بإذن الله وتدبيره نجحت ثورة الـ21 من سبتمبر2014م في تطهير عمران والعاصمة صنعاء من أكبر وأخطر أوكار ومراكز الجرائم المنظمة في التاريخ اليمني “الفرقة الأولى مدرع ” التي روعت المجتمع اليمني برعايتها مع المخابرات الأمريكية والسعودية لجرائم التفجير المروعة وجرائم الذبح الجماعي وجرائم الاغتيال اليومية لقيادات الدولة والمجتمع من سياسيين وعسكريين وأمنيين وأكاديميين وعلماء ومفكرين ورجال أعمال وكافة فئات المجتمع، ومضت ثورة 21 سبتمبر في طريقها لتفكيك بقية بؤر وأوكار هذه الفرقة الإجرامية الدموية المارقة وحماية المجتمع من شرور فلولها وأذرعها المنتشرة في كل مناطق اليمن تحت عدة مسميات كالقاعدة وداعش وأنصار شريعة وغيرها بما في ذلك مافيات النفط والمخدرات وعصابات التلاعب بالعملات وعصابات قطاع الطرق والسطو المسلح ومليشيات البسط على أراضي الناس وإقلاق السكينة العامة، فكانت المفاجأة الكبرى للشعب اليمني بظهور عتاة الإجرام الدولي من حكومات وأنظمة وبتدخلهم المباشر كرعاة حقيقيين لطوفان الإجرام والإرهاب الدولي بكل ثقلهم وبكامل تجهيزاتهم لحماية أدواتهم وأذنابهم وخوض المعركة إلى جانبهم وبدأ أشرس وأفظع عدوان يتعرض له الشعب اليمني لتبدأ معه أكبر وأعظم الملاحم الأسطورية التي يخوضها خيرة أبناء هذا الشعب الأبي دفاعا عن آدمية وإنسانية شعبهم وحرية وكرامة ومستقبل أمتهم وصمد الشعب العظيم صمودا أسطوريا في وجه أكبر الامبراطوريات العسكرية والمالية والاستخبارية والإعلامية وشكل السند الأمنع والظهير الأروع للمجاهدين في الجبهات بصبره وثباته وتحمله لتبعات أشرس عدوان واستمراره في رفد الجبهات بكل غال ونفيس.
في حين تجلت عظمة القيادة وحكمتها في حسن الإدارة على المستوى الاستراتيجي وأبرز القائد الفذ السيد عبدالملك بن بدرالدين حنكة وعبقرية في إدارة الحرب ومواجهة التحديات وقلب المعادلة والتعاطي مع المتغيرات رغم شراسة الهجمة وضخامة المؤامرة وتعقيدات الأوضاع وخبث المكائد وها هي ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر في ذكراها الخامسة تتخطى أصعب العقبات وتتجاوز أخطر التحديات وتتجه بشعبها وجمهورها ومجاهديها وشهدائها وجرحاها وأسراها ومفقوديها لإنجاز أعظم انتصار تاريخي بإذن الله.
انتصار ثمنه باهظ جدا ولكنه انتصار الضرورة الذي لم يكن منه بد فاليمن خاصة والمنطقة عامة كانت أمام تحد وجودي إما أن نكون أو لا نكون.
إما هيمنة المشروع الصهيوني الأمريكي وتحكمه على كل مقدرات الأمة وارتهان حاضرها ومستقبلها وإما إسقاط هذا المشروع الاستعبادي وفتح أبواب الأمل لحماية الوجود والهوية وحماية حاضر ومستقبل شعبنا وشعوب المنطقة..
وهذا ما سطره ويسطره الشعب اليمني العظيم بدماء وأشلاء خيرة شبابه وبصبره وصموده وتضحياته..
تحية إجلال لمجاهدينا المؤمنين الصابرين الأبطال ولأسرهم الكريمة..