هولندا تلحق بركب الهاربين من البحر الأحمر.. واليمن يدشن مرحلة التصعيد الرابعة ضد العدو الصهيوني

“لا يمكن التنبؤ بتصرفات اليمنيين”، بهذه العبارة وضع قائد الفرقاطة الهولندية “زي آر – أم اس ترومب” نهايةً لمشاركة بلاده في التحالف البحري الأميركي لحماية السفن “الإسرائيلية”؛ بناء على مزاعم وادعاءات مضللة نسجها البيت الأبيض، لحشد الدعم الدولي اللازم لقواته وأنشطته العدائية الداعمة لجرائم حرب الإبادة في غزّة خلف ستار حماية التجارة العالمية.

صحيفة “ذي انديان إكسبريس” الهندية كشفت أن الفرقاطةَ الهولندية “ترومب” انسحبت من البحر الأحمر بعد شهر من التواجد هناك، وهي كانت تُبحر باتّجاه شرق آسيا. ونقلت الصحيفة عن قائد الفرقاطة قوله إن تهديد “أنصار الله” يمتد من البحر الأحمر حتّى خليج عدن الذي يربط البحر بالمحيط الهندي.

وهولندا تعد الدولة الأوروبية الخامسة التي تسحب فرقاطتها من البحر الأحمر بعد فرنسا وألمانيا والدنمارك، وتأجيل إرسال فرقاطة بلجيكية إلى المنطقة، وسحب أميركا لحاملة الطائرات إينزهاور والمدمرة غريفلي وسحب بريطانيا لفرقاطة بعد تضررها بعملية يمنية.

في الدلالات؛ الإخفاق الأميركي في منع الضربات اليمنية وحماية السفن التي يشملها الحظر اليمني لم يعد خافيًا على أحد. والبيانات الأميركية التي تنكر الإصابات وتحاول التهوين والتقليل من تأثير العمليات تفضحها مقاطع الفيديو التي ينشرها الإعلام الغربي، ومؤخرًا المادّة التي نشرها الإعلام الحربي اليمني في استهداف “سفينة سيكلاديز” بعد إصابتها بضربةٍ مباشرة من طائرة مسيّرة، لتسقط تلك المشاهد المزاعم الأميركية التي تحدثت عن التصدي للصواريخ والطائرات اليمنية.

والإخفاق العسكري لا يقتصر على صعوبة التصدي للقدرات اليمنية ومنع وصولها إلى أهدافها؛ بل وفي التمويه والمناورة على أساس أن “السفينة سيكليدز” المستهدفة حاولت تمويه وتضليل مسارها في البحر الأحمر لبلوغ ميناء أم الرشراش بعد التوقف في ميناء وسيط. لكن ذلك لم يكن كافيًا لمنع استهدافها؛ حيث أثبتت القوات اليمنية مجدّدًا تفوقها في جمع البيانات والمعلومات الدقيقة وتتبع وجهات السفن حتّى وصولها إلى وجهتها الأخيرة.

في مرحلة سابقة، ساد اعتقاد يقول إن الولايات المتحدة أحكمت قبضتها على مسارات السفن في البحرين الأحمر والعربي ووفرت لها الأمن، واستطاعت اعتداءاتها المتكرّرة مع الشريك البريطاني أن تحدّ من القدرات اليمنية. ولكن في ظلّ الانسحابات المتوالية للفرقاطات الغربية، بما فيها الأميركية، وقبل ذلك امتداد مسرح العلميات إلى المحيط الهندي، صار من الواضح أن الكلام عن قوة ردع التحالف الأميركي قد سقط من التداول بعد أن سقط من الحسابات وهرب من المواجهة المباشرة.

وباستهداف السفينة “إم اس أوريون”، في المحيط الهندي الواسع، أظهر الإعلام الغربي، والأميركي تحديدًا، نقلًا عن ضباط وقادة في البحرية وخبراء في الجانب العسكري ذهولهم واندهاشهم ومخاوفهم أيضًا من مديات الصواريخ اليمنية والطائرات المسيّرة وسط تساؤلات فرضت نفسها عن القدرة في التتبع وإصابة الأهداف المتحركة بدقة عالية، واليمن أصلًا لا يمتلك أقمارًا صناعية ولا أسطولًا بحريًا…!

وبما أن اليد قابضة على الزناد وعمليات الإسناد من جبهة اليمن تسير بوتيرة عالية، يؤكد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن القوات المسلحة اليمنية تحضّر لجولة رابعة من التصعيد البحري في المحيط الهندي استنادًا إلى التطور الذي وصلت إليه القدرات اليمنية، خلال المرحلة القليلة الماضية، في حال استمر التصعيد الإسرائيلي في غزّة وفشلت المفاوضات المتعلّقة بوقف إطلاق النار.

وفي إجمالي ما تحدث به السيد القائد من عمليات في البحر وفي جنوب فلسطين المحتلة، والتي وصلت إلى 156 عملية نفذت بـ606 صواريخ باليستية ومجنّحة وطائرات مسيّرة ما يفسر طبيعة انسحاب الفرقاطات الغربية والسفن الأميركية. وهذه الأخيرة بحاجة إلى مزيد من الوقت لتحليل ما جرى ويجري في ميدان البحر وتجريب أوراق أخرى لا يستبعد البعض أن تكون الورقة الإنسانية والاقتصادية في اليمن وتحريك جحافل المرتزقة لأشغال القوات اليمنية عن واجبها ودورها المؤثر في إسناد غزّة.

 

اسماعيل المحاقري

قد يعجبك ايضا