هل يتحقق السلام في اليمن؟
الحقيقة/وضاح عيسى
بترقب وشغف، ينتظر المهتمون بالشأن اليمني ما يمكن أن تفضي إليه الجولة الجديدة من محادثات السلام المقرر عقدها في العاصمة السويدية استوكهولم نهاية الشهر الجاري، حيث يواصل المبعوث الأممي الخاص مارتن غريفيث لقاءاته مع المسؤولين اليمنيين لبحث فرص عقد هذه المحادثات والتوصل إلى إنهاء العدوان والحد من أسوأ كارثة إنسانية على مر التاريخ يعانيها الشعب اليمني بسبب همجية «تحالف» العدوان بقيادة نظام بني سعود.
زيارة المبعوث الأممي إلى اليمن ومساعيه لبدء جولة جديدة من المحادثات ومناقشة الجوانب المتصلة بالمشاورات القادمة لاستئناف العملية السياسية وإحلال السلام والإجراءات المتعلقة بها، تتزامن مع الدعوات الدولية لوقف العدوان والحرب على اليمنيين والبدء بإجراءات بناء الثقة بين الأطراف المتنازعة، فهل تنجح هذه المساعي في وقف العدوان وإحلال السلام في هذا البلد، وبالتالي إنهاء الكارثة الإنسانية؟.
في أجواء التحركات التي تبدو جدّية لعقد محادثات السلام في هذا البلد الجريح، يستمر «تحالف» العدوان ومرتزقته باستهداف اليمنيين وبناهم التحتية وممتلكاتهم في عدة محافظات ولاسيما الحديدة وصنعاء، بينما يؤكد «أنصار الله» للمبعوث الأممي لدى وصوله إلى صنعاء في محاولة منه لإنعاش محادثات السلام المتعثرة منذ أكثر من سنتين، على ضرورة توازن وحياد الأمم المتحدة في سعيها لإيجاد حل سياسي وشامل للأزمة، وتسهيل نقل الجرحى والمرضى للعلاج في الخارج وإعادتهم، بالمقابل رحبت حكومة المستقيل عبد ربه هادي منصور بدعوة الأمم المتحدة، إلا أنها لم تطلق أي رد على الهدنة التي أطلقها «أنصار الله»!.
وفي ظل ما يجري، ومع تعالي أصوات المنظمات الإنسانية الدولية لإنهاء أسوأ كارثة إنسانية غير مسبوقة تهدد نصف الشعب اليمني بالمجاعة، قررت الحكومة الفنلندية تعليق تصدير الأسلحة للنظام السعودي، بينما يدرس الكونغرس الأمريكي حظر الأسلحة للنظام السعودي.
ما يأمله اليمنيون من المبعوث الأممي أن تكون اقتراحاته بناءة تلبي طموحاتهم الاقتصادية والإنسانية، وترسم ملامح حقيقية للسلام المنشود وفق رؤية واضحة بعيدة كل البعد عن الإملاءات الخارجية، لكن، في ظل ما يجري الآن، هل ستجري مباحثات السلام اليمنية وفق التوقعات؟ وأين سترسو؟ وأي حال يمكن أن تصل إليها الأوضاع؟ وهل سيتحقق ما يتطلع إليه اليمنيون؟.