منذ عدة أيام تتوالى الأخبار الساخنة من جبهات القتال في منطقة البيضاء اليمنية، ومن الملفت للنظر أن مسؤولي حكومة هادي والإعلام السعودي كلاهما يصوران أن المنتصر في هذه الاشتباكات إنما هم قوات هادي.
إعرابه:
– الحقيقة أن منطقة البيضاء وخاصة مدينة “الزاهر” في هذه المنطقة، تعتبر القاعدة الأصلية لتنظيم “القاعدة” في اليمن، وتعرضت للقصف مرات عديدة من قبل الولايات المتحدة.
– في العام الماضي، استولت حركة أنصار الله على هذه المنطقة، حيث سيطرت أنصار الله على أكثر من 90٪ منها.
– لقد حدث مرات عديدة قبل هذا أن تلقى تنظيم “القاعدة” الأموال من السعودية والإمارات لكي ينسحب من بعض المناطق بهدف تسجيل ذلك صوريا على أنه انتصار يضاف إلى سجل التحالف، وذلك كسند ودافع للنفسية المنهكة لدى الائتلاف الفاشل.
– وبينما تقترب مأرب من السقوط، تحاول السعودية ثانية لتنشيط تنظيم القاعدة في الزاهر بمنطقة البيضاء بغية حرف أنظار جيش الإنقاذ الوطني عن مأرب، إلى جانب إشغال قوات أنصار الله في جبهة جديدة من أجل تقليل حجم ضغوط الجيش الوطني اليمني على مدينة مأرب.
– على الرغم من الدعاية الإعلامية السعودية ومسؤولي حكومة هادي، أولاً أنه باستثناء تبادل مناطق محدودة في البيضاء لم يحدث شيء خاص هناك، وثانياً ليس من الواضح إلى متى سيكون الإعلام السعودي وإعلام حكومة هادي قادرين على مواصلة كذبتهم الكبرى باستخدام القاعدة لإظهار أنهم المنتصرين في ساحة المعركة.
– أعلنت الحكومة الأميركية مؤخرا أن حكومة هادي هي الحكومة الشرعية في اليمن، إلى جانب اعترافها بحركة أنصار الله بعنوان “أمر واقع” لا يمكن تجاهله في تقرير مصير اليمن، إلا أن التجربة الميدانية تظهر أن كلا من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية لا يدخران أي جهد من أجل القضاء على هذا “الأمر الواقع”. لقد أثبتت “القاعدة” طوال التاريخ أنها من أعداء أميركا الأوائل، لكن الولايات المتحدة لم تتخل حتى عن هذا العدو الضعيف وذلك من أجل مصالحها الخاصة.