هكذا احتفلنا
عين الحقيقة / كتب / أسامة الموشكي
وذهبنا للاحتفاء بمولد سيد الانام صلوات ربي عليه وعلى اله الاطهار،
ذهبنا مشيا على الاقدام،
لا بسيارات فارهة، وليس خلفها مواكب مبهرة،
طفل يحتضن يد ابيه، وأم تحمل صغيرها بلفافة خضراء، وشيخ يسابق عكازه بعزيمة نسحت شوقا ، وجريح يتكئ على اصحابه بعزيمة كبرى،
أكاد اجزم ان غالبيتهم لايملكون في جيوبهم سوى قماشة الجيب نفسها التي حاكها الخياط،
وقد اصبحت مهترئة بسبب كثرة تفقدها للظن ان بين خيوطها شيئا قد يدهشه،
ثم يخرج يده ضاحكا : ” ان بعد الظن اثم ”
—
مشهد أخر جماليته هي من تليق بهكذا مناسبة ؛
طفل يسير وحيدا،
لا لا .. ليس وحيدا، فهو يسير برفقة ذكريات مولد العام المنصرم حين كان ابوه الشهيد حاضنا ليده بيد وبالاخرى يحجب اشعة الشمس عن عينه،
ومن ثم يرفع صورة ابيه محتفلا :
” لبيك يا رسول الله ” وبغصة الفقدان يتبعها بـ ” لبيك يا شهيد الله ”
ومن ثم يحجب اشعة الشمس عن صورة شهيده بيده التي أبتلت سابقا بدفئ عرق ابيه.
—
مشهد اخير .. فرائحي ؛
بين تواشيح ” بن عزالدين ” ، وتحت غيمة انغام ” أسامة الأمير” ، وعلى اهازيج زوامل ” عيسى ” ، وفوق هزات حماسية صوت الشهيد ” لطف ” ،
مرورا بأناشيد ” فرقة انصار الله ”
، انتهاءا بعنفوان ابيات الشاعر ” الجنيد ”
تقف ام الشهيد مطروبة ،
تداعب الالحان بفرحة مكلومة، ماسحة ﻷثار دموع امسها المنحوتة ، بلفافة خضراء كانت على عنق شهيدها ملفوفة،
ومن ثم : ” لبيك يا شهيدي ولبيك يا رسولي ” .