هل تكفي أربعة أعوام لإثبات أن اليمن لا يُهزم؟!
دُشن العام الرابع من العدوان الغاشم عل اليمن ليكون عام تغيير الموازيين وإرساء معادلة توازن الرعب مع العدو المتغطرس، حيث ستكون المواجهة متكافئة، في ضل المؤشرات والحقائق القوية التي تظهر تطور نوعي في القوة الصاروخية والبحرية سلاح الجو المسيًر، للجيش واللجان الشعبية، والتي استطاعت الادمغة اليمنية بتأييد من الله عز وجل، ورغم الحصار الخانق من تخطي العقبات والولوج الى عالم التصنيع والابداع بالإمكانات المتاحة لردع العدو المتغطرس الذي أمعن في ارتكاب جرائمه ومجازره الوحشية بحق المدنيين.
قبل ما يقارب أربع أعوام، كان تحالف العدوان على اليمن يظن أنه لن يحتاج سوى أسبوعين فقط حتى يحكم قبضته على الوطن الذي لم يسبق له أن رضخ لأي احتلال في التاريخ، حيث حددت وجزمت قوى العدوان في بداية عملياتها العسكرية أن حربها الخاطفة هذه، سوف تنتهي خلال أسابيع أو أشهر معدودة، بتحقيق أهدافها السهلة، وها هي الدول المعتدية اليوم تعيش كوابيس استهداف عواصمها ومواقع القوة والاقتصاد فيها، ويبدو انها اصبحت مهددة، بعد ان عجزت عن حماية حدودها بداية، وعمقها الداخلي لاحقا، وعواصمها حالياً.
تلك الدول المعتدية كانت تتوهم أن معركتها على اليمن سهلة، وان الوضع تحت السيطرة، وأن كل شيء مخطط له بدقة، كيف لا، وهي دول معروفة بامتلاكها للقدرات العسكرية المتطورة، والإمكانيات المادية الضخمة، والمعلومات الاستخبارية ومعطيات الرصد الجوي الدقيق، وفي الطرف الآخر، فإن المستهدف هو بلد ضعيف وفقير ومحدود الامكانيات العسكرية والمادية.
” سنحسم العمليات العسكرية في اليمن خلال أسبوعين” ، هكذا صرّح الناطق السابق باسم تحالف العدوان أحمد عسيري في مارس 2015 ،مضيفا آنذاك أن قواته دمرت نحو 80% من السلاح التابع للجيش اليمني في صنعاء، وبعد عامين من انطلاق عمليات تحالف العدوان، ظهر من جديد قائلا: “إننا نواجه جيشاً قوياً في اليمن ومقاتلين أشداء وهذا يحتاج إلى المزيد من الوقت”.
وهذا يعني ان قوى التحالف ماتزال في مكابرتها على اعتبار فارق القدرات واضحٌ لمصلحة تحالف العدوان، وفي هذا الوقت، وبخبرة العالم والواثق والاكيد، حذر قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي قوى العدوانَ من مغبة الاستمرار في حربهم العبثية، وطالب دوله بوقف هذا الجنون والذهاب الى التفاوض والحل السياسي، وبالمقابل، وعد قائد الثورة قادة وجيوش قوى تحالف العدوان بمفاجآت عسكرية وميدانية سوف تغير وجه المواجهة ومستواها.
*اليمن مقبرة الغزاة، وابناؤها متمرسون على القتال في ميادينهم:*
من اليقين القول أن أمريكا هي من تدُير العدوان على اليمن منذ الوهلة الأولى، إلا أن انتقال المشاركة الأمريكية الصهيونية في العدوان من تحت الطاولة الى فوق الطاولة كان دافعاً وحافزاً قوياً للشعب اليمني عامة، والجيش واللجان الشعبية خاصة لقتال المعتدين والغزاة، فكان الشوق واللهفة ملازمة للمقاتل اليمني المشبع بالثقافة القرآنية لقتال أعداء الأمة من الأمريكيين والصهاينة، لاسيما وأن الوضع في اليمن مختلف تماماً في ضل انتشار الثقافة القرآنية، فالجندي الأمريكي الوقح ستُخطف روحُه من بين جنبيه قبل أن يلتفت نحو الكاميرا التي تصور غطرسته وغروره، وستقطع رجله قبل أن يركل باب منزل يمني كريم، وسيُمرغ أنفه في وحل الخزي والعار قبل أن يفكر في أن يبتسم تلك الابتسامة القبيحة الصفراء أمام العدسات ومراسلي الفضائيات.
إن المفاجئات التي الحقت بجيوش الغزاة ومنافقيهم وترسانتهم العسكرية الهزيمة والعار ماهي إلّا صدقاً لقول الله تعالى: (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)، ولن يجني المعتدين سوى الهزيمة ولن يحقق سوى الانكسار والإندحار والفشل أمام شعب صامد وجيش مغوار وقيادة شجاعة وأرض لا تقبل الغزاة، فالشعب اليمني أعطاه الله من الإيْمَان والحكمة والشجاعة والثبات والصبر ما أهّله لحمل راية الإيْمَان كله في وجه الكفر كله، وهذه الانتصارات المتحققة هي بلا شك في سبيل إعلاء كلمة الله، وعزة وكرامة لهذا الشعب المظلوم، الواثق بخالفة الذي يقول: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ)، واليوم يخوض الشعب اليمني معركة مصيرية، معركة بين الحق والباطل، بعد إن تجلى الحق بأنصع صورة وانكشف زيف الباطل ووجهه القبيح فهذا الزمن هو زمن كشف الحقائق تكشفت فيه الحقائق، وسقطت الأقنعة، وانكشفت الخفايا.
