هكذا خسرت قوى العدوان كل تقدمها في الحديدة
لم يكُن لأكثر المتفائلين في صنعاء، أو أكثر المتشائمين في عدن والرياض، أن يتوقع استعادة سيطرة الجيش واللجان الشعبية على شريط الحديدة الساحلي بهذه البساطة.
تتحدث المعطيات عن توجيهات من قيادة قوى العدوان وصلت للقوات المنتشرة على طول امتداد الشريط الساحلي الذي احتلته خلال معركة الساحل الغربي صيف عام 2018، بالانسحاب وإخلاء كافة المواقع الممتدة على هذا الخط، دون تبيان الأسباب وراء هذا القرار المفاجئ. وتقول المصادر أن حالة من الإحباط سادت في صفوف القوات المنسحبة وهي ترى نفسها تسلم “الانجاز” الذي حققته عام 2018 ببساطة لقوات صنعاء، مع تسجيل حالات اعتراض وتمرد على القرار، كان منها اللواء الخامس مما يسمى “العمالقة”، حيث تناقلت حسابات لمرتزقة التحالف عن سقوط هذا اللواء كاملا بين أسير وقتيل بيد الجيش اليمني، بعد أن تم حصاره شمال منطقة التحيتا، إضافة لسبعين أسير ومفقود من “الزرانيق” و “اللواء الأول تهامة”، وهذه نماذج ممن قرروا عدم الانسحاب بقرار التحالف.
أما عن المساحة التي انسحبت منها “القوات المشتركة”، فهي شريط ساحلي بطول يمتد بين 100 و120 كم، من منطقة كيلو16 شمالا باتجاه أطراف الخوخة جنوبا، وهو خط الاختراق الذي حققه التحالف بغطاء جوي وبحري كثيف صيف 2018، دون أن يتمكن من الدخول إلى مدينة الحديدة، وإعادة سيطرة الجيش واللجان على هذا الخط دون أي قتال، شكل صدمة للمرتزقة، ونصرا من حيث لم تحتسب لصنعاء.
ما يسمى بقيادة القوات المشتركة في الساحل الغربي، التابعة لتحالف العدوان، أعلنت في بيان لها ليل أمس الجمعة، أن ما حصل “إعادة تموضع” التزاما بخطة إعادة الانتشار المنصوص عليها في اتفاق السويد، واعتبرت أن الوجود العسكري في جبهة “ممنوعة من الحرب” بقرار دولي أمر خاطئ، وأشارت إلى أن القوات التي انسحبت ستذهب لتعزيز الجبهات في مارب وشبوة والبيضاء بحسب بيانها. حالة التخبط في صفوف فصائل المرتزقة ظهرت في أسف قيادة الساحل الغربي على ما أسمتها “الحملة الإعلامية المضللة التي استهدفت ثقة المقاتلين”، إذ تشهد منصات التواصل الاجتماعي حملات تخوين على الجهات التي اتخذت هذا القرار، ووصلت الأمور بالبعض لاتهام قيادة التحالف بوجود اتفاق دولي تحت الطاولة، قضى بالتفريط بهذا التقدم لصالح القوات اليمنية المسلحة.
في المحصلة، استعادت صنعاء معظم مديريات محافظة الحديدة على الخط الساحلي دون قتال، وذلك بعد فرض معادلة ردع حالت دون تفكير التحالف بتحريك جبهة الساحل الغربي، أبرز نقاط الردع كانت أن أي تحرك في الساحل سيقابله قصف الإمارات باعتبارها مسؤولة عن هذه الجبهة، ويبدو أن عاصمة الزجاج فهمت جدية هذا التهديد الذي أطلقه قائد إذا قال فعل، وقد سبقت أفعاله أقواله..