هل سقط مشروع أمريكا في المنطقة…بقلم/ محمد الدرب
تسارعت الأحداث في الوطن العربي وخصوصا في اليمن وسوريا والعراق وبات المشروع الأمريكي الرامي للسيطرة وتقسيم هذه البلدان بذرائع مختلفة أبرزها محاربة ما يسمى الإرهاب الذي هو أصلا من صنعتها أو إسقاط نظام أو دعم شرعية وما شابه، في تراجع وانحسار كبير.
الجرائم التي تقوم بها الجماعات التكفيرية صورت أمريكا وكأنها هي السبيل الوحيد للتخلص من تلك الجماعات، مع أن الهدف الحقيقي هو اماته روح المقاومة لدى الشعوب وتنفيذ مشروعاتها لتقسيم والهيمنة على المنطقة
محاربة الإرهاب و ما يسمى القاعدة وداعش المصطلح العريض الذي تستخدمه أمريكا ذريعة لضرب أي بلد، وتقوم أمريكا بين الحين والآخر بضرب واستهداف بعض عناصر القاعدة في بعض البلدان لتثبيت مفهوم أن أمريكا تحارب ما يسمى بالإرهاب فعلا.
ونبدأ بالعراق حيث كان المخطط له أن يسقط بيد ما يسمى داعش الإجرامي لتقوم أمريكا بتشكيل تحالف دولي لمحاربة الإرهاب ضنا منها أن الجيش والشعب العراقي بات عاجزا أمام تلك العصابة الإجرامية التي ارتكبت أبشع المجازر الوحشية والإعدامات الجماعية بحق العراقيين.
لكن الجيش العراقي وأحرار العراق الذين تحركوا بعد فتوى المرجعية استطاعوا أن يسترجعوا كل المناطق التي كان قد سيطرت عليها داعش وأعلن العراق انتصاره على داعش السنة الماضية 2017م، في وقت قياسي بعد أن كانت أمريكا أعلنت حاجتها لثلاثين عاما لدحر داعش.
وفي اليمن بعد أن تحرك أنصار الله وأحرار اليمن لمحاربة عملاء أمريكا داعش والقاعدة في المحافظات الجنوبية وبعد أن تمت السيطرة على باب المندب ومعظم محافظات الجمهورية لبسط سيادة الدولة التي كانت منزوعة، تحركت أمريكا بتحالف أكثر من 20 دولة وهي على رأس هذا التحالف، لتعتدي على الشعب اليمني بذريعة إعادة الشرعية واسقاط الانقلاب الذي لا أساس له من الصحة حيث كان الرئيس الفار عبدربه قد قدم استقالته ولاذ بالفرار إلى عدن وبعدها إلى السعودية ليتفاجئ هو أيضا بهذا التحالف والقصف على اليمن.
ارتكب تحالف العدوان على اليمن أبشع الجرائم الوحشية بحق المدنيين بنية إركاع احرار اليمن من وثنيهم عن الدفاع عن سيادة البلد، ليسهل تقسيم البلاد ونهب ثرواته في المستقبل.
لكن أحرار اليمن وعلى رأسهم أنصار الله شكلوا درعا حصينا لهذا الشعب وكسروا هيبة تحالف هذه الدول الرامية إلى احتلال اليمن، ليعرفوا في الأخير أن الخيار العسكري لا جدوا له ليتحرك في هذه الفترة ملف المفاوضات والمشاورات، لإنهاء هذه العدوان الهمجي الفاشل.
أما في سوريا فقد أعلن الرئيس الأمريكي مؤخرا سحب قواته المتواجدة على الأراضي السورية بحجة أنه قد تم القضاء على تنظيم داعش والذي كانت هي من تدعمه بالخبراء والأسلحة والذخائر والتدريب وتستجلب العناصر الإجرامية من كل دول العالم، وكانت بعض الأحيان تساند داعش بغارات جوية ضد الجيش السوري، وأخرى كان يقوم بها العدو الإسرائيلي.
وبعد أن كانت سوريا قاب أن تسقط بيد الجماعات التكفيرية وما يسمى بداعش والنصرة وو.. شكلت سوريا تحالف دولي مع روسيا وإيران وحزب الله لتستطيع بعد ذلك أن تستجمع قواها لتدحر تلك الجماعات الإجرامية التي هي أيضا ارتكبت أبشع الجرائم بحق المواطنين.
وما هذه الحروب في هذه الدول إلا مطامع أمريكية وإسرائيلية في تفتيتها والسيطرة عليها إما حماية لكيان العدو مثل سوريا أوطمعا في الثروات مثل العراق أو طمعا في الموقع الجغرافي والثروات مثل اليمن.
شهد محور أمريكا تراجعا كبيرا وانقسامات كبيرة في المنطقة والعالم بعكس انتصار محور المقاومة وحلفائه، بسبب السياسات الخاطئة التي تنتهجها أمريكا، وصحوة الشعوب والتي شكلت رادعا أساسيا لها.