*القوة الصاروخية وسلاح الطيران المسيّر” إنجازات عظيمة ترعب قوى العدوان:*
تغيرت المعادلة تماماً، وأصبح تحالف العدوان يشكو لمجلس الأمن الدولي الضربات الموجعة التي يصفعه بها ابطال الجيش واللجان، عبر صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة محلية الصنع ومطورة ذاتياً بأدمغة يمنية.
القوة الصاروخية للجيش واللجان كشفت النقاب عن صواريخ باليستية استراتيجية، طورتها الأدمغة اليمنية بقدرات ذاتية لافتة، وادخلوها في المعركة مستهدفين عبرها، اهدافا استراتيجية ما وراء الحدود، ووصلوا بها الى ينبع، والى الرياض وابو ظبي، بعد ان سيطروا بها على جميع المواقع العسكرية الحساسة في المحافظات السعودية الحدودية: نجران وعسير وجازان.
وتمثل الضربة الباليستية المستمرة صفعة قوية للأمريكيين وفشل كبير لخبرائهم الذين قالوا انهم سيوقفون الصواريخ اليمنية وبالتالي فتعتبر هزيمة تقنية جديدة لأمريكا بعد هزيمتها في اختراق منظومة الباتريوت وتحييدها عن التصدي للصواريخ البالستية اليمنية … ويستمر التفوق التقني لليمن على التكنلوجيا الامريكية التي ظهر عجزها امام العقول اليمنية …
وفي الوقت الذي لم يستوعب فيه حتى الان تحالف العدوان على اليمن صدمة الصواريخ الباليستية، جاءتهم صدمة الطيران المسّير عبر طائرة “صماد 2 ” التي استهدفت شركة النفط السعودية “ارامكو” في العاصمة الرياض على مسافة تجاوزت ال 1000 كلم، وتلى ذلك صدمة طائرة “صماد 3″، والتي استهدفت بنجاح مطار أبو ظبي على مسافة تتجاوز 1300 كلم، واستهدفت أيضاً مطار دبي اكثر من مرة.
ان قيام لطيران المسيّر بضرب الرياض وابوظبي ودبي تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الشعب اليمني رغم العدوان الظالم والحصار الجائر فإنه مستمر في تطوير وسائل الردع والمواجهة، ولا يوجد في ثناياه ايّة بوارد للضعف أو الاستسلام كما تتوهم الرياض وابوظبي، بل أنه يعمل لتطوير وتعزيز قدراته الرادعة في سياق تحويل التحدي الى فرصة وحتى لو وصل الحال بالمقاتل اليمني الى نفاد السلاح من يديه فإنه سيقاتل متوكلاً على الله بالحجارة وسيرعب أولئك الطغاة، حتى تعلم قوى العدوان انها تعتدي على شعب يأبى الظين ويعشق الحرية والكرامة وسيصل يدافع عنها ولو بالحجارة في حال نفدت كل اسلحته
*هل تُجبر المعادلات الجديدة قوات العدوان على الإستسلام؟*
انطلاقا من كل ذلك، هل يستوعب تحالف الدول المعتدية على اليمن أن هناك تغييراً في مسار المواجهة، بدأ يفرضه الجيش واللجان الشعبية اليمنية في هذه الحرب؟
ان اطالة امد العدوان لا يأتي في صالح قوى العدوان التي اكتشفت أن إطالة أمد العدوان على اليمن يعني المزيد من الخسارة البشرية والمادية وتحطم هيبة أسلحتها على أيدي رجال الله الشرفاء في جبهات العزة والكرامة الذين يقدمون مفاجئات عظيمة في البر والبحر والجو، ولم يكن ليتوقَّع المُخطط أن دولة فقيرة ستنقلها الحرب نحو التعاظم لدرجة امتلاكها اسلحة استراتيجية أصبحت مؤشراً الى انتقال اليمنيين من معركة دفاعية محدودة الى هجوم معاكس مُرَكّز، بدأ يهدد نقاط القوة الاستراتيجية لقوى العدوان.
إذاً وبعد مرور ما يقارب أربعة أعوام من العدوان؛ أثبت الشعب اليمني للعالم وعبر جيشه ولجانه أنّه عصيٌ على الكسر، وبات اليمن اليوم لاعباً يُجيد صياغة المعادلات، وكسب زمام الميدان، ونقل المعادلات نحو مرحلةٍ يُديرها الجيش واللجان حيث أن الجميع بات يُسلِّم بصعوبة الحسم العسكري، في حين لن تكون نتائج الميدان بعيدة عن المفاوضات، بل إن أوراق الميدان التي باتت برسم الشعب اليمني، ستكون سبباً في انتصارهم المستقبلي.
اليمنيون يغيرون معادلات القوة، قاموا – ولايزالون – بأفعال مذهلة أدهشت العالم، وبالرغم من أنهم يدفعون فاتورة بشرية ضخمة من مدنيين أطفال ونساء وبنية تحتية واقتصاد متعب للغاية، إلا أنهم مصممون على المضي في طريق تحقيق سيادة اليمن كاملة،، فهل تُجبر المعادلات الجديدة قوات العدوان على الإستسلام؟