هكذا تحولت جراح اليمن إلى مكاسب في مواجهة الغطرسة الصهيونية؟
رغم الجراح التي أثخنت بها اليمن على مدى تسع سنوات من الحرب والحصار، إلا أن صنعاء لم تتردد في إعلان أنها طرف في تطورات قد تشهدها معركة طوفان الأقصى إلى جانب الشعب الفلسطيني ومحور المقاومة في مواجهة العدو الإسرائيلي.
يعرف الأعداء قبل الأصدقاء، أن تهديد قائد الثورة اليمنية السيد عبدالملك الحوثي، في خطابه حول تطورات الأحداث في الأراضي الفلسطينية الثلاثاء الماضي، والتي قال فيها “اذا تدخلت واشنطن بشكل مباشر مستعدون لضرب صواريخ ومسيرات من اليمن” أن قائد الثورة يمتلك من الجدية ما يكفي للحد من أي مجازفات قد تقدم عليها واشنطن بالتدخل المباشر ضد الشعب الفلسطيني، على غرار التدخلات العسكرية الأمريكية إلى جانب الاحتلال الصهيوني خلال الحروب السابقة مع العرب، وقد أضاف السيد عبدالملك الحوثي بالقول إنه على تواصل وتنسيق مستمر مع أطراف محور المقاومة، لاتخاذ كل ما يلزم للتعامل مع الموقف.
وفي تحليل وكالة الصحافة اليمنية فان موقف القيادة الثورية في اليمن، كان بحسب الكثير من المراقبين اليمنيين، معبراً عن نبض الشارع الذي يتطلع لخوض معركة تحرير الأراضي والمقدسات الإسلامية من دنس الاحتلال الصهيوني.
ويبدو أن صنعاء اكتسبت مراساً خلال مواجهتها مع دول التحالف بقيادة الولايات المتحدة، مما جعل صنعاء رقماً صعباً في أي معركة إقليمية قد تشهدها المنطقة ضمن التداعيات المحتملة لمعركة طوفان الأقصى، حيث سبق لقيادات الاحتلال الصهيوني ومراكز الأبحاث الإسرائيلية أن أكدت مخاوفها مما وصفته ” مخاطر خروج اليمن عن السيطرة والتطورات العسكرية التي تمكنت صنعاء من اجتراحها خلال سنوات التصدي لحرب دول التحالف على اليمن.
بينما سبق أن أكدت صنعاء في مواقف صريحة أن القضية الفلسطينية ودحر الاحتلال الإسرائيلي يمثل القضية الأولى بالنسبة لليمن، إلى جانب التصريحات المتواصلة التي تعلنها صنعاء بأن قدراتها الصاروخية قادرة على بلوغ عمق العدو الإسرائيلي في فلسطين المحتلة.
وأمام التحديات التي يفرضها العدو الإسرائيلي، يبدو أن المنطقة مقبلة على حرب اقليمية، لن تتردد اليمن أن تكون طرفاً رئيسياً فيها، مهما كان الثمن، متجاوزة آلام كانت واشنطن تراهن عليها لاستبعاد اليمن الجريح، من الانخراط في أي حرب قد يضطر لها محور المقاومة لمساندة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي.