هكذا حرَّضت “تل أبيب” واشنطن على اغتيال الشهيد القائد سليماني؟
Share
يحاول الجانب الصهيوني تهدئة التوتر الجاري في العلاقات مع الإدارة الأميركية عبر إعادة التذكير بمواصلة حربهما ضد إيران، إذ أكد رئيس شعبة الاستخبارات الإسرائيلية اللواء تامير هيمان أن “”تل أبيب” قادرة على تغيير رأي واشنطن، وقال إن “تحولات محتملة لا تزال أمامنا”.
وذكر هيمان في المقابلة مع موقع “القناة 12” الإسرائيلية أن الحدث الأهم الذي ترك أثرا على الإدارة الأميركية كان الدعم الاستخباراتي الإسرائيلي في جمع المعلومات المتعلقة باغتيال القائد السابق لفيلق القدس في حرس الثورة الإسلامية الشهيد القائد قاسم سليماني.
هيمان لفت إلى أن “استخباراتنا كشفت للأميركيين ان من كان قائدا لفيلق القدس، خطط لتنفيذ عملية واسعة ضد القوات الأميركية في الخليج”، مضيفا أن “هذه المعلومات نقلت الى الجيش الأميركي، الذي غيّر بناء على ذلك طابع عمله كله تجاه إيران”.
وأشار إلى أن “هذه كانت نقطة التحول في التعاطي الأميركي مع الإيرانيين في المنطقة”، مدعيا أنه “حتى ذلك الوقت كانت القوات الأميركية تعمل فقط ضد تنظيم “داعش”.. والمعلومات التي نقلناها إليهم أدت الى تغيير في النشاطات”.
وقال هيمان : “لقد أدرك الأميركيون أن هناك شخصا جديدا يحاول العمل ضدهم، وأن هناك إرهابيا آخر أكثر أهمية في المنطقة من “داعش”، ليركزوا نشاطهم على محاربته منذ تلك اللحظة”، مضيفا أنه لهذا السبب بدؤوا العمل ضد فيلق القدس في الخليج”.
وتابع أن “المعلومات لتنفيذ عملية الاغتيال زودتها “إسرائيل” إلى الجانب الأميركي”، مضيفا أنها واحدة من سلسلة طويلة من العمليات العلنية والسرية التي نفذتها “إسرائيل” وتقف وراءها شعبة الاستخبارات، بالتعاون مع أجهزة أخرى مثل الشاباك والموساد، وقد ساهم هذا التعاون بين الأجهزة بإزالة الحواجز ووضع الأنا جانبًا ما أوصلنا إلى نتائج رائعة”، على حد قوله.
وذكر هيمان أن الشهيد القائد قاسم سليماني “كان من بين عدد من الشخصيات التي تمتلك قدرات عملياتية عالية ولديهم استراتيجية معادية لـ”إسرائيل” ويمكن إدراجهم في القائمة السوداء، كما كان أحد الشخصيات التي جمعت بين القدرة والأيديولوجيا الخطيرة على إسرائيل”، مشيرا إلى أن “شخصية اخرى تحمل هذه الصفات جرى اغتيالها، هي بهاء أبو العطا، المسؤول الكبير في “الجهاد الإسلامي” في غزة، الذي تمت تصفيته خلال عملية “الحزام الأسود” في غزة قبل سنتين.
وبحسب هيمان، “بعد عام ونصف على اغتياله لا يزال تأثير سليماني باقيا لناحية تعزيز قدرات إيران في المنطقة”، موضحا أن طهران “لا زالت مركز الثقل في المنطقة وهي تعمل في عدة جبهات بشكل متوازٍ: اليمن، العراق، سوريا ولبنان”.
وقال إن إيران “تدعم بالمال وبالوسائل القتالية (قواعد صواريخ جوالة وطائرات مسيرة انتحارية في العراق واليمن) وتعمل على التمركز في سوريا لتكوّن قوة نيران ضخمة مقابل “إسرائيل” تتمثل بـ” حزب الله””، مضيفا أن “سليماني كان عمليا مهندس كل هذا، ووالد فكرة بناء القبضة الإيرانية في هذه المنطقة: بواسطة التمويل المالي، الاندماج في السياسة المحلية، الدعم اللوجستي ، وإنشاء مقرات محلية بدعم من الضباط الإيرانيين، ونقل الأسلحة وبواسطة الثقافة والدين”.
هيمان اعتبر أن “سليماني هو من نسج العلاقات وبنى هذا النظام العسكري الإيراني في المنطقة… حضوره وقدرته كانا المفتاح لتحقيق هذه الخطة”، معتبرا أن “اغتياله على يد الاميركيين كان مهما الى هذا الحد”.
وختم هيمان قائلا إن “شعبة الاستخبارات جلبت المعلومات التي مكنت الجيش الإسرائيلي والموساد من ضرب او عرقلة نشاطات سلسلة طويلة من القادة الكبار وآخرين من قوة القدس الذين عملوا تحت يد سليماني”، مؤكدا أن “العمليات ضدهم ساعدت على كبح قدرات تمركز ايران في المنطقة”.