تواجه السعودية تحدياً عسكرياً كبيرا، من خلال نفاذ مخزونها لصواريخ منظومات الباتريوت، لا سيما مع تطور القدرات اليمنية العسكرية. ما دفعها في أكثر من مرة، الى توجيه الطلب الى الولايات المتحدة الامريكية، والآن الى قطر من أجل إمدادها بكمية تساعدها على تجديد مستودعاتها.
وقد أظهر الميدان اليمني عملياً ومن خلال تجارب عديدة، ضعف منظومات الدفاع الجوي والصاروخي الامريكية التي روج لها بأنها الأفضل على صعيد العالم في اعتراض الصواريخ الباليستية والكروز والطائرات بدون طيار. ولن ينسى العالم ذلك، من خلال هجوم آرامكو الشهير في العالم 2019.
العاصفة تتحول الى مستنقع
بدأت الهجمات الصاروخية الردعية اليمنية، من خلال الصواريخ الباليستية أولاً. عندما استهدف الجيش واللجان الشعبية، المواقع والقواعد التابعة لقوى العدوان السعودي والاماراتي، بواسطة الصواريخ من نوع “توشكا”. وهنا لم تتمكن منظومات الدفاع الجوي المتواجدة في القواعد، من صد واعتراض أي صاروخ.
ثم تطورت الهجمات لاحقاً، لتصيب الأهداف في عمق الأراضي السعودية، واستخدم فيها الصاروخ المطور محلياً من نوع بركان. أما السعوديون في ذلك الوقت فكانوا قادرين على مقاومة بعض الهجمات، من خلال منظومات باتريوت التابعة للقوات الامريكية المتواجدة عندهم.
في البداية أطلق على صواريخ الباتريوت اسم Pack 2، والذي تمت ترقيته لاحقًا إلى نموذج GEM Pack 2، وأخيرًا تمت إضافة نموذج Pack 3 إلى منظومات السعودية.
سلسلة Pack 2 تتميز بنوع من القدرة ضد عدة أنواع من الأهداف الجوية: الطائرات والمروحيات والطائرات بدون طيار والصواريخ الجوالة والصواريخ الباليستية. أما سلسلة Pack 3، فتركز بشكل أكبر على اعتراض الصواريخ الباليستية.
لاحقاً ظهر الإرباك الكبير عند منظومات الباتريوت، عندما دخل الميدان مفاجئات اليمن: الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز. التي أظهرت للعالم لأول مرة، عجز ومشاكل الباتريوت. بحيث استهدفت هذه الطائرات والصواريخ الجوالة العديد من الأهداف، دون أن تقدر السعودية من صدها بواسطة الباتريوت، ما دفعها الى تنشيط الدفاع الجوي عبر الطائرات الاعتراضية، لمحاولة اسقاط هذه التهديدات، والذي يعد خياراً مكلفاً أكثر بأضعاف مما تكلفه طائرة مسيرة واحدة.
ماذا حصل في الأشهر الاخيرة؟
في السنوات الأخيرة، ركز الجيش اليمني في هجماته بشكل أكبر، على صواريخ كروز والطائرات بدون طيار. لكن في الأشهر الأخيرة، أعادوا الصواريخ إلى الميدان من خلال استئناف استخدامها في الهجمات ضد الأهداف في العمق السعودي. لكن الاختلاف هذه المرة، كان من خلال تطوير سرعة الصواريخ، بحيث أجبر ذلك السعودية الى إطلاق 5 صواريخ اعتراضية لكل صاروخ باليستي، وهذا الذي اضطرهم لطلب الدعم العاجل من الدوحة وواشنطن.
كما أن ما زاد في الطين بلة، سحب الولايات المتحدة الامريكية منظوماتها في السعودية، وقيامها بنقلهم الى الدول المحيطة في الصين، وهذا ما أنقص المنظومات لدى السعوديين، واضطرهم لطلب الدعم من اليونان لاستعارة بعض المنظومات التي يملكونها.