
التحريف لهذه الهوية: والذي يأتي بالتحريف حتى للمضمون الديني، المضمون الديني في شكله العقائدي، في شكله الأخلاقي، في شكله التربوي في كل جوانبه، وأبرز خطر في هذا الجانب مع أن هناك جهات كثيرة تشكِّل خطراً على شعبنا العزيز في هذا الجانب في من يسعى لتحريف هويته الإيمانية، ويطبعها بطابعٍ آخر وباسم الإيمان، ولكن أبرز خطر، وأبرز من يمثل تهديداً في ذلك هم التكفيريون، للمسؤولية والأمانة؛ هم التكفيريون، التكفيريون يتحركون تحت العنوان الديني، وتحت العنوان الإيماني، ولكنهم بكل وضوح وبشكلٍ غير خفي يسعون لتحريف هوية هذا الشعب الإيمانية بنفسها، وطبعها بطابع آخر، وسنتحدث عن نماذج لهذا التحريف:
لاحظوا على المستوى الروحي أولاً: الرسول “صلوات الله عليه وعلى آله” في ما روي عنه يقول: (أرق قلوباً، وألين أفئدةً)، وكما قلنا هناك تجليات لهذه العلاقة الروحية، والانشداد الوجداني، وفي المشاعر، ويعبر شعبنا اليمني عن ذلك بأشكال التعبير في ما يتعلق بالشعائر الدينية، فيما يتعلق أيضاً بالمناسبات الدينية، فيما يتعلق بثقافته… جوانب كثيرة كان عليها شعبنا العزيز منذ صدر الإسلام وإلى اليوم، أتى هؤلاء لمحاربتها، وحتى الجانب التربوي لديهم وبكل وضوح هل التكفيريون يربون الإنسان ليكون على هذا النحو: أرق قلباً وألين فؤاداً؟ أم أنهم يربون على القسوة، على الكراهية، على الحقد، على الضغائن، على التوحش، على الجريمة؟ هم يغيرون هذا الطابع من ألين قلوباً إلى أقسى قلوباً، وأكثر توحشاً، وأبعد أخلاقاً، ومن يستجيب لهم، ويتأثر بهم؛ ينطبع بطابع آخر غير طابع ألين قلوباً، خلاص يتغير، يتحوَّل إلى قاسي القلب، متوحش في سلوكه وممارساته، ومجرم في تصرفاته، وهذا واضح في التكفيريين في ممارساتهم.
لاحظوا على مستوى الشعائر الدينية: يحاولون أن يحاربوا الكثير من هذه الشعائر، حاربوا الأذكار بعد الصلوات، وصموها بالبدعة، يحاربون أيضاً المناسبات الدينية، ويصفونها بالبدعة والشرك… وما إلى ذلك، ويحرصون على إبعاد الناس عنها، وعلى أن يطبعوا شعبنا العزيز بطابعٍ مختلف، حاربوا حتى تلاوة القرآن الكريم، تلاوة سورة يس في كثيرٍ من المناسبات وسموها بالبدعة، وحتى مناسبات العزاء، الكثير من الأذكار والمناسبات الدينية أتوا للقضاء عليها وإزاحتها من الساحة، واشتغلوا في ذلك شغلاً كبيراً، وبذلوا فيه جهوداً كبيرة، كم لهم في هذا المجال من خطب ومحاضرات ومناسبات؟ وكم استحوذوا على كثيرٍ من المساجد، ثم طبعوها بطابعهم المختلف عما كان عليه هذا الشعب منذ صدر الإسلام وعلى مرِّ التاريخ وإلى اليوم، طابع مختلف.
كلمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بمناسبة أول جمعة في رجب 1440هـ