هل تتخذ السعودية الهدنة في اليمن سُلّماً للنزول من الشجرة؟
Share
بدأ السبت ولمدة شهرين هدنة إنسانية بين اليمن ودول العدوان، برعاية الامم المتحدة، تتوقف بموجبها العمليات العسكرية ويفتح مطار صنعاء الدولي لعدد من الرحلات وكذلك فتح ميناء الحديدة أمام المشتقات النفطية لعدد من السفن خلال شهري الهدنة، مع احتمال تجديدها.
إعلان الهدنة جاء في بيان للمبعوث الخاص للأمم المتحدة الى اليمن هانس غروندبرغ، وجاء في بعض تفاصيل الهدنة: “وقف جميع العمليات العسكرية الهجومية البرية والجوية والبحرية داخل اليمن وخارجه وتجميد المواقع العسكرية الحالية على الأرض”. و”دخول 18 سفينة من سفن المشتقات النفطية خلال شهري الهدنة إلى موانئ الحديدة”، و”تشغيل رحلتين جويتين تجاريتين أسبوعيا إلى صنعاء ومنها خلال شهري الهدنة إلى المملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية مصر العربية”.
وسوف يعين أطراف النزاع ضباط ارتباط مخولين للعمل مع مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن على جميع جوانب الهدنة بما فيها الجوانب العسكرية لدعم الامتثال للهدنة واحترامها ومع أنه لن تكون هناك مراقبة مستقلة سوف يقدم مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن دعم التنسيق الذي يطلبه الأطراف للمساعدة في تنفيذ الهدنة.
من الواضح أن الهدنة لا تلبي الحد الأدنى من متطلبات الشعب اليمني، التي يأتي الرفع الكامل للحصار المفروض عليه، في اولوية هذه المطالب جنبا الى جنب مع مطلب وقف العدوان. إلا ان قبول الحكومة الوطنية في صنعاء بالهدنة جاء لتخفيف المعاناة عن الشعب اليمني والتمهيد للرفع الشامل للحصار والوصول إلى حل نهائي، بعد اتضاح ان تحالف العدوان يركز على الحصار لخنق الشعب اليمني اثر إخفاقه عسكريا وسياسيا، فلجأ إلى الحرب الاقتصادية والتجويع.
ان دول العدوان ما كانت لتدرج في الهدنة بندي دخول سفن المشتقات النفطية خلال شهري الهدنة إلى موانئ الحديدة، وتشغيل رحلتين جويتين تجاريتين أسبوعيا إلى صنعاء ومنها، في نفس الفترة، لولا عمليات كسر الحصار التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية واللجان الشعبية ضد دول العدون، التي ايقنت ان التمادي في عدوانها وحصارها سيكلفها غاليا.
عضو الوفد الوطني عبدالملك العجري، كشف عن ان سماح دول العدوان في هذه الهدنة بدخول السفن النفطية دليل على أنها كانت تقف خلف معاناة الشعب اليمني الاقتصادية، وان دول العدوان أوقفت السفن النفطية تعسفا ودون أي مبرر، واليوم ظهر للجميع أنها تستغل ذلك للضغط السياسي.
بات واضحا ان دول العدوان لم توافق على الهدنة الانسانية، بدوافع انسانية، فهذه الدول اتخذت من سياسة حصار وتجويع الشعب اليمني، كإستراتيجية ثابتة في الحرب ضد اليمن، من اجل تركيع الشعب اليمني ودفعه للاستسلام، إلا انه وبعد دخول العدوان عامه الثامن، والذي تزامن مع عمليات كسر الحصار، وانتقال القوات اليمنية من الدفاع الى الهجوم، واعلان قادة حركة انصارالله ، عن منجزات عسكرية كبرى ستفاجىء المعتدين مستقبلا، ثبت للمعتدين وبالدليل القاطع، ان مصير الحصار، الذي يعولون عليه، سيكون كمصير العدوان، لذلك اتخذت دول العدوان وفي مقدمتها السعودية، قرارا بالموافقة على الهدنة، لتتخذها مستقبلا كسلم للنزول من الشجرة التي تسلقتها بعنجهية وغرور وتكبر، قبل ثماني سنوات